عقد المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية اليوم جلسته العامة في مركز لوجوس بالمقر البابوي بدير القديس الأنبا بيشوي بوادي النطرون، برئاسة قداسة البابا تواضروس الثاني، وحضور ١٠٧ من أعضائه البالغ عددهم ١٣٨ عضوًا.
وألقى قداسة البابا كلمة افتتاحية بعنوان “من أجلهم أقدس أنا ذاتي” من خلال الأصحاح ١٧ من إنجيل القديس يوحنا. لافتًا إلى الثلاثية الأساسية في الرعاية وهي السيد المسيح – الأب الأسقف – أبناء الكنيسة.
كانت لجان المجمع المقدس العشرة قد بدأت اجتماعاتها يوم الأحد الماضي بالمقر البابوي بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية لمناقشة التقارير المقدمة لها من لجانها الفرعية، وأصدرت توصياتها التي عُرِضَت على أعضاء المجمع في الجلسة العامة اليوم لإقرارها.
وجاءت التوصيات التي تم إقرارها كالتالي: حيث أوصت لجنة الرعاية والخدمة بتفعيل اشتراك الخدام بمعهد تدريب خدام ذوى القدرات الخاصة بالإيبارشيات المختلفة، مع إنشاء موقع الكتروني للجنة لسهولة التواصل مع الإيبارشيات، وتفعيل مكتب التنمية بكل إيبارشية يقوم بتحديد الاحتياجات التنموية على أن تقوم أسقفية الخدمات العامة والاجتماعية بتقديم الدعم الفني، والتسجيل المستمر والمنتظم على قاعدة بيانات الرعاية الاجتماعية مع الاهتمام بتعليم الأطفال وزيادة الدعم لهذه الخدمة، إلى جانب نشر ثقافة كفالة الأطفال وهي مبادرة حكومية تحت عنوان طفل يحتاج لأسرة وأسرة تحتاج لطفل، كذلك التنسيق مع المراکز المتخصصة لعلاج الإدمان بالمجان والتي قامت الدولة بإنشائها على أعلى مستوى، وتوصى اللجنة بتشجيع الخدام بالالتحاق بالمركز القبطي للدراسات النفسية لإعداد كوادر لهذه الخدمة، فضلا عن الاهتمام بخدمة المغتربين للدراسة أو العمل في نطاق كل إيبارشية، وحث الآباء الأساقفة والكهنة على الاهتمام بنشر التوعية بتجنب زواج الأقارب لآثاره الخطيرة من حيث إنجاب أطفال لديهم أمراض وراثية، مع التوعية بثقافة التبرع بالأعضاء، مثل عمليات زراعة الكبد.
كما أوصت لجنة الرعاية والخدمة بالاهتمام برعاية فئات الخدمة المتنوعة (مغتربين – أيتام – معاقين –مسجونين –حالات خاصة – مدمنين ..) وأسرهم ، اهتمامًا روحيًا ونفسيًا و إجتماعيًا. وتدريب الخدام ليصبحوا مؤهلين لخدمتهم مع إنشاء بيوت خاصة بكل فئة والتنسيق بين الإيبارشيات لتعظيم الاستفادة من هذه الخدمة.
فيما أوصت لجنة الأسرة بالاهتمام بجدية الكشف الطبي ويفضل قبل الخطوبة، وليس قبل الزواج مباشرة، وتأكيد الاهتمام بجدية كورسات المشورة للمقبلين على الزواج، متضمنة موضوعات عن تنظيم الأسرة ،وخطورة ختان الإناث وخطورة زواج الأقارب، مع التأكيد على قراءة “تعهد العروسين” قبل صلاة الإكليل، وتشكيل لجنة من خريجي معاهد المشورة المعتمدة، لحل المنازعات الأسرية تابعة للمجلس الإكيريكي الفرعي، مع التوصية بتأسيس اجتماعات لخدمة الرجال بكل كنيسة، كذلك التوصية بالنهوض بخدمة الطفولة في كل كنيسة، مع الاهتمام باجتماعات السيدات بتوضيح دور المرأة في البيت من خلال مبادرات مثل: مبادرة “جمع الكسر” في ارتفاع الأسعار والغلاء، ومبادرة “امتحنوا الأرواح” للبعد عن الغيبيات والسحر، والاستفادة من خبرات كبار السن، والحرص على تنظيم اجتماعات أسبوعية لهم وكذلك إنشاء بيوت خاصة للحالات التي لا تستطيع خدمة نفسها.
