شهد الأسبوع الماضي استمرار أسعار الذهب في الهبوط قبل أن تدخل في حالة من التذبذب والتداولات في نطاقات محددة، في ظل استقرار الأوضاع في السوق المحلي بعد موجة الهبوط الأخيرة في سعر صرف الدولار في السوق الموازي عقب الإعلان عن صفقة الاستثمار في رأس الحكمة.
افتتح الذهب عيار 21 الأكثر شيوعاً تداولات اليوم السبت عند المستوى 2915 جنيه للجرام ليتداول عند المستوى 2850 جنيه للجرام وقت كتابة التقرير الفني لجولد بيليون لينخفض 65 جنيها في تداولات اليوم السبت منذ فتح التعامل على الذهب بعد تراجع دولار السوق السوداء إلى 45 جنيها.
وخلال الأسبوع الماضي سجل الذهب انخفاض بنسبة 8.6% ليفقد 275 جنيه في سعر الجرام، فقد أغلق تداولات الأسبوع عند 2915 جنيه للجرام وكان قد افتتح الأسبوع عند المستوى 3190 جنيه للجرام.
انخفاض أسعار الذهب المحلي يأتي في ظل استمرار موجة الهبوط في السعر التي بدأت منذ الإعلان عن صفقة الاستثمار العقاري بين مصر والامارات في رأس الحكمة، وما نتج عنه من ضخ سيولة دولارية مباشرة في مصر ساعدت على تراجع سعر صرف الدولار في السوق الموازي بشكل كبير، ليؤثر سلباً على سعر الذهب.
الأيام الأخيرة شهدت تذبذب في أسعار الذهب في نطاق بين 2900 – 3150 جنيه للجرام، ليبدأ الذهب في تقليص نطاق تداولاته بشكل يومي ويميل إلى التراجع في ظل غياب اتجاه محدد في السوق خلال الفترة الحالية.
وخلال الأسبوع استقر سعر صرف الدولار في السوق الموازي وعاد التوازن بين العرض والطلب على الذهب المحلي، بينما ارتفع سعر الأونصة العالمية بشكل حاد نهاية الأسبوع في الوقت الذي كان سعر الذهب المحلي يتراجع فيه، ما يدل على استمرار تسعير الذهب المحلي في الاعتماد على سعر صرف الدولار الموازي والعرض والطلب حالياً.
من جهة أخرى تستمر الأسواق في توقع حدوث تحريك في سعر الصرف الرسمي الذي يعد من متطلبات صندوق النقد الدولي للحصول على الدفعات المؤجلة من القرض إلى جانب زيادة قيمة التمويل.
وصرحت وكالة فيتش للتصنيف الائتماني أن صفقة الاستثمار في رأس الحكمة البالغ قيمته 35 مليار دولار ستعمل على تخفيف ضغوط السيولة الخارجية وتسهل عملية تعديل سعر الصرف مع تقلص الفجوة بين سعر الصرف الرسمي الموازي.
وأشارت وكالة التصنيف الائتماني أن مصر ستظل تواجه تحديات اقتصادية ومالية كبيرة تضع ضغوطا على وضعها الائتماني، وأن الاقتصاد الكلي في مصر سيكون وضعه صعباً خلال كلا من العام المالي 2024 و2025 بسبب ارتفاع معدلات التضخم وتحقيق نمو ضعيف.
ويبقى الترقب متواجد في الأسواق بشكل عام لقرار تعويم سعر الصرف الرسمي، خاصة بعد تصريح أخير من مديرة صندوق النقد الدولي كريستالينا جورجيفا أن الصندوق توصل لحل للقضايا الرئيسة مع مصر، وأن اللمسات الأخيرة على حزمة تمويل إضافية ستكون خلال أسابيع.
توقعات أسعار الذهب العالمية والمحلية
وشهد سعر الأونصة العالمية ارتفاع كبير خلال تداولات الأسبوع الماضي لتغلق فوق مستويات هامة قد يفتح لها الباب لتسجيل المزيد من المكاسب خلال الفترة القادمة، بعد عودة التوقعات إلى التزايد أن الفيدرالي الأمريكي سيلجأ إلى خفض الفائدة بحلول منتصف العام في ظل تأثر الأنشطة الاقتصادية في الولايات المتحدة بشكل سلبي بسبب استمرار الفائدة مرتفعة.
من جهة أخرى استمر التذبذب هو السائد في تداولات الذهب المحلي الذي تحرك في نطاق ضيق يوم أمس ولكنه يميل إلى الهبوط، على الرغم من ارتفاع كبير في سعر الأونصة العالمية، الأمر الذي يدل على تأثر الذهب المحلي بتراجع سعر صرف الدولار في السوق الموازي وتوقعات الأسواق لحدوث تحريك قريب في سعر الصرف الرسمي.
ارتفع سعر الأونصة العالمية ليخترق منطقة المقاومة 2040 – 2050 دولار للأونصة قبل أن يحقق مستهدفه عند 2080 دولار للأونصة ويغلق فوق هذا المستوى عند 2082 دولار للأونصة.
ويستهدف الذهب العالمي حاليا المستوى 2100 دولار للأونصة ولكن قد يدخل في تصحيح سلبي بعد حركة الصعود القوية التي سجلها، خاصة مع صدور بيانات هامة الأسبوع القادم، ومستويات الدعم التي قد تواجه السعر في التصحيح الهابط عند 2065 و 2050 دولار للأونصة.
السعر المحلي
انحصرت التداولات يوم أمس في نطاق ضيق فوق المستوى 2900 جنيه للجرام عيار 21، ولكن حركة السعر تميل إلى التراجع بشكل تدريجي فقد سجل الذهب يوم أمس أدنى مستوى عند 2880 جنيه للجرام ولكنه أغلق عند 2915 جنيه للجرام.
المتوقع أن تستمر حركة التذبذب الحالية مع بحث السعر عن مزيد من التراجع خاصة مع تراجع تدريجي في المقابل في سعر صرف الدولار في السوق الموازي، وتبقى مستهدفات الهبوط بالنسبة للسعر عند المستوى 2800 جنيه للجرام، أما عودة السعر للتمسك بالصعود يتطلب اختراق المستوى 3150 جنيه للجرام.