أعلن حزب الله مهاجمته 8 مواقع إسرائيلية قبالة الحدود الجنوبية للبنان وفي مزارع شبعا وتلال كفرشوبا المحتلتين. في المقابل شنت المقاتلات الإسرائيلية غارات على بلدات لبنانية. يأتي ذلك في حين أعلنت الخارجية اللبنانية تسليم السفير الفرنسي في بيروت الرد الرسمي اللبناني على المبادرة الفرنسية المتعلقة بإعادة الاستقرار في جنوب البلاد ووقف التصعيد بين حزب الله وإسرائيل.
وقال حزب الله إن مقاتليه استهدفوا قوة اسرائيلية في ثكنة زرعيت، وهاجموا تجمّعات لجنود الاحتلال في بركة ريشا وموقعي الراهب وحدب يارين وتحقيق إصابات مباشرة، وقصفوا موقعي المرج والمالكية. كما أعلن الحزب استهداف موقعي رويسات العلم والرادار في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا المحتلة.
وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بإطلاق صواريخ من جنوب لبنان على شلومي في الجليل الغربي “دون إصابات”. وكانت مراسلة الجزيرة أفادت بدوي صفارات الإنذار في منطقة شلومي بالجليل الأعلى قرب الحدود مع لبنان.
في المقابل، شنت المقاتلات الإسرائيلية غارات على بلدتي كفركلا وعيتا الشعب ومحيط بلدات حولا وراميا وعلما الشعب والناقورة ومنطقة اللبونة، وقصفت المدفعية الإسرائيلية محيط بلدات الوزاني والعديسة وحولا وميس الجبل وعيترون.
وأفادت وكالة الإعلام اللبنانية الرسمية بأن الطيران الحربي الإسرائيلي للاحتلال شن سلسلة غارات على بلدات جنوبية الجمعة. وأوضحت أن الغارات الإسرائيلية شملت تدميرا كاملا لمنزل من 3 طوابق في أطراف بلدة علما الشعب، واستهداف منزل في بلدة كفر كلا.
رد على المبادرة الفرنسية
تأتي هذه التطورات الميدانية في وقت أعلنت فيه وزارة الخارجية اللبنانية أنها سلمت السفير الفرنسي في بيروت الرد الرسمي اللبناني على المبادرة الفرنسية المتعلقة بإعادة الاستقرار في جنوب البلاد.
وقالت الخارجية اللبنانية إن الرد يعتبر المبادرة الفرنسية خطوة مهمة للوصول إلى سلام وأمن في الجنوب. وأشارت إلى أن الرد تضمن تأكيدا للموقف اللبناني الذي يطالب بالتطبيق الكامل والشامل لقرار مجلس الأمن الدولي 1701.
وأكدت الرسالة أن “لبنان لا يسعى للحرب” لكنه يريد وقف الانتهاكات الإسرائيلية لسيادة أراضيه برا وجوا وبحرا.
وأضافت الرسالة اللبنانية أنه “بمجرد توقف الانتهاكات”، سيلتزم لبنان باستئناف الاجتماعات الثلاثية مع قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة وإسرائيل لمناقشة كل نقاط الخلاف والتوصل إلى اتفاق للتنفيذ الكامل والشامل لقرار مجلس الأمن 1701.
وكانت الحكومة اللبنانية قد تسلمت في فبراير/ شباط الماضي ورقة فرنسية تتضمن تصورا لوقف الأعمال القتالية بين لبنان وإسرائيل، وتعزيز حضور الجيش اللبناني في المنطقة الحدودية وتطبيق القرار الدولي 1701.
وتنص المبادرة على انسحاب مقاتلي حزب الله وحلفائهم من مسافة تراوح بين 10 و12 كيلومترا من الحدود ووقف الانتهاكات الجوية الإسرائيلية. كما تقترح إنشاء لجنة رباعية تضم فرنسا والولايات المتحدة وإسرائيل ولبنان لمراقبة وقف الأعمال القتالية.
ويجري المبعوث الأميركي الخاص إلى لبنان آموس هوكستين محادثات أيضا مع لبنان للتوصل إلى حل دبلوماسي للقتال على الحدود.
وتصاعدت مؤخرا تهديدات من مسؤولين إسرائيليين بتوسيع الهجمات على الأراضي اللبنانية ما لم ينسحب مقاتلو حزب الله بعيدا عن الحدود مع شمال إسرائيل.
ومنذ بدء التصعيد، أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل 10 من جنوده و7 مدنيين بنيران مصدرها لبنان، في حين قتل 322 شخصا على الأقل في لبنان بينهم 219 مقاتلا من حزب الله و56 مدنيا، وفق حصيلة أعدتها وكالة الصحافة الفرنسية استنادا إلى بيانات للحزب ومصادر لبنانية.
وأكد حزب الله مرات عدة أن وقف هجماته مرتبط بوقف الاحتلال إطلاق النار في قطاع غزة، تقابلها تأكيدات إسرائيلية على أن أي هدنة في غزة “لن تصرف إسرائيل عن هدفها الرامي إلى إبعاد حزب الله” من جنوب لبنان.