شيّع أهالي مخيم ومدينة جنين شمالي الضفة الغربية جثماني فلسطينيين اثنين استشهدا برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي داخل مستشفى خليل سليمان الحكومي، في حين استشهد 3 آخرون في القدس ومحيطها، واعتقل 10 أشخاص في مناطق عدة من الضفة.
وردد المشيعون هتافات غاضبة منددة بجرائم الاغتيالات والقتل المستمر بحق الفلسطينيين، بينما أعلن فلسطينيون في مدينة جنين الإضراب والحداد الشامل.
وكانت قوات الاحتلال اغتالت الشهيدين عند مدخل الطوارئ بمستشفى خليل سليمان الحكومي في مدينة جنين.
وكانت إدارة المستشفى أعلنت عن استشهاد فلسطينيين وإصابة 4 آخرين برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلية فجر الأربعاء داخل المستشفى.
وقال مدير المستشفى وسام بكر لوكالة الصحافة الفرنسية إنه جرى إطلاق النار باتجاه مجموعة من الشبان كانوا في باحة المستشفى، في وقت كانت الأمور هادئة في محيطه، حيث بدأ قناصة بإطلاق النار عليهم.
وأضاف “بعد ذلك ركض الشبان باتجاه قسم الطوارئ هربا من الرصاص، واستشهد الشابان عند مدخل الطوارئ، وأصيب 4 آخرون”.
ويعد مخيم جنين للاجئين المتاخم للمدينة أحد أكثر المخيمات اكتظاظا وفقرا في الضفة الغربية، ودأبت إسرائيل على اقتحامه بشكل مستمر، والاشتباك في كثير من الأحيان مع مقاتلين فلسطينيين.
انتشار لقوات الاحتلال بالقدس
وفي القدس تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي انتشارها المكثف في المدينة ومحيط البلدة القديمة، وعند المسجد الأقصى المبارك، بالتزامن مع توافد المصلين إليه لإحياء شعائر شهر رمضان المبارك.
وسيّرت قوات الاحتلال دوريات ونفذت عمليات توقيف وتفتيش عشوائية، كما واصلت المنع الانتقائي لدخول الفلسطينيين، إلى المسجد الأقصى.
وتأتي هذه التطورات بعد استشهاد فلسطينيين اثنين وإصابة 3 برصاص الاحتلال عند حاجز الجيب العسكري شمال غرب القدس.
وأفاد شهود عيان بأن قوات الاحتلال أطلقت الرصاص الحي صوب مركبة فلسطينية كانت تقل 5 شبان عند الحاجز القريب من بلدة الجيب شمال غرب القدس المحتلة.
وكانت قوات الاحتلال قد قتلت طفلا فلسطينيا في مخيم شعفاط بالقدس الليلة الماضية، حيث أعلنت محافظة القدس استشهاد الطفل رامي حمدان الحلحولي (12 عاما).
اقتحامات ومداهمات
من ناحية أخرى، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي بلدة السموع جنوبي الخليل بالضفة الغربية، وسيّرت دوريات في البلدة، كما نصبت حواجز وصادرت عددا من المركبات.
وكانت قوات الاحتلال قد أغلقت مدخل بلدة السموع ببوابة حديدية منذ السابع من أكتوبر، ومنعت الفلسطينيين من الدخول أو الخروج من البلدة وإليها.
وفي تطور آخر، هدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي منشأتين تجاريتين في منطقة العوجا شمال مدينة أريحا في الضفة الغربية.
وقال مراسل الجزيرة إن دوريات للاحتلال ترافقها آليات الهدم العسكرية، داهمت بلدة العوجا وهدمت مطعما تم افتتاحه أمس بحجة البناء والتوسع دون الحصول على التراخيص اللازمة.
اعتقالات
وفي السياق، قالت مؤسسات الأسرى الفلسطينية إن قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت 10 فلسطينيين الليلة الماضية وصباح اليوم في مناطق متفرقة من الضفة الغربية.
وأضافت، في بيان، أن حصيلة الاعتقالات بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي ارتفعت إلى 7565 حالة اعتقال في الضفة الغربية بما فيها القدس المحتلة.
وتركزت اعتقالات الليلة الماضية في بلدة بيت أُمّر قرب الخليل (جنوب)، فيما توزعت البقية في محافظات رام الله (وسط)، وطوباس وجنين (شمال).
ومنذ اندلاع حربه على قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، صعّد الجيش الإسرائيلي عمليات الاقتحام والاعتقال في الضفة الغربية، ما تسبب في مواجهات أسفرت عن مقتل 433 فلسطينيا وإصابة نحو 4700، وفقا لوزارة الصحة الفلسطينية.
وخلفت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى، معظمهم أطفال ونساء، وكارثة إنسانية ودمارا هائلا بالبنية التحتية ومجاعة باتت تعصف بعدد من المناطق، وهو ما أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة الإبادة الجماعية.