الأمم المتحدة (أ ف ب) – استخدمت روسيا حق النقض (الفيتو) ضد قرار للأمم المتحدة يوم الخميس في خطوة تلغي فعليا مراقبة خبراء الأمم المتحدة لعقوبات الأمم المتحدة ضد كوريا الشمالية بهدف كبح برنامجها النووي، على الرغم من أن العقوبات نفسها لا تزال قائمة.
وأثار التصويت الروسي اتهامات غربية بأن موسكو تعمل على حماية مشترياتها من الأسلحة من كوريا الشمالية لاستخدامها في حربها ضد أوكرانيا، وهو ما ينتهك عقوبات الأمم المتحدة.
رئيس الوزراء الياباني يطلب الاجتماع مع كيم جونغ أون لحل “المشاكل الثنائية المختلفة” مع كوريا الشمالية
وتصاعدت التوترات في شبه الجزيرة الكورية مع تهديد الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون بنشوب صراع نووي وتصعيد اختبارات الصواريخ ذات القدرة النووية المصممة لاستهداف كوريا الجنوبية والولايات المتحدة واليابان. وردت الدول الثلاث بتعزيز مناوراتها العسكرية المشتركة وتحديث خطط الردع الخاصة بها.
وجاء التصويت في المجلس المؤلف من 15 عضوا بأغلبية 13 صوتا مقابل معارضة روسيا وامتناع الصين عن التصويت. وكان من شأن قرار مجلس الأمن أن يمدد ولاية لجنة الخبراء لمدة عام، لكن حق النقض الذي استخدمته روسيا سيوقف عملها عندما تنتهي ولايتها الحالية في نهاية أبريل/نيسان.
وقال سفير روسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا أمام المجلس قبل التصويت إن الدول الغربية تحاول “خنق” كوريا الشمالية وأن العقوبات تفقد “أهميتها” و”منفصلة عن الواقع” في منع انتشار الأسلحة النووية في البلاد.
واتهم لجنة الخبراء بـ “التحول بشكل متزايد إلى لعبة في أيدي الأساليب الغربية، وإعادة طبع معلومات متحيزة وتحليل عناوين الصحف والصور ذات الجودة الرديئة”. وأضاف أنه لذلك “فإنها تعترف بشكل أساسي بعدم قدرتها على التوصل إلى تقييمات رصينة لوضع نظام العقوبات”.
لكن نائب السفير الأمريكي روبرت وود وصف عمل اللجنة بأنه ضروري واتهم روسيا بمحاولة إسكات “تحقيقاتها الموضوعية المستقلة” لأنها “بدأت في العام الماضي في الإبلاغ عن الانتهاكات الروسية الصارخة لقرارات مجلس الأمن الدولي”.
وحذر من أن الفيتو الروسي سيشجع كوريا الشمالية على مواصلة تعريض الأمن العالمي للخطر من خلال تطوير “صواريخ باليستية طويلة المدى وجهود التهرب من العقوبات”.
أدان المتحدث باسم الأمن القومي بالبيت الأبيض، جون كيربي، الفيتو الروسي ووصفه بأنه “عمل متهور” يقوض العقوبات المفروضة على كوريا الشمالية، في حين حذر من تعميق التعاون بين كوريا الشمالية وروسيا، خاصة مع استمرار كوريا الشمالية في تزويد روسيا بالأسلحة أثناء قيامها بجهودها. الحرب في أوكرانيا.
وقال كيربي للصحفيين: “يجب على المجتمع الدولي أن يدعم بحزم النظام العالمي لمنع الانتشار النووي وأن يدعم شعب أوكرانيا وهو يدافع عن حريته واستقلاله ضد العدوان الروسي الوحشي”.
وقالت سفيرة بريطانيا لدى الأمم المتحدة باربرا وودوارد، إن الفيتو الروسي يأتي في أعقاب صفقات أسلحة بين روسيا وكوريا الشمالية في انتهاك لعقوبات الأمم المتحدة، بما في ذلك “نقل الصواريخ الباليستية التي استخدمتها روسيا بعد ذلك في غزوها غير القانوني لأوكرانيا منذ أوائل هذا العام”.
وأضافت: “هذا الفيتو لا يظهر القلق على الشعب الكوري الشمالي أو فعالية العقوبات”. وأضاف: “يتعلق الأمر بحصول روسيا على حرية التهرب من العقوبات وانتهاكها سعيا للحصول على أسلحة لاستخدامها ضد أوكرانيا”.
وقال وودوارد: “هذه اللجنة، من خلال كلمتها بكشف عدم الالتزام بالعقوبات، كانت مصدر إزعاج لروسيا”.
وأضاف سفير فرنسا لدى الأمم المتحدة نيكولا دي ريفيير أن “كوريا الشمالية تزود روسيا بمواد عسكرية لدعم عدوانها على أوكرانيا، في انتهاك للعديد من القرارات التي صوتت روسيا لصالحها”.
وفرض مجلس الأمن عقوبات بعد أول تفجير نووي أجرته كوريا الشمالية في عام 2006 وشددها على مر السنين في إجمالي 10 قرارات تسعى – دون جدوى حتى الآن – إلى خفض الأموال وكبح برامجها النووية والصاروخية.
واعتمد المجلس آخر قرار بشأن العقوبات في ديسمبر/كانون الأول 2017. واستخدمت الصين وروسيا حق النقض (الفيتو) ضد قرار رعته الولايات المتحدة في مايو/أيار 2022 كان من شأنه فرض عقوبات جديدة على سلسلة من عمليات إطلاق الصواريخ الباليستية العابرة للقارات.
وشكل مجلس الأمن لجنة لمراقبة العقوبات وتم تجديد تفويض فريق الخبراء التابع له للتحقيق في الانتهاكات لمدة 14 عاما حتى الخميس.
وفي أحدث تقرير لها تم توزيعه الشهر الماضي، قالت لجنة الخبراء إنها تحقق في 58 هجومًا إلكترونيًا مشتبهًا به في كوريا الشمالية بين عامي 2017 و2023 تقدر قيمتها بحوالي 3 مليارات دولار، حيث يقال إن الأموال تُستخدم للمساعدة في تمويل تطوير أسلحة الدمار الشامل.
وقال الخبراء إن كوريا الشمالية تواصل انتهاك العقوبات، بما في ذلك من خلال مواصلة تطوير أسلحتها النووية، وإنتاج المواد الانشطارية النووية، وهي المكونات الرئيسية للأسلحة. كما تواصل استيراد المنتجات النفطية المكررة في انتهاك لقرارات المجلس.