أعلنت كوريا الشمالية، اليوم الأربعاء، فشل محاولة لإطلاق أول “قمر استطلاع عسكري” تابع لها “تحطم في البحر” غرب كوريا الجنوبية، فماذا حدث؟ وهل يعد سباقا إلى الفضاء؟
وكان كيم جونغ أون جعل من تطوير أقمار اصطناعية كهذه أولوية عسكرية، وهو برنامج تقول الولايات المتحدة إنه يستخدم “تكنولوجيا الصواريخ الباليستية”، وينتهك تاليا العقوبات التي تفرضها الأمم المتحدة على بيونغ يانغ.
فيما يلي 5 أسئلة يجب معرفتها عن إطلاق هذا القمر الاصطناعي:
قبل محاولة الأربعاء الفاشلة، أعلنت بيونغ يانغ أن الأقمار الاصطناعية العسكرية ستكون حيوية في مراقبة التحركات العسكرية للولايات المتحدة وحلفائها.
لكن الصاروخ الذي حمل القمر تحطم في البحر الأصفر بسبب “فقدان جزء من قوة الدفع نتيجة تشغيل غير طبيعي لمحرك الطابق الثاني”، وفقا لوكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية.
ونشر الجيش الكوري الجنوبي صورا لحطام القمر الاصطناعي والصاروخ القاذف الذي قال إنه انتُشل من البحر الأصفر، على بعد 200 كيلومتر من جزيرة إيوشيونغ، بعيدا عن الساحل الغربي لشبه الجزيرة الكورية.
وعلى الرغم من هذا الفشل، كشفت بيونغ يانغ الأربعاء عن اسم صاروخها الجديد “تشيوليما”، في إشارة إلى حصان مجنح ينتمي إلى الأساطير وحاضر جدا في دعاية البلاد. أما القمر الاصطناعي المسمى “مالييونغ”، فيعني تلسكوبا باللغة الكورية.
-
هل يعد ممنوعا؟
يُحظر على بيونغ يانغ استخدام تكنولوجيا الصواريخ الباليستية بموجب سلسلة من عقوبات الأمم المتحدة، والتي تطلب إحداها على وجه التحديد من الدولة “عدم إجراء أي تجارب نووية أخرى أو عمليات إطلاق باستخدام تكنولوجيا الصواريخ الباليستية”.
غير أن كوريا الشمالية تنتهك بشكل منتظم هذه الإجراءات التي تصفها بأنها هجوم على سيادتها، واختبرت هذه السنة عدة صواريخ باليستية عابرة للقارات.
لا تعلن بيونغ يانغ مسبقا عن اختبارات الصواريخ، لكنها حذرت في الماضي سلطات أجنبية من عمليات إطلاق أقمار اصطناعية مزمعة. ويقول خبراء، إن الأمر يتعلق بالنسبة لبيونغ يانغ بالظهور كقوة عالمية تحترم القانون.
في هذا الإطار، أبلغت كوريا الشمالية اليابان الاثنين بإطلاق قمر اصطناعي إلى المدار بين 31 مايو/أيار و11 يونيو/حزيران.
مع ذلك، يقول شوي جي-إيل أستاذ الدراسات العسكرية في جامعة “سونغ جي” في كوريا الجنوبية، إن التكنولوجيا المستخدمة في كل من عمليات إطلاق الأقمار الصناعية والصواريخ الباليستية العابرة للقارات هي “نفسها بشكل أساسي”.
-
ما الفرق بين الصواريخ الباليستية العابرة للقارات وصواريخ الأقمار الاصطناعية؟
يتطلب إرسال الأقمار الاصطناعية إلى الفضاء وإطلاق الصواريخ الباليستية العابرة للقارات، هندسة خاصة بالصواريخ، كما يحتاج لـ”خبرة متطورة”، وفقا للخبراء.
وتحمل الصواريخ الباليستية أنظمة توجيه داخلية تسمح لها بمغادرة الغلاف الجوي ثم دخوله لضرب أهداف محددة على الأرض. عندما يطلق قمر اصطناعي، ينقله الصاروخ إلى مدار معين ثم ينفصل عنه، ويسقط على الأرض أو في البحر على شكل وابل من الحطام.
ويقول هان كوون -هي، من “ميسيل إستراتيجي فوروم” (Missile Strategy Forum)، “في ما يتعلق بالصواريخ الباليستية العابرة للقارات، فإن إتقان تقنيات إعادة الدخول إلى الغلاف الجوي أمر ضروري لضمان عدم احتراق رأس حربي قبل بلوغ هدفها”.
ويضيف “لكن بالنسبة إلى الصواريخ (التي تحمل) أقمارا اصطناعية، فإن هذا النوع من التكنولوجيا التي تسمح بدخول الغلاف الجوي ليس ضروريا، لأن هدفها هو إطلاق قمر اصطناعي خارج طبقة الستراتوسفير”.
ويوضح هان أن بيونغ يانغ حذرت طوكيو من إطلاق القمر الاصطناعي، بسبب خطر سقوط الحطام.
-
هل أطلقت كوريا الشمالية سابقا قمرا اصطناعيا عسكريا؟
يؤكد الخبراء أن كوريا الشمالية لا تملك أي أقمار اصطناعية عاملة في الفضاء.
ومنذ عام 1998، عملت بيونغ يانغ على إطلاق 5 أقمار. تعطلت ثلاثة منها بمجرد إطلاقها في الفضاء، لكن يبدو أن الاثنين الآخرين قد وصلا إلى المدار. ومع ذلك، لم ترصد أي من إشاراتهما بشكل مستقل، الأمر الذي قد يشير إلى عطل فيهما.
ويعود آخر إطلاق لقمر اصطناعي من قبل بيونغ يانغ إلى عام 2016. وفي العام التالي، أجرت كوريا الشمالية اختبارا ناجحا لأول صاروخ باليستي.
ويقول المعارض المنشق آن شان-إيل، مدير المعهد العالمي لدراسات كوريا الشمالية لوكالة الصحافة الفرنسية إن “الأقمار الاصطناعية التي أطلقتها كوريا الشمالية في الماضي، كانت في الواقع تجارب صاروخية باليستية قُدمت على أنها إطلاق أقمار اصطناعية عادية”.
وبحسب الباحث، يُظهر الاختبار الذي أُجري الأربعاء، رغبة كوريا الشمالية في دخول “عصر الفضاء العسكري” قبل جارتها الجنوبية.
-
هل يعد سباقا إلى الفضاء؟
قالت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية لوكالة الصحافة الفرنسية، إن من المتوقع أن تطلق سول أول قمر اصطناعي مخصص فقط للتطبيقات العسكرية بحلول نهاية العام، بواسطة صاروخ “سبايس إكس”.
وكانت سول أطلقت في 25 مايو/أيار صاروخها الخاص المسمى “نوري” ونجحت في وضع الكثير من الأقمار الاصطناعية “التجارية” في المدار.