يوسف جمال الدين | سي ان بي سي
سجل الجنيه المصري مستوى قياسيا منخفضا أمام الدولار يوم الأربعاء بعد أن رفع البنك المركزي أسعار الفائدة بمقدار 600 نقطة وخفض قيمة العملة.
وتهدف هذه الخطوات إلى تسهيل التوصل إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولي، الذي من المتوقع أن يؤكد تمديد حزمة الدعم المالي الحالية البالغة 3 مليارات دولار لمصر.
وتم تداول الجنيه المصري عند نحو 50 جنيها للدولار بعد الإعلان، من 30.85 جنيها في السابق، وفقا لبيانات بورصة لندن للأوراق المالية. وقال البنك المركزي يوم الأربعاء إن سعر الفائدة الرئيسي في البلاد يبلغ الآن 27.25%.
وقال جيمس سوانستون، الخبير الاقتصادي في شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مؤسسة كابيتال إيكونوميكس ومقرها لندن، إن هذا التطور “يظهر أن صناع السياسات ملتزمون بالعودة نحو العقيدة الاقتصادية. ومن المرجح أن يمهد هذا الطريق للتوصل إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولي في غضون ساعات”. مذكرة بحثية.
وكتب “يبدو أن هذه خطوة إيجابية لمصر على طريق الخروج من أزمتها الحالية”.
وتواجه مصر، أكبر دولة في العالم العربي من حيث عدد السكان، حيث يبلغ عدد سكانها حوالي 110 ملايين نسمة، نقصا طويل الأمد في العملات الأجنبية. وتشير تحركات البلاد إلى أنها واثقة من أن تدفقات العملة الصعبة تلوح في الأفق، خاصة من اتفاق استثماري تم توقيعه الشهر الماضي مع الإمارات العربية المتحدة بقيمة 35 مليار دولار وتوقع اتفاق مع صندوق النقد الدولي لمزيد من الدعم.
وقال البنك المركزي المصري في بيان له عقب اجتماع لجنة السياسة النقدية الخاصة يوم الأربعاء إن الاقتصاد المحلي تأثر في الآونة الأخيرة بنقص النقد الأجنبي مما أدى إلى وجود سوق موازية لسعر الصرف وتقييد النمو الاقتصادي.
وتعهدت القاهرة في مناسبات سابقة بالسماح بتداول عملتها بحرية أكبر، لكنها ستتدخل للسيطرة على الجنيه عندما ينخفض.
وقال البنك المركزي: “تم اعتماد الإجراءات المعلنة كجزء من مجموعة من الإصلاحات الاقتصادية الشاملة بالتنسيق مع الحكومة، وبدعم ثابت من الشركاء متعددي الأطراف والثنائيين”. “واستعدادًا للتنفيذ الناجح لهذه الإجراءات، تم تأمين التمويل الكافي لتوفير سيولة النقد الأجنبي”.
يتوقع المحللون في S&P Global Market Intelligence مزيدًا من التشديد النقدي في عام 2024 لمكافحة التضخم وتعويض الزيادات في الأسعار الناجمة عن ضعف الجنيه المصري. ويتوقعون أن يصل التضخم إلى حوالي 30.3% هذا العام، بانخفاض طفيف عن 33.9% في عام 2023. ويتوقعون أن يتراجع المعدل إلى سن المراهقة في عام 2025، لكنه سيصل إلى رقم واحد فقط بحلول عام 2027.
وقالت لجنة السياسة النقدية المصرية في تعليقاتها إنها “ترى أن هذا التشديد سيوصل الموقف النقدي إلى مستوى تقييدي بما فيه الكفاية لتثبيت توقعات التضخم، وسيستمر طالما كان ذلك ضروريا لتحقيق مسار خفض التضخم المنشود”.