أفاد مراسل الجزيرة باستشهاد وإصابة عشرات الفلسطينيين بقصف إسرائيلي استهدف مدن غزة وجباليا وخان يونس ورفح في ثاني أيام شهر رمضان، وفي حين استمرت حرب التجويع بشمال القطاع، اتهمت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (أونروا) إسرائيل بحظر إدخال الأدوية والمواد المنقذة للحياة إلى قطاع غزة.
وقال مراسل الجزيرة إن عدد ضحايا القصف الإسرائيلي على فلسطينيين ينتظرون المساعدات قرب دوار الكويت غرب مدينة غزة ارتفع إلى 9 شهداء وعشرات المصابين.
كما أكد مراسل الجزيرة، استشهاد 17 شخصا وإصابة آخرين، جراء قصف إسرائيلي لمنزل عائلة أبو شمالة في حي الزيتون، بمدينة غزة.
بدورها أكدت وسائل إعلام فلسطينية وقوع إصابات عدة في قصف إسرائيلي استهدف منزلاً في الحي السعودي غرب مدينة رفح بقطاع غزة. وقد وصل إلى المستشفى عدد من المصابين بينهم أطفال.
وفي خان يونس جنوب القطاع، قال مراسل الجزيرة إن قصف إسرائيلي عنيف يستهدف مدينة حمد.
كما قصفت طائرات الاحتلال مخيم جباليا شمالي قطاع غزة، وشنت غارة على منطقة تل الزعتر شمالي قطاع غزة.
وفي وسط القطاع، أفاد مراسل الجزيرة باستشهاد فلسطيني على الأقل وإصابة آخرين جراء قصف إسرائيلي على منزل لعائلة أبو سنجر بدير البلح.
وتدور اشتباكات عنيفة ومتواصلة بين المقاومة الفلسطينية وقات الاحتلال في المناطق الشرقية لدير البلح بالتزامن مع قصف مدفعي عنيف.
وفي وقت سابق أمس الاثنين، قال مراسل الجزيرة إن الطائرات الحربية الإسرائيلية شنت غارات وصفت بالعنيفة على حي الرمال، وسط مدينة غزة. وأظهرت الصور تصاعد أعمدة الدخان الناتج عن الغارات الإسرائيلية.
قصف إسرائيلي يستهدف منزل يعود لعائلة صالح غرب مدينة رفح جنوبي قطاع غزة#حرب_غزة #فيديو pic.twitter.com/si4uJIGyCR
— الجزيرة فلسطين (@AJA_Palestine) March 11, 2024
حظر الأدوية
دوليا، اتهم المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) فيليب لازاريني، جيش الاحتلال الإسرائيلي بحظر إدخال مساعدات بالغة الأهمية بينها أجهزة التنفس الاصطناعي وأدوية السرطان إلى غزة.
وذقال لازاريني، في منشور عبر حسابه على منصة إكس، إن “جميع سكان غزة يعتمدون على المساعدات الإنسانية من أجل البقاء.. وللأسف يأتي القليل جدًا وتزداد القيود”.
وأوضح أن إسرائيل رفضت إدخال شاحنة محملة بالمساعدات الطبية، لأنها كانت تحتوي على مقصات تستخدم في مجموعات الأدوات الطبية للأطفال.
وتابع “يضاف المقص الطبي الآن إلى قائمة طويلة من المواد المحظورة التي تصنفها السلطات الإسرائيلية على أنها ذات استخدام مزدوج”.
وأوضح أن القائمة تشمل مواد أساسية ومنقذة للحياة، بينها أدوية التخدير، والأضواء الشمسية، وأسطوانات الأكسجين وأجهزة التنفس الصناعي، وأقراص تنظيف المياه، وأدوية السرطان، ومستلزمات الأمومة.
وشدد على أنه يجب تسهيل وتسريع عملية السماح بمرور الإمدادات الإنسانية وتسليم المواد الأساسية والحيوية، لأن حياة مليوني شخص تعتمد على ذلك.
حرب التجويع
وفي سياق متصل، يواجه سكان مناطق شمال غزة مع قدوم شهر رمضان المبارك ندرةً في المواد الأساسية في ظل الحرب الإسرائيلية على القطاع والحصار المفروض وغلق منافذ وصول الإغاثة.
وشدد المتحدث باسم اليونيسف ريكاردو بيريز على ضرورة وقف إطلاق النار في غزة وإنهاء الحرب، واصفا وضع الأطفال في القطاع بالكارثي.
وقال بيريز في مقابلة سابقة مع الجزيرة إن حياة مئات الآلاف من الأطفال الآن في خطر بسبب تأخر وصول المساعدات.
بدورها، أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، الاثنين، أن 2000 كادر طبي في شمال القطاع لم يجدوا ما يفطرون عليه في أول أيام شهر رمضان.
وقال متحدث الوزارة أشرف القدرة، في بيان إن الطواقم الطبية تتعرض للمجاعة التي تضرب شمال غزة، ودعا المؤسسات الدولية والإغاثية لتوفير وجبات طعام لمستشفيات شمال قطاع غزة.
وجراء الحرب وقيود إسرائيلية، بات سكان غزة ولا سيما محافظتي غزة والشمال، على شفا مجاعة، في ظل شح شديد في إمدادات الغذاء والماء والدواء والوقود، مع نزوح نحو مليوني فلسطيني من السكان القطاع الذي تحاصره إسرائيل منذ 17 عاما.
واستقبل سكان قطاع غزة البالغ عددهم 2.3 مليون، شهر رمضان تحت القصف الإسرائيلي والنزوح والمجاعة، بينما يعتبره الفلسطينيون بأنه رمضان الأصعب على الإطلاق بالنسبة لسكان غزة، نظراً لعدم توفر الكهرباء والماء ولقمة من الطعام للسحور أو الإفطار.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تشن إسرائيل حربا مدمرة على قطاع غزة خلفت عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى المدنيين معظمهم أطفال ونساء، وكارثة إنسانية ودمارا هائلا بالبنية التحتية ومجاعة بعدد من المناطق، الأمر الذي أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة “الإبادة الجماعية”.