أعلنت نقابة أطباء السودان مقتل 17 شخصا وإصابة 106 آخرين أمس الأربعاء جراء قصف عنيف بمنطقة “مايو” (جنوب العاصمة الخرطوم)، في حين أعرب البيت الأبيض عن أسفه لتعليق الجيش السوداني مشاركته في مفاوضات جدة.
وقالت نقابة الأطباء (غير حكومية) -في بيان- إن الطاقم الطبي في مستشفى بشائر التعليمي الحكومي عاش ضغطا كبيرا في التعامل مع الحالات لكثرتها وقلة أفراد الطاقم الطبي.
يأتي هذا في وقت تجددت فيه الاشتباكات العنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في عدة مناطق بالخرطوم.
وأفاد مراسل الجزيرة بسماع دوي انفجارات متتالية ليل الأربعاء/الخميس جنوبي أم درمان، في حين تشهد أحياء جنوب الخرطوم قصفًا واشتباكات عنيفة.
إغلاق المجال الجوي
في الأثناء، قال بيان لمطار الخرطوم الدولي على صفحته على فيسبوك إن سلطة الطيران المدني في السودان ستمدد إغلاق المجال الجوي حتى 15 يونيو/حزيران الجاري.
وأضاف البيان أنه يستثنى من ذلك رحلات المساعدات الإنسانية ورحلات الإجلاء، بعد الحصول على تصريح من قبل الجهات ذات الاختصاص.
ويعد التمديد الأخير هو الرابع الذي تجريه هيئة الطيران السودانية، بعد تمديدات سابقة في 13 مايو/أيار الماضي، و30 و22 أبريل/نيسان الماضي، استثنت جميعها الرحلات الإنسانية والإجلاء.
وفي 15 أبريل/نيسان الماضي، اندلعت في عدد من مدن السودان اشتباكات واسعة بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، راح ضحيتها مئات بين قتيل وجريح، معظمهم من المدنيين.
تعليق مباحثات جدة
وفي أول رد فعل من الوسيط الأميركي على قرار الجيش السوداني تعليق مشاركته في مباحثات جدة، أعرب منسق الاتصالات الإستراتيجية في مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي عن أسفه لهذا القرار، ودعا القوات المسلحة السودانية إلى اغتنام فرصة السلام بشكل جاد، على حد قوله.
وأشار إلى أن هذا القرار يؤثر على ضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى العاصمة السودانية الخرطوم وغيرها من المناطق، لافتا إلى أن الناس هناك بحاجة ماسة إلى الغذاء والماء والدواء.
وكان الجيش السوداني أعلن مساء أمس الأربعاء تعليق مشاركته في مباحثات جدة بسبب عدم التزام قوات الدعم السريع بتنفيذ بنود الاتفاق واستمرار الخروق.
كما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مسؤول في الحكومة السودانية (طلب عدم كشف هويته) أن الجيش اتخذ هذا القرار “بسبب عدم تنفيذ المتمردين (قوات الدعم السريع) البند الخاص بانسحابهم من المستشفيات ومنازل المواطنين، وخرقهم المستمر للهدنة”.
في المقابل، قال مصدر في قوات الدعم السريع -في تصريح صحفي- إن تعليق الجيش مشاركته في مفاوضات جدة محاولة لإفشال منبر جدة.
واتهم المصدر الجيش السوداني بعرقلة التفاوض عبر الاستمرار في خرق الهدنة الإنسانية من خلال الهجوم بالطيران والمدافع الثقيلة وتحريك القوات من الولايات إلى الخرطوم.
ومساء الاثنين الماضي، أعلنت السعودية والولايات المتحدة اتفاق الجيش السوداني وقوات الدعم السريع على تمديد اتفاق وقف إطلاق النار الموقع بينهما لمدة 5 أيام إضافية.
وجاء الإعلان بالتزامن مع انتهاء مدة اتفاق معلن بين الجيش والدعم السريع لوقف إطلاق النار قصير الأمد لمدة 7 أيام وترتيبات إنسانية برعاية سعودية أميركية.
وبدأت محادثات جدة أوائل مايو/أيار الماضي، وأدت إلى إعلان يتعلق بالالتزام بحماية المدنيين، واتفاقين قصيرين لوقف إطلاق النار تم انتهاكهما مرارا.
الآلية الموسعة
وقال مدير ديوان الاتحاد الأفريقي محمد الحسن ولد لبّات للجزيرة إن اجتماع الآلية الموسعة الذي عقد في أديس أبابا أمس الأربعاء اتفق على خريطة طريق جديدة لحل الأزمة السودانية.
وأضاف ولد لبات أن الآلية الموسعة تشدد على منع التدخل الخارجي في الشؤون السودانية، وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية للسودانيين فورا عبر ممرات جوية وبرية وبحرية، فضلا عن تنسيق الإجراءات الدولية، ومنع أي مبادرات تقلل العمل المشترك.
وتتضمن الآلية الأفريقية الموسعة استئناف العملية السياسية لاستكمال الانتقال السياسي الذي توقف بسبب الصراع.