لقد فعل بعض الناخبين الروس أكثر من مجرد التصويت للتعبير عن استيائهم من الرئيس الحالي فلاديمير بوتين، وذهبوا إلى حد ارتكاب أعمال تخريب تم تصويرها بالكاميرات، بما في ذلك إشعال النار في صناديق الاقتراع.
ألقت السلطات الروسية القبض على تسعة أشخاص على الأقل في اليوم الأول من التصويت في انتخابات لا يشك المحللون والمراقبون في جميع أنحاء العالم أنها ستمنح بوتين فترة ولاية أخرى كزعيم، مما يجعله الزعيم الأطول خدمة منذ الدكتاتور السوفيتي جوزيف ستالين.
وقام العديد من الأشخاص، الذين تم تصويرهم بالكاميرا، بإشعال النار في مراكز الاقتراع وأكشاك التصويت احتجاجًا على ذلك. وفي مواقع أخرى، سكبت امرأة صبغة خضراء في صندوق اقتراع، وقام رجل بإطلاق الألعاب النارية في مركز اقتراع، وفي أوكرانيا التي تحتلها روسيا، قام شخص ما بتفجير عبوة ناسفة، حسبما ذكرت صحيفة لوموند الفرنسية.
أفادت صحيفة “بازا” الروسية أن امرأة سكبت مطهرًا في صندوق اقتراع في مركز اقتراع في موسكو تواجه عقوبة تتراوح بين ثلاث وخمس سنوات بسبب فعلتها، التي رددت خلالها شعارات مؤيدة لأوكرانيا.
بوتين يخطط لولاية مدتها 6 سنوات مع تصويت الروس في “انتخابات ليست حرة ولا نزيهة”
ولم تقل السلطات ما إذا كانت تعتقد أن هذه الحوادث قد تكون جزءًا من جهد منسق واحتجاجي أكبر أو مجرد حوادث عشوائية، على الرغم من الاستخدام المتكرر للسائل الأخضر لإفساد بطاقات الاقتراع. وقد يكون استخدام السائل الأخضر بمثابة إشارة إلى زعيم المعارضة الراحل أليكسي نافالني، الذي تعرض في عام 2017 لهجوم من قبل مهاجم قام برش مطهر أخضر على وجهه.
وحذر ممثلو الادعاء من أن الحكومة ستعاقب أي شخص يشارك في المسيرات والاحتجاجات الجماهيرية. وذكرت وكالة أسوشيتد برس أن ما يصل إلى اثنتي عشرة حادثة وقعت في اليوم الأول، على الرغم من أنه لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت جميع الحوادث أدت إلى اعتقالات.
14 قتيلاً في الهجوم الصاروخي الروسي على أوديسا بجنوب أوكرانيا
ومن المقرر أن يستمر التصويت حتى يوم الأحد، لكن أكثر من ثلث الناخبين أدلوا بأصواتهم بحلول الوقت الذي أغلقت فيه مراكز الاقتراع مساء الجمعة. تم التصويت شخصيًا وعبر الإنترنت، مع بقاء التصويت عبر الإنترنت مفتوحًا على مدار الساعة حتى الساعة 8 مساءً بالتوقيت المحلي يوم الأحد.
اجتمع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة للاحتجاج على الانتخابات التي أجريت في المناطق التي تحتلها روسيا في أوكرانيا. وقالت المملكة المتحدة في بيان: “بينما تجري روسيا انتخابات زائفة في أراضي أوكرانيا الخاضعة مؤقتًا لسيطرة روسيا، فإن المملكة المتحدة تدين الانتخابات باعتبارها مزورة”. وزعم نائب الممثل الدائم لبريطانيا لدى الأمم المتحدة السفير جيمس كاريوكي، أن “هذه الانتخابات هي انتخابات زائفة”. زائفة بسبب حقيقة بسيطة: لا يمكنك إجراء انتخابات شرعية في بلد آخر”.
القوات الروسية تُجبر آلاف الأوكرانيين على قبول جوازات السفر الروسية
توفي نافالني، أقوى معارض لحكومة بوتين، الشهر الماضي أثناء وجوده في مستعمرة في القطب الشمالي بعد انهياره فيما ادعى مسؤولو السجن أنها حالة “متلازمة الموت المفاجئ”، لكن مسعف مجهول يدعي أنه يعمل في مشرحة قال لمنفذ إخباري مستقل “نوفايا غازيتا” أوروبا أنه رأى كدمات على الجسم تتفق مع الضغط على شخص أثناء إصابته بنوبة صرع.
ووصفت وكالة أسوشيتد برس مرشحي المعارضة المتبقين بأنهم “سياسيون على مستوى منخفض من أحزاب معارضة رمزية تدعم خط الكرملين”.
وهنأ رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل يوم الجمعة بوتين بفتور على فوزه في الانتخابات حتى قبل إغلاق صناديق الاقتراع، قائلا إن بوتين سيحقق “نصرا ساحقا” إذا “لا معارضة. لا حرية. لا خيار”.
ساهمت وكالة أسوشيتد برس في إعداد هذا التقرير.
