استخدمت روسيا أمس الخميس حق النقض (الفيتو) لمنع التجديد السنوي للجنة خبراء تراقب تنفيذ عقوبات الأمم المتحدة المفروضة منذ فترة طويلة على كوريا الشمالية بسبب برامج الأسلحة النووية والصواريخ الباليستية، واعتبرت كوريا الجنوبية الفيتو الروسي بأنه تصرف “غير مسؤول”.
وامتنعت الصين عن التصويت، في حين صوّت باقي أعضاء مجلس الأمن وعددهم 13 لصالح التجديد للجنة.
وقالت وزارة الخارجية الكورية الجنوبية في بيان إن سول “تؤكد بوضوح أن روسيا الاتحادية اتخذت قرارا غير مسؤول رغم أنها عضوة دائمة في مجلس الأمن الدولي”.
وقال سفير كوريا الجنوبية لدى الأمم المتحدة جون-كوك هوانغ إن الفيتو الروسي “يشبه تقريبا تدمير كاميرا مراقبة لتجنب الضبط في حالة تلبس”.
وجاء موقف سول بعيد تنديد واشنطن بالفيتو الروسي واعتباره محاولة من موسكو لإخفاء تعاونها العسكري المتزايد مع بيونغ يانغ.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر إن “أفعال روسيا اليوم قوضت بشكل ساخر السلام والأمن الدوليين، وكل ذلك من أجل المضي قدما في الصفقة الفاسدة التي أبرمتها موسكو مع كوريا الشمالية”.
وقال روبرت وود نائب السفير الأميركي لدى الأمم المتحدة للمجلس إن “موسكو تقوض احتمال التوصل إلى حل سلمي ودبلوماسي لواحدة من أخطر قضايا الانتشار النووي في العالم”.
وتأتي الخطوة وسط اتهامات تقودها الولايات المتحدة بأن كوريا الشمالية تنقل أسلحة إلى روسيا لتستخدمها موسكو في الحرب بأوكرانيا، وتنفي موسكو وبيونغ يانغ هذه الاتهامات رغم أنهما تعهدتا العام الماضي بتعزيز العلاقات العسكرية.
وتراقب لجنة الخبراء المستقلين تنفيذ عقوبات الأمم المتحدة المفروضة على كوريا الشمالية على مدار الـ15 عاما الماضية، وتقدم تقارير مرتين سنويا إلى مجلس الأمن وتوصي بالقيام بعمل لتحسين تنفيذ الإجراءات، وسينتهي تفويض اللجنة الحالية في 30 أبريل/نيسان 2024.
وتخضع كوريا الشمالية منذ 2006 لعقوبات دولية مرتبطة بشكل خاص ببرنامجها النووي، وتم تشديدها مرات عدة في عامي 2016 و2017.
ومنذ عام 2019 تحاول روسيا والصين عبثا إقناع المجلس بتخفيف هذه العقوبات التي لم يحدد تاريخ انتهائها.