دول أوروبا ترفع حالة التأهب للون الأحمر، وهي أعلى درجة تأهب، وفرنسا ترفع مستوى التأهب الإرهابي إلى أعلى مستوى بعد هجوم موسكو، وعملية للشرطة بالقرب من هرم اللوفر في باريس في 25 مارس 2024، وعواصم أوروبا تتأهب للأسوأ، تلك هي أحد التداعيات الناجمة عن الهجوم الإرهابي في موسكو، وقد حذرت السفارة الأمريكية في باريس المواطنين الأمريكيين في فرنسا من هجمات محتملة، ورفعت فرنسا وإيطاليا مستوياتهما الأمنية.
وقد أصدرت السفارة الأمريكية في باريس تنبيهًا أمنيًا للمواطنين الأمريكيين في فرنسا، وذلك وفقًا لما ذكرته شبكة فوكس نيوز، ولذلك يمكن لزوار فرنسا أن يتوقعوا زيادة الإجراءات الأمنية في الأماكن العامة مثل وسائل النقل ومناطق الجذب السياحي، وقد شهدت روسيا الأحد يوم حداد وطني بعد المجزرة التي أوقعت 137 قتيلا في قاعة للحفلات الموسيقية في ضاحية موسكو، في هجوم هو الأكثر حصدا للأرواح في البلاد منذ نحو عقدين والأكثر فتكا في أوروبا وتبناه تنظيم داعش، ولكن السلطات لم تشر إلى مسؤولية هذه الجماعة، متحدثة في المقابل عن تورط أوكراني.
وأعلنت الأجهزة الصحية مساء الأحد حصيلة جديدة للمصابين بلغت 182 جريحا ما زال 101 منهم في المستشفيات، في حين أعلن المحقّقون ارتفاع حصيلة القتلى إلى 137 شخصا، بينهم ثلاثة أطفال، بعدما كانت الحصيلة السبت 133 قتيلا، فيما يتواصل البحث عن ضحايا بين أنقاض المبنى الذي يضمّ صالة للحفلات الموسيقية.
السفارة الأمريكية تدعو إلى اليقظة
وبحسب تقرير نشرته صحيفة فوكس الألمانية، فقد حذرت السفارة الأمريكية أيضًا من أن الإرهابيين قد يستهدفون المواقع السياحية بدون سابق إنذار أو قبل قليل، وحثت الجمهور على توخي اليقظة بشكل خاص في المناطق المحيطة بهم في المناطق السياحية المزدحمة وإبلاغ السلطات عن الأنشطة المشبوهة.
وقد تضمن التحذير الكثير من الأماكن، ولكن جاء على رأسها، تلك المزارات السياحية في العاصمة الفرنسية، وقبل هذا التحذير، فقد رفعت فرنسا نظام إنذار الأمن القومي إلى أعلى مستوى ردا على الهجوم في موسكو، وقال الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، ن روسيا كانت ضحية لهجوم داعشي وأن التنظيم الإرهابي الذي يقف وراء إطلاق النار في موسكو حاول مرارا ارتكاب العديد من الهجمات في فرنسا مؤخرا.
ووفقا لوكالة “رويترز”، قال ماكرون للصحفيين خلال زيارة إلى غيانا الفرنسية: “حاولت هذه المجموعة أيضا ارتكاب العديد من الهجمات على أرضنا، ورفعت الحكومة الفرنسية تحذيرها من الإرهاب إلى أعلى مستوى بعد إطلاق النار في موسكو”، فيما قال رئيس الوزراء الفرنسي جابرييل أتال إن بلاده رفعت مستوى التأهب الأمني بعد رصد تهديدات، وذكر أتال عبر منصة “إكس” (تويتر سابقا) أنه “إثر اجتماع مجلس الدفاع في قصر الإليزيه، ونظرا لإعلان تنظيم داعش مسؤوليته عن الهجوم والتهديدات التي تلقي بظلالها على بلادنا، فقد قررنا رفع التأهب الأمني إلى أعلى مستوى” بعد خفضه إلى المستوى الثاني في مطلع العام”.
إيطاليا تزيد الإجراءات الأمنية خلال أسبوع عيد الفصح
وفي وقت لاحق من أمس الاثنين، حذت إيطاليا حذو فرنسا وعززت أيضا إجراءاتها الأمنية. اجتمع مجلس الأمن الإيطالي وقرر تعزيز الإجراءات الأمنية خلال أسبوع الآلام الذي يستمر حتى عطلة عيد الفصح.
وقد اتخذت عدد من الدول الأوروبية تلك الخطوة، وذلك في إطار بروتكولات أمنية داخل أوروبا، وذلك في ظل الترابط الأمنية بين بلدان القارة العجوز في ظل حرية الحركة للسكان بين البلدان وبعضها، ووجد الكثير من الطرق وشبكات المترو والقطارات المشتركة فيما بينها.
روسيا توجه أصابع الاتهام إلى واشنطن
من جانبها قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، إن الولايات المتحدة بعد الهجوم على قاعة مدينة كروكوس، تحاول إنقاذ أوكرانيا من خلال ذكر تنظيم داعش، والتغطية على نفسها وعلى نظام زيلينسكي الذي أنشأته، وأشارت زخاروفا في مقال لها، إلى أن “المهندسين السياسيين الأمريكيين حاصروا أنفسهم برواياتهم بأن الهجوم على قاعة مدينة كروكوس نفذه تنظيم داعش الإرهابي، ومن هنا يأتي إنقاذ واشنطن اليومي من منابرها في كييف، ومحاولة تغطية نفسها ونظام زيلينسكي الذي خلقوه بفزاعة داعش المحظورة”.
ولفتت زاخاروفا إلى أن هناك عددًا من العوامل تشير بشكل مباشر وغير مباشر إلى تورط السلطات الأمريكية في رعاية الإرهاب الأوكراني، حيث هناك مليارات الدولارات وكمية غير مسبوقة من الأسلحة، تم استثمارها دون محاسبة وباستخدام مخططات الفساد في نظام كييف، والخطاب العدواني بشأن روسيا، والقومية المسعورة، وحظر محادثات السلام بشأن أوكرانيا، والدعوات التي لا نهاية لها للحل بالقوة، ورفض إدانة الهجمات الإرهابية المستمرة منذ سنوات، والتي نفذها نظام كييف، والدعم الإعلامي والسياسي الهائل لأي تصرفات زيلينسكي، حتى الأكثر فظاعة”.
وأشارت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية أيضًا، إلى أن التدخل الأمريكي في شؤون الشرق الأوسط أدى في السابق إلى ظهور وتعزيز ومأسسة عدد من الجماعات المتطرفة والإرهابية التي لا تزال نشطة في المنطقة حتى اليوم، وتابعت: “قد تتساءل ما هو المنطق؟ المال والسلطة، وبالنظر إلى الحظر القانوني الدولي على التدخلات المباشرة، فإن الأمر يتعلق أيضًا بزراعة “الفوضى الخاضعة للسيطرة” وإعادة تشكيل النظام العالمي على أيدي الإرهابيين”.، ووجهت زخاروفا سؤالا إلى الولايات المتحدة قائله: “سؤال للبيت الأبيض: هل أنت متأكد من أنه داعش، ألن تغير رأيك لاحقًا؟”.