اقتحم مستوطنون -اليوم الأحد- المسجد الأقصى بينما شددت قوات الاحتلال الإسرائيلي انتشارها حوله قبيل حلول شهر رمضان، في وقت يستمر فيه التصعيد الإسرائيلي في الضفة الغربية من خلال الاقتحامات والاعتقالات.
وقالت مصادر فلسطينية إن عشرات المستوطنين اقتحموا باحات المسجد الأقصى في القدس المحتلة في حماية الشرطة الإسرائيلية.
وتأتي أحدث الاقتحامات للأقصى قبل يوم واحد من شهر رمضان، الذي يبدأ غدا الاثنين في عدة دول عربية وإسلامية، بينما تمنع سلطات الاحتلال فلسطينيين كثيرين من الوصول إلى المسجد المبارك للصلاة فيه، وتبعد آخرين عنه بذرائع مختلفة.
وقد أفادت القناة 12 الإسرائيلية بوجود انتشار كبير لقوات الأمن في محيط المسجد الأقصى خوفا من اضطرابات عنيفة مع حلول شهر رمضان، في ظل الحرب المستمرة على قطاع غزة.
◾ مجموعات من قطعان المستوطنين تقتحم المسجد الأقصى بحماية من شرطة الاحتلال pic.twitter.com/nUpwWJexdi
— المركز الفلسطيني للإعلام (@PalinfoAr) March 10, 2024
ومؤخرا، دعا وزراء إسرائيليون بينهم وزير الأمن إيتمار بن غفير إلى فرض قيود على وصول فلسطينيي الضفة الغربية والخط الأخضر إلى المسجد الأقصى المبارك.
بيد أن هذه الدعوة لقيت اعتراضا من حكومة بنيامين نتنياهو التي تخشى أن يثير فرض قيود على الوصول إلى المسجد الأقصى ردودا فلسطينية يصعب احتواؤها، خاصة مع تواتر عمليات المقاومة في الضفة الغربية.
وكانت الفصائل الفلسطينية وقيادات إسلامية -داخل الخط الأخضر- دعت إلى شد الرحال إلى المسجد الأقصى المبارك خلال شهر رمضان.
بؤرة استيطانية
في غضون ذلك، شرع مستوطنون اليوم في إقامة بؤرة استيطانية جديدة جنوب عين الساكوت بالأغوار الشمالية شمال شرقي الضفة المحتلة.
وقالت وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية (وفا) إن البؤرة ذات طابع سياحي، مشيرة إلى أن عين الساكوت من المناطق الطبيعية الجميلة والخلابة بالأغوار الشمالية، وغنية بالحياة الزراعية، حيث تتميز بخصوبة الأرض وانتشار مضخات المياه.
وأضافت “وفا” أن القرية ذات مناطق سهلية مفتوحة بمحاذاة نهر الأردن، وهي واحدة من أخصب الأراضي الزراعية في الضفة الغربية، وتحيط بها عدة مستوطنات زراعية.
وقد نددت الخارجية الفلسطينية بإقامة البؤرة الاستيطانية واعتبرتها إمعانا إسرائيليا في السيطرة على مزيد من الأرض الفلسطينية لتوسيع الاستيطان، وقالت إن ذلك يقوض فرص تجسيد الدولة الفلسطينية وحل الدولتين.
والأربعاء الماضي، أعلنت وزيرة الاستيطان الإسرائيلية أوريت ستروك إقرار خطة لبناء 3500 وحدة سكنية إضافية في مستوطنات بالضفة.
مشاهد توثق اقتحام قوات الاحتلال إسرائيلي بلدة سردا وتمركز آليات عند مفترق جامعة بيرزيت pic.twitter.com/gv8rIw9j4d
— الجزيرة مصر (@AJA_Egypt) March 10, 2024
اقتحامات واعتقالات
في الأثناء، قالت مصادر فلسطينية إن قوات الاحتلال أطلقت الرصاص الحي بكثافة اليوم خلال اقتحامها بلدة حزما شمال شرق المدينة المقدسة المحتلة. كما اقتحمت قوات إسرائيلية مدينة بيرزيت قرب رام الله، وقال الهلال الأحمر الفلسطيني إن مواطنا أصيب بالرصاص الحي خلال الاقتحام ونقل إلى المستشفى.
واقتحمت قوات الاحتلال أيضا بلدة سردا شمال رام الله، بحسب المصادر الفلسطينية.
وكان الجيش الإسرائيلي اقتحام فجر الأحد مدنا وبلدات عدة بالضفة في إطار تصعيد مستمر منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، مما أسفر عن استشهاد المئات واعتقال الآلاف. واعتقلت القوات الإسرائيلية عددا من المواطنين، بينهم فتاة، خلال اقتحامها مدينتَي رام الله والبيرة فجر اليوم.
وقد وثقت كتيبة طولكرم التابعة لسرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، لحظة تفجير عبوة ناسفة محلية الصنع في جرافة عسكرية إسرائيلية خلال اقتحام قوات الاحتلال مخيم نور شمس شرقي مدينة طولكرم.
وذكر بيان للسرايا أن العبوة التي يطلق عليها اسم “عبوة الشقاقي” شديدة الانفجار، وأن العملية أدت إلى إعطاب الجرافة وإخراجها من الخدمة بشكل كامل، كما أكد الفصيل الفلسطيني استهداف آلية عسكرية إسرائيلية من نوع “النمر” بعبوات ناسفة.
من جهته، قال نادي الأسير الفلسطيني إن حصيلة حملات الاعتقال بلغت 7510 معتقلا في الضفة بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، مشيرا إلى أن بين المعتقلين 240 امرأة و500 طفل.
وأضاف نادي الأسير أن إجمالي الأسرى في سجون الاحتلال بلغ أكثر من 9100 فلسطينيا من بينهم 3558 معتقلا إداريا.