دعا رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة “تشابا كوروشي”، إلى القضاء على العنصرية باعتبارها مشكلة عالمية، وأنه يتعين على كل دولة اتخاذ موقف ضدها.
جاء ذلك خلال كلمته في افتتاح الدورة الثانية للمنتدى الدائم للمنحدرين من أصل أفريقي في قاعة الجمعية العامة، والذي يختتم أعماله يوم الجمعة المقبل، حيث يهدف المنتدى إلى تحسين سلامة وجودة حياة المنحدرين من أصل إفريقي في جميع أنحاء العالم.
وبحسب مركز إعلام الأمم المتحدة، قال “تشابا كوروشي” إن العنصرية وكراهية الأجانب تستمران في إفساد مجتمعاتنا، مثل الندوب التي تفسد نسيج المجتمع، وأضاف “أن الكراهية والعنف الناجمين عن هاتين الظاهرتين لا يزالان مستمرين، مما يتطلب مضاعفة جهودنا الجماعية للقضاء على العنف العنصري بجميع أشكاله”.
وأكد “كوروشي” أن التغلب على العنصرية يتطلب الاعتراف بإنسانيتنا المشتركة، حيث لا تزال “الموروثات غير المعترف بها” من العبودية والفصل العنصري قائمة حتى يومنا هذا من خلال أنظمة السجون القمعية والعنيفة عنصريا، وعدم المساواة في الوصول إلى الرعاية الصحية، والاستبعاد من القوى العاملة.
وطالب رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، بضرورة مواجهة هذه الموروثات غير الإنسانية والمخزية، وقال: يجب أن نفعل ذلك الآن، لدى اعتقاد راسخ أنه من خلال التفكير في هذه الموروثات المؤلمة، يمكننا حقا تحويل مظالم الماضي إلى حريات المستقبل”.
يذكر أن الجمعية العامة للأمم المتحدة، أنشأت المنتدى الدائم عام 2021، بعد سنوات من المداولات، وتمشيا مع العقد الدولي للمنحدرين من أصل أفريقي، الذي يمتد حتى عام 2024، وسيساهم المنتدى في النهوض بإعلان الأمم المتحدة بشأن تعزيز حقوق المنحدرين من أصل أفريقي واحترامها الكامل، وهو موضوع الدورة الحالية.
بدوره، قال الأمين العام للأمم المتحدة “أنطونيو جوتيريش” – في رسالة بالفيديو – إن إنشاء المنتدى بلور الالتزام الدولي بالإسراع نحو المساواة الكاملة والعدالة للمنحدرين من أصل أفريقي في كل مكان، ودعا إلى الاعتراف بالأخطاء القديمة الناتجة عن قرون العبودية والاستعمار وإصلاحها.
يشارك في المنتدى الذي يختتم أعماله يوم الجمعة أكثر من ألف شخص، وقد أشاد مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك بالعدد الكبير من الحاضرين من النشطاء وممثلي المجتمع المدني، وقال في رسالة: “كان للعديد منكم دور حيوي في الجهود المستمرة التي تبذلها الحركات العالمية لمكافحة العنصرية، بما في ذلك الاحتجاجات عام 2020، والتي ساعدت، من بين أمور أخرى، في التعجيل بإنشاء المنتدى الدائم المعني بالمنحدرين من أصل أفريقي، وقال “إن التمييز العنصري – ومنذ فترة طويلة – تم التعامل معه على أنه قضية اجتماعية، وليس انتهاكا صارخا لحقوق الإنسان”.