مع مغرب يوم الجمعة المقبل، تبدأ أيام العتق من النيران أيام العشر الأواخر من رمضان ، التي قال عنها النبي صلى الله عليه وسلم فيها ليلة خير من ألف شهر ألا وهي موعد ليلة القدر ، والتمسوها في الليالي الوترية .
قال الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، إن العشر الأواخر ينبغي أن تستثمر حتى يخرج من هذا الشهر الفضيل وقد كتبه الله سبحانه وتعالى من عتقائه من النار، مشددا على أن هذه الأيام لها فضل عظيم لا يدركه إلا الصالحون.
وأضاف “علام” أن العشر الأواخر من شهر رمضان هي فرصة تمنح لمن لم يجد ويجتهد في الأيام الماضية من شهر رمضان، مشيرا إلى أن الرسول –صلى الله عليه وسلم- كان إذا أقبل العشر الأواخر من شهر رمضان اجتهد وشد المئزر وأيقظ أهله، وهذا كناية عن أنه يجعل كل الاهتمام في العشر الأواخر لعبادة الله عز وجل، ولا يشغله شيء من أمور الحياة عن العشر الأواخر.
ودعا المسلمين لاغتنام هذه الفرصة في الثلث الأخير من هذا الشهر الفضيل، والإكثار من الصلوات والذكر وصلة الأرحام، والدعاء، ونحن موقنون بالإجابة والصلاة على النبي، موضحا أن العشر الأواخر فضلها عظيم؛ لكونها بها ليلة خيرا من ألف شهر وهي ليلة القدر.
متى تبدأ العشر الأواخر من رمضان
تبدأ مع دخول مغرب يوم الجمعة المقبل، الليلة العشرين من شهر رمضان المعظم وهي أول ليلة زوجية من الليالي العشر الأواخر، وقد روى مسلم من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر الأواخر، ما لا يجتهد في غيره)، كما في حديث عائشة رضي الله عنها قالت: (كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر شد مئزره، وأحيا ليله، وأيقظ أهله).
من أهم خصائص العشر الأواخر ما زادها عظمة وتشريفا، هو أن بها ليلة القدر، موضحة أن الله سبحانه وتعالى قد خص هذه الليلة بخصائص وهى:
1– أنه أنزل فيها القرآن، ﴿ إنا أنزلناه في ليلة القدر ﴾ [القدر: 1].
2– ووصفها بأنها خير من ألف شهر، في قوله- تعالى-: ﴿ليلة القدر خير من ألف شهر﴾ [القدر: 3].
3– ووصفها بأنها مباركة في قوله: ﴿إنا أنزلناه في ليلة مباركة﴾ [الدخان: 3].
4– وأنها تنزل فيها الملائكة والروح؛ أي: يكثر تنزل الملائكة في هذه الليلة لكثرة بركتها، والملائكة يتنزلون مع تنزل البركة والرحمة كما يتنزلون عند تلاوة القرآن، ويحيطون بحلق الذكر، والروح هو جبريل عليه السلام خصه بالذكر لشرفه.
5– وصفها بأنها سلام؛ أي: سالمة لا يستطيع الشيطان أن يعمل فيها سوءا أو أذى، وفيها السلامة من العقاب والعذاب بما يقوم به العبد من طاعة الله عز وجل.
6– ﴿فيها يفرق كل أمر حكيم﴾ [الدخان: 4]؛ أي: يفصل من اللوح المحفوظ إلى الكتبة أمر السنة، وما يكون فيها من الآجال والأرزاق، وما يكون فيها إلى آخرها.
7– وأن الله تعالى يغفر لمن قامها إيمانا واحتسابا ما تقدم من ذنبه.