يصادف اليوم، السبت، الذكرى الـ46 لرحيل الفنان الكبير عبد الحليم حافظ، المعروف بـ”العندليب الأسمر”.
رحل عبد الحليم عن عالمنا في عام 1977 في لندن، المملكة المتحدة، وشيّع جثمانه آلاف المحبين، وما زال صوته الجميل وأغانيه المتنوعة تدهش العالم بأسره، وتستمر كلماته في إلهام الكثيرين، وترك وراءه إرثًا فنيًا غنيًا، والعديد من الأفلام السينمائية التي لا تزال تحظى بشعبية كبيرة حتى اليوم.
وُلد العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ في 21 يونيو 1929 في قرية الحلوات التابعة لمركز الإبراهيمية بمحافظة الشرقية، كان اسمه الحقيقي عبد الحليم شبانة، وفقد والدته بعد ولادته بأيام قليلة، وتوفي والده قبل أن يبلغ عبد الحليم عامه الأول.
كان الأصغر بين أربعة إخوة وعاش في بيت خاله، تعرض لمرض البلهارسيا عندما كان طفلاً، حيث انتقل المرض إليه أثناء لعبه في ترعة القرية.
منذ دخوله المدرسة، أظهر عبد الحليم حبه الشديد للموسيقى، وأصبح عضوًا أساسيًا في فرقة الأناشيد، بعد ذلك، التحق بمعهد الموسيقى العربية ودرس في قسم التلحين.
في عام 1943، التقى بالملحن الكبير كمال الطويل، ودرسا معًا حتى تخرجا سويًا في عام 1948.
عمل العندليب لمدة 4 سنوات كمدرس للموسيقى العربية في محافظة طنطا، ثم انتقل إلى الزقازيق وبعدها إلى القاهرة.
قرر التوقف عن التدريس وانضم إلى فرقة الإذاعة الموسيقية كعازف على آلة الأوبوا في عام 1950.
في عام 1951، قابل مجدي العمروسي في منزل مدير الإذاعة فهمي عمر، واكتشفه الإذاعي حافظ عبد الوهاب وسمح له باستخدام اسمه “حافظ”، ومنذ ذلك الحين، أصبح اسمه عبد الحليم حافظ بدلاً من عبد الحليم شبانة.
أعمال فنية مميزة
قدم العندليب الأسمر أكثر من 230 أغنية خلال مسيرته الفنية المليئة بالإبداع.
من أبرز أغانيه “صافيني مرة” في عام 1952، و”على قد الشوق” و”يا حلو يا أسمر”.
سعى دائمًا للحفاظ على صورته المميزة، وقرر العمل في مجال السينما حيث قدم 16 فيلمًا بارزًا مثل “الوسادة الخالية” في عام 1967، و”لحن الوفاء” في عام 1955، و”أبي فوق الشجرة” في عام 1969، حقق نجاحًا كبيرًا أيضًا في مجال التمثيل.
تجربته مع المرض:
رحلة حليم مع المرض بدأت في طفولته عندما أصيب بالبلهارسيا، ولكنه لم يكن على علم بهذا المرض إلا حين تعرض لنزيف في المعدة أثناء تواجده في إفطار عند أحد أصدقائه في عام 1956 تقريبًا.
وفي تلك الفترة، لوحدي وجود تغير في اختياراته الموسيقية، حيث تحولت من الموسيقى المتفائلة والمرحة إلى الموسيقى الحزينة والمؤثرة.
رحلة العلاج:
بدأت رحلة العلاج لحليم بين مصر ولندن، حيث كان يرافقه سكرتيرته السيدة سهير محمد علي، التي بدأت عملها معه في عام 1972 واستمرت حتى وفاته في 1977.
خلال فترة علاجه، أجريت لحليم حوالي 61 عملية جراحية.
وفاته:
توفي حليم في 30 مارس 1977 في مستشفى كينجز كولج في لندن، وأشار الأطباء إلى أن سبب الوفاة كان ناجمًا عن الدم الملوث الذي نُقل إليه عن طريق فيروس الالتهاب الكبدي الوبائي سي، والذي كان من الصعب علاجه بسبب تليف الكبد الذي نجم عن البلهارسيا، كما تعرض لنزيف خلال آخر عملية جراحية لم يتمكن الأطباء من إيقافه.
وبعد رحلة قصيرة مليئة بالإنجازات والأحداث، انتهت حياة العندليب الأسمر، ولكنها حملت معها الكثير من الألم والجروح.
جنازته:
تم نقل جثمانه على متن طائرة تابعة لمصر للطيران من لندن، وكانت ترافقه شقيقته السيدة عليه شبانة، ومجدي العمروسي، ونهلة القدسي، زوجة محمد عبد الوهاب، وابن خالته شحاتة.
ووصل الجثمان في الساعة الثالثة فجرًا، حيث كان في انتظاره أخواه إسماعيل ومحمد، بالإضافة إلى بعض الفنانين مثل الفنان بليغ حمدي.