قال الرئيس القبرصي يوم الثلاثاء إنه طلب شخصيا من رئيس الذراع التنفيذية للاتحاد الأوروبي التوسط لدى السلطات اللبنانية حتى تتمكن من وقف قوارب اللاجئين السوريين المتوجهة إلى الدولة الجزيرة الواقعة شرق البحر الأبيض المتوسط.
وقال الرئيس نيكوس خريستودوليدس للصحافيين إن لبنان مستفيد من مساعدات مالية كبيرة من الاتحاد الأوروبي لمواطنيه ولمئات الآلاف من اللاجئين السوريين الذين يواصل استضافتهم، لكن ذلك لا يأتي دون شروط.
وقال خريستودوليدس: “لا يمكن تقديم هذه المساعدة بينما يتعين علينا التعامل مع هذه القضية”، مضيفًا أنه تحدث شخصيًا مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين. وأضاف: “ليست جمهورية قبرص وحدها هي التي تواجه مشكلة خطيرة، بل الاتحاد الأوروبي نفسه، بالنظر إلى هذه الظواهر التي شهدناها في الأيام الأخيرة”.
إنقاذ 29 مهاجراً من قارب قبالة ساحل الجزيرة اليونانية
وفي الـ 48 ساعة الماضية، وصل أكثر من 350 مهاجرًا وطالب لجوء، معظمهم تقريبًا من المواطنين السوريين، إلى قبرص بالقوارب، وفقًا للمتحدث باسم الحكومة القبرصية كونستانتينوس ليتيمبيوتيس. ويعتقد أن المزيد من القوارب المحملة بالمهاجرين في طريقها.
وفي الشهر الماضي، تم رصد حوالي 450 مهاجرًا سوريًا على متن ستة قوارب قبالة الساحل الجنوبي الشرقي لقبرص خلال 24 ساعة. وكانت القوارب الستة قد غادرت لبنان.
وقال خريستودوليدس إن الاتحاد الأوروبي على استعداد لمنح لبنان المزيد من الأموال للتعامل مع العدد الكبير من اللاجئين الذين يستضيفهم، ولكن “لكي يحدث هذا، يجب ألا يسمح لبنان للمهاجرين بالمغادرة والقدوم إلى قبرص”.
قال الرئيس القبرصي إن التدفق الأخير للمهاجرين السوريين عبر البحر أعاد قبرص مرة أخرى إلى “وضع الأزمة” على الرغم من تمكنها في الأشهر الأخيرة من إعادة عدد أكبر من المهاجرين الذين رفضت طلبات لجوئهم إلى وطنهم مقارنة بالواصلين.
وترأس خريستودوليدس اجتماعا مخصصا لكبار مسؤولي الشرطة والحكومة يوم الثلاثاء في محاولة للتوصل إلى سبل للتعامل مع التدفق المفاجئ للمهاجرين.
وقال إن حكومته قد تتبنى إجراءات إضافية مؤقتة تهدف إلى مساعدة السلطات على التعامل مع التدفق الذي قد لا “يعجب” القبارصة. ولم يخض في التفاصيل.
وفي الوقت نفسه، قالت قبرص إن اقتراح الحكومة لتمكين إعادة اللاجئين السوريين إلى وطنهم من خلال تعيين مناطق محددة داخل البلاد كمناطق آمنة “يكتسب شعبية” بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي.
وقال وزير العدل كونستانتينوس يوانو إنه نظرا للمخاطر المحتملة للحرب بين إسرائيل وحماس في غزة والتي تجتاح لبنان ودول الشرق الأوسط الأخرى، فإنه يتعين على الاتحاد الأوروبي التوصل إلى قرار جماعي بشأن سوريا.