وقع مؤرخان فرنسيان نداء خاصا لرفض إقامة تمثال خاص للجنرال مارسيال بيجارد في مدينته الأم تول، بتهمة مشاركته في جرائم حرب أثناء الفترة الاستعمارية للجزائر.
وانضم المؤرخان الفرنسيان فابريس ريسبوتي وألان روسيو إلى العريضة التي أطلقها نشطاء فرنسيون من أجل رفض إقامة التمثال.
وجاء في البيان أن أكثر ما تم توثيقه من أعمال بيجارد هو أفعاله خلال استعمار الجزائر، كما يوجد في الأرشيف الفرنسي ملف الاعتقالات التي تم إجراؤها بالجزائر في فبراير/شباط ومارس/آذار وأبريل/نيسان 1957 حين اشتدت أخبار انتحار عدد كبير من المعتقلين الجزائريين أو مقتلهم أثناء عملية هروبهم، وكل ذلك كان عنوانه الوحيد “موت تحت التعذيب” سببه الأول بيجارد.
وتساءل ريسبوتي ما إذا كانت الأمر صدفة أن يتم منح صناعة التمثال للنحات بوريس لوجون المعروف بقربه الشديد من حزب التجمع الوطني أو الجبهة الوطنية سابقا وتيار اليمين المتطرف في فرنسا.
واشتهر بيجارد أو “السفاح” كما يطلق عليه الإعلام الجزائري بابتكاره أساليب جديدة وقتها لتعذيب مجاهدي ثورة التحرير الجزائرية على غرار “جمبري بيجارد” حين كان يتم وضع قوالب إسمنتية على أرجل الشخص المعني وتركها حتى تجف ثم يُلقَى في البحر.
وفي عام 1999 قدم بيجارد ما يشبه الاعتراف عن مسؤوليته عن أعمال التعذيب في الجزائر، وأثار عاصفة من الجدل عندما اعتبر أن هذا التعذيب “شر لا بد منه”.
وتوفي الجنرال الفرنسي عام 2010 عن عمر يناهز (94 عاما).