قال أسامة حمدان، القيادي البارز في حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، إن رد الاحتلال الإسرائيلي على مقترح الحركة بشأن مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى “جاء سلبيا، ولا يستجيب لمطالب شعبنا”، محملا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومته ومن يدعمونه مسؤولية تعطيل جهود إنقاذ صفقة التبادل.
وأشار حمدان -في مؤتمر صحفي بثته الجزيرة- إلى أن الاحتلال يصعّد جرائمه ضد الفلسطينيين مع كل جولة مفاوضات، مبينا أن حماس قدمت رؤيتها في ما يتعلق بملف تبادل الأسرى وأبدت إيجابية ومرونة عالية.
ولفت إلى أن حماس تتابع مسار المفاوضات عبر الإخوة الوسطاء في مصر وقطر، مؤكدا أن الحركة قدمت تصورا شاملا يحقق تطلعات الشعب الفلسطيني.
وكشف عن أن الاحتلال تراجع عن موافقات قدمها للوسطاء سابقا “إمعانا في المماطلة ما قد يوصل المفاوضات لطريق مسدود”.
وتابع قائلا “لن نسمح للاحتلال بتعويض خسائره العسكرية باستخدام الألاعيب السياسية”، محذرا “العدو النازي” من استمرار انتهاكاته وجرائمه ضد قطاع غزة، وحمله مسؤولية حياة الشعب الفلسطيني في غزة.
وأمس الثلاثاء، قال رئيس المكتب السياسي لحركة (حماس) إسماعيل هنية إن الاحتلال يحارب عودة الحياة إلى غزة ويسعى لنشر الفوضى باستهدافه مجمع الشفاء وضباط الشرطة، كما أكد أن قادة الاحتلال يحاولون تخريب المفاوضات التي تجري حاليا في الدوحة.
وفي اليوم ذاته، قال المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد الأنصاري إنه تم استئناف المفاوضات غير المباشرة بين وفدي حماس وإسرائيل في الدوحة وانتقالها إلى مرحلة الاجتماعات التقنية، وشدد على أن الوقت لا يزال مبكرا للحديث عن تفاصيل المفاوضات.
مجازر وجرائم
وعن ازدياد وتيرة المجازر في قطاع غزة، قال حمدان إن “على العدوان التوقف عن استهداف من يحاول تقديم المعونة لشعبنا أو محاولة اجتياح رفح”، مضيفا أن الحركة تسعى لإنهاء الحرب العدوانية وتكثف جهودها لإدخال المساعدات.
ولفت إلى أن الاحتلال اعترف بإعدام أكثر من 50 فلسطينيا داخل مستشفى الشفاء الطبي في غزة، واعتقال 200، بينهم صحفيون وإعلاميون، معتبرا “استمرار العدوان الصهيوني على مستشفى الشفاء محاولة للتغطية على إخفاق العدو العسكري”.
وحمل إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن مسؤولية استمرار مجازر جيش الاحتلال في قطاع غزة، التي يرتكبها بسلاح ودعم أميركي، مطالبا واشنطن بوقف إرسال العتاد والسلاح للاحتلال إذا كانت جادة فعلا في وقف الإبادة الجماعية في غزة.
وحيا حمدان “الموقف الوطني المسؤول لعائلات وعشائر غزة الذين رفضوا التجاوب مع مخططات الاحتلال الخبيثة”، مشيرا إلى أن عملية الاغتيال الجبانة بحق مدير عمليات الشرطة الفلسطينية في غزة اللواء فائق المبحوح في مستشفى الشفاء “هي جريمة صهيونية لمنع وصول المساعدات”.
الإغاثة وإنهاء الحصار
وشدد القيادي في حماس على ضرورة فتح المعابر بشكل كامل وإنهاء الحصار وإدخال قوافل المساعدات لمناطق القطاع كافة، محملا في الوقت نفسه الاحتلال مسؤولية استهداف قوافل المساعدات وطواقم حمايتها وتأمينها وعلى رأسها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا).
ودعا إلى استمرار الحشود في الضفة الغربية المحتلة والقدس المحتلة لحماية المسجد الأقصى، وثمّن أيضا “دور القوات المسلحة اليمنية، وإخوتنا في حزب الله في لبنان والعراق من أجل نصرة شعبنا”.
وجدد الدعوة إلى محكمة العدل الدولية لاتخاذ إجراءات طارئة تُلزم الاحتلال بإدخال المساعدات لوقف المجاعة، وأضاف قائلا “على العالم أن يجيب عن تساؤل أساسي هو ألم يحن الوقت لمحاكمة هذا الكيان المارق؟”.