فيما أوصت لجنة العلاقات العامة بضرورة ترسيخ فكرة المواطنة من خلال تشجيع المشاركة المجتمعية في المشروعات القومية، مع التأكيد على إيجابية التعامل مع المبادرات الرئاسية مثل: تكافل وكرامة حياة كريمة، خاصةً أن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية صارت عضوًا في التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي، مع توجيه الشكر للدولة المصرية وأجهزتها على الدور الذي قامت به تجاه أبنائنا المصريين والسودانين منذ بداية الأزمة ونناشد القيادة السياسية في المرحلة الراهنة – بعد تطور الأحداث في السودان حيث تتوافد أعداد كبيرة خاصة من أقباط السودان بعد الاعتداءات الموجهة لهم في الخرطوم وأم درمان – لتسهيل دخولهم الأراضي المصرية.
وأوصت لجنة شؤون الإيبارشيات بتشجيع عمل لجنة التكريس البتولي مع مراجعة لائحة التكريس، مع التأكيد على رفض الكنيسة القبطية الأرثوذكسية الانحرافات الجنسية بكل أنواعها.
كذلك شددت لجنة الطقوس في توصياتها على أن طبع الكتب الطقسية هو مسؤولية البطريركية فقط، وتُعتَمد من المجمع المقدس، كما لا يجوز إضافة أو تغيير أي عبارة في الصلوات الليتورجية إلا بقرار رسمي من المجمع المقدس، فيما أوصت لجنة الإيمان والتعليم بوضع تصور لشرح قانون الإيمان النيقاوي على مستوى كل الأعمار وشرح كتاب “تجسد الكلمة” للبابا أثناسيوس الرسولي من خلال أعمال فنية تمهيدًا للاحتفال بمرور ١٧٠٠ عام على مجمع نيقية المسكوني الأول.
بينما أوصت لجنة العلاقات والحوارات المسكونية بالاستمرار في لجنة العلاقات والتعاون المشترك مع الإنجليكان وهي لجنة للتعاون والعلاقات بدون اي اتفاقات لاهوتية، كما أوصت اللجنة بمواصلة الجهود لاستعادة دير السلطان بالتواصل مع الجهات المعنية في مصر والخارج.
وأوصت لجنة الإعلام والمعلومات بإنتاج سلسلة أفلام قصيرة مشوقة لا تتعدى ثلاث دقائق عن إدمان الميديا والإلحاد وأنواع الإدمان والمثلية الجنسية والتحول الجنسي، مع نشر (Application) موقع الكنيسة القبطية الأرثوذكسية للتواصل مع الشباب واستقبال تساؤلاتهم ومقترحاتهم وفتح نافذة حوار معهم، وانتاج فيلما وثائقيا على أساس بحثي دقيق موثق عن مجمع نيقية المسكوني الأول احتفالًا بمرور ١٧٠٠ عام على انعقاده.
كما قرر المجمع المقدس بناء على توصية لجنة شؤون الرهبنة والأديرة الاعتراف رسميًا بستة أديرة كالتالي: أولا، الاعتراف بثلاثة أديرة للراهبات داخل مصر هي: دير العذارى الحكيمات بطريق الإسماعيلية، دير السيدة العذراء مريم والشهيد ودامون بحاجر أرمنت، ودير الشهيد مارجرجس والقديسة سفرنيكي بالعلمين، ثانيًا: الاعتراف بثلاثة أديرة للراهبات خارج مصر وهى