قال مسؤولون في العاصمة الأوكرانية كييف إن أنظمة الدفاع أسقطت أكثر من 30 صاروخا وطائرة مسيرة أطلقتها روسيا، في حين أعلن حاكم مقاطعة كورسك الروسية إسقاط عدة مسيرات أوكرانية فوق المدينة المجاورة للحدود مع أوكرانيا.
ورفعت السلطات الأوكرانية يوم الجمعة التحذيرات من الغارات الجوية في معظم أنحاء البلاد، وقال رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو في رسالة “هناك انفجارات في المدينة. الدفاعات الجوية تعمل”، مضيفا أن موجة جديدة من الطائرات المسيرة تتجه نحو المدينة.
وقالت السلطات العسكرية في كييف على تليغرام إن روسيا أطلقت طائرات مسيرة وصواريخ كروز في الوقت نفسها. وأضافت في بيان “حسب المعلومات المبدئية، رصدت قوات الدفاع الجوي ودمرت أكثر من 30 هدفا جويا من مختلف الأنواع في المجال الجوي فوق كييف وحولها”.
وأمس الخميس قتل 3 أشخاص وأصيب 14 آخرون على الأقل جراء قصف صاروخي روسي على العاصمة الأوكرانية، وفقا لما أعلنته الإدارة الإقليمية لمنطقة كييف.
كما أعلنت الإدارة العسكرية في كييف اندلاع حريق في حي دنيبرو بالمدينة نتيجة سقوط حطام أحد الصواريخ.
من جهتها، قالت هيئة الأركان الأوكرانية إن دفاعاتها دمرت الليلة الماضية 15 صاروخا روسيا بعيد المدى و18 طائرة مسيرة.
وأعلن حاكم دونيتسك الأوكراني سقوط 3 قتلى و12 جريحا من المدنيين في قصف روسي على المقاطعة.
وفي الوقت نفسه، أفادت سلطات خيرسون الأوكرانية اليوم الجمعة بمقتل مدني وإصابة 16 في قصف روسي على المقاطعة الجنوبية.
وقد نفذ الجيش الروسي هذا الأسبوع سلسلة ضربات مكثفة استهدفت كييف ومناطق أوكرانية أخرى بالصواريخ والطائرات المسيرة مع إعلان أوكرانيا إكمال استعداداتها لشن هجوم مضاد كبير لاستعادة أراضيها.
عضوية الناتو
من جانب آخر، طالب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بتسريع انضمام بلاده إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو) وبضمانات أمنية. وقال إن أوكرانيا لمست دعما قويا من الحلفاء في قمة مولدوفا بشأن الطائرات المقاتلة.
وأكد زيلينسكي أن بلاده تعمل على إعداد حلول دفاعية جديدة تشمل الدفاع الجوي والطيران والقوات على الأرض. وأضاف في خطاب مسائي عقب زيارته لمولدوفا، ومشاركته في القمة الأوروبية السياسية، أن بلاده تبذل قصارى جهدها للاقتراب من القرار السياسي للاتحاد الأوروبي فيما يتعلق بعضوية بلاده.
من جهته، قال الرئيس الأميركي جو بايدن إن بلاده مستمرة في دعمها لأوكرانيا والدفاع عنها وعن الديمقراطية في العالم. وأكد أن بلاده حشدت أكثر من 50 دولة لتمكين أوكرانيا من حماية نفسها وكرامتها وسيادتها.
وأضاف بايدن في خطاب ألقاه في حفل تخرج طلبة أكاديمية القوات الجوية الأميركية، أن العالم يشهد تحديات متزايدة نشأت مما وصفه بعدوان روسيا الوحشي على أوكرانيا.
وقال إنه أخبر زيلينسكي أنه يعمل مع شركاء الولايات المتحدة لتدريب الطيارين الأوكرانيين على مقاتلات من الجيل الرابع، بما في ذلك طائرات إف-16 (F-16).
هجمات أوكرانية واستهداف بيلغورود
في المقابل أعلن حاكم مقاطعة كورسك الروسية أن الدفاعات الجوية أسقطت عدة مسيرات أوكرانية قرب مدينة كورسك المجاورة للحدود مع أوكرانيا.
وقال رومان ستاروفويت على تليغرام “الليلة أسقط أحد أنظمة الدفاع الجوي طائرات مسيرة أوكرانية عدة قرب كورسك”. وأضاف الحاكم “نطلب من سكان كورسك التزام الهدوء، فالمدينة تحت حماية موثوقة من جيشنا”.
وتعرضت منطقة كورسك الحدودية الروسية منذ بداية الحرب لقصف منتظم من القوات الأوكرانية.
من جهته، أعلن حاكم كالوغا غربي روسيا أن الدفاعات الجوية أسقطت مسيرة أوكرانية فوق إحدى الغابات في المقاطعة.
كما قال حاكم سمولينسك الروسية المحاذية لبيلاروسيا إن مسيرتين هاجمتا مصفاة تكرير نفط في المقاطعة دون أضرار تذكر.
وتزايدت وتيرة الهجمات على الأراضي الروسية، وبلغت ذروتها بهجوم غير مسبوق على موسكو بالطائرات المسيّرة الثلاثاء الماضي، إضافة إلى توغل مسلح كبير الأسبوع الماضي في مقاطعة بيلغورود الروسية المتاخمة لمقاطعة خاركيف الأوكرانية.
وأفادت وسائل إعلام روسية الخميس بإصابة 11 شخصا، بينهم 4 في حالة خطرة، جراء القصف الأوكراني على بيلغورود، في حين أعلن حاكم المقاطعة الروسية تفعيل الدفاعات الجوية فوق المنطقة.
وقالت موسكو أمس الخميس إنها أحبطت محاولة للقوات الأوكرانية لـ”غزو” منطقة بيلغورود.
وقالت وزارة الدفاع الروسية إن ما يصل إلى 70 مقاتلا شاركوا في الهجوم الذي شن بواسطة 5 دبابات و4 مدرعات و7 شاحنات صغيرة، مشيرة إلى إحباط 3 محاولات اختراق، نظمتها تشكيلات أوكرانية وصفتها بالإرهابية، لغزو حدودها الجنوبية في مقاطعة بيلغورود.
وأضافت أن موسكو استخدمت طائرات ومدفعية لصد الهجمات ومنع القوات الأوكرانية من العبور إلى الأراضي الروسية، متحدثة عن مقتل أكثر من 50 مقاتلا أوكرانيا.
وقد وصف ديمتري ميدفيديف نائب رئيس مجلس الأمن القومي الروسي ما تتعرض له المناطق الروسية من قصف وهجوم بالإرهاب. وقال إنه لا بد من القضاء على من سماهم الإرهابيين وهم نظام كييف ومن يقف وراءه من الأميركيين والأوروبيين، حسب تعبيره.