قال تقرير في صحيفة بوليتيكو إن قرار الرئيس الأميركي جو بايدن بإسقاط المساعدات الإنسانية جوا إلى قطاع غزة يكشف حدود النهج الأميركي تجاه إسرائيل.
وأوضحت الصحيفة أنه عندما ترسل الولايات المتحدة طائرات عسكرية لإسقاط الغذاء والماء والدواء وغيرها من المساعدات للأشخاص المحتاجين، فإنها تفعل ذلك عادة في المناطق التي تحتلها “الجماعات الإرهابية” أو الأنظمة المعادية، وليس الحلفاء، في إشارة إلى قوات الاحتلال الإسرائيلية.
ومع ذلك، فإن أشهرا من الضغط على إسرائيل للسماح بدخول المزيد من المساعدات إلى غزة -حيث نزح حوالي 80% من السكان وتلوح المجاعة في الأفق- أسفرت عن نتائج محدودة.
وحتى بايدن، الذي يرفض إلقاء اللوم على إسرائيل في ندرة الإمدادات، اعترف علنا يوم الجمعة أنه يجب إدخال المزيد من المساعدات إلى القطاع.
وقد أعلن بايدن أمس أن الولايات المتحدة ستنفذ إنزالا جويا لمساعدات غذائية لغزة، في وقت يتفاقم فيه الجوع ويودي بأرواح مزيد من سكان القطاع.
وتقول الصحيفة إن خطوة إسقاط المساعدات من السماء تشير إلى أن بايدن لا يستطيع إقناع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ببذل المزيد من أجل معاناة الفلسطينيين.
ونقلت عن منسق المساعدات الإنسانية السابق في الوكالة الأميركية للتنمية الدولية ديف هاردن قوله “إننا نبدو ضعفاء بنسبة 100%”، مضيفا أن مسؤولي الإدارة يفعلون ذلك فقط ليشعروا بالرضا عن أنفسهم.
قطرة في دلو
وقال السيناتور كريس فان هولين -وهو ديمقراطي يدعم قرار بايدن- إن ما يمكن توفيره بالطائرات وحدها هو “قطرة في دلو لما هو مطلوب من أجل التخفيف من المجاعة الوشيكة”.
وأضاف عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ في مقابلة، أن ذلك “يبعث بالرسالة الصحيحة، وهو أن الولايات المتحدة سئمت تماما من قيام حكومة نتنياهو بتقييد المساعدات الإنسانية إلى غزة إلى درجة أنه يتعين على الولايات المتحدة أن تفعل ذلك (الإنزال الجوي)”.
ورغم ذلك نقلت الصحيفة عن بعض النقاد أن العملية غير ضرورية.
وتقول الصحيفة إن لدى الولايات المتحدة طرق عديدة للتأثير على التصرفات الإسرائيلية، ليس أقلها النظر في تكييف المساعدات العسكرية لإسرائيل.
ولطالما اقترح الديمقراطيون في الكونغرس أن يوقف بايدن مبيعات الأسلحة الجديدة لإسرائيل حتى يعالج نتنياهو الأزمة الإنسانية في غزة.
لكن منسق السياسات الإستراتيجية في مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي، الذي يدرك أن الولايات المتحدة تجري محادثات مع إسرائيل بشأن تسليم أسلحة جديدة، أكد يوم الجمعة أن الولايات المتحدة ستواصل دعم حق إسرائيل في الدفاع عن النفس.
ونقلت بوليتيكو عن مسؤول أميركي قوله إن الدافع وراء قرار واشنطن إنزال مساعدات من الجو هو حادث مقتل الفلسطينيين الباحثين عن مساعدات في غزة فيما يعرف بـ”مجزرة الطحين”، وقال كيربي إن بلاده ستسعى لفتح ممر بحري إنساني لإرسال كميات أكبر من المساعدات الإنسانية لقطاع غزة.
وارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي مجزرة مروعة أطلق عليها “مجزرة الطحين” استشهد فيها أكثر من 100 وأصيب أكثر من 250 شخصا، كانوا بانتظار الحصول على مساعدات شمالي قطاع غزة.
ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حربا مدمرة على قطاع غزة خلفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، فضلا عن كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل بالبنية التحتية، الأمر الذي أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة “الإبادة الجماعية”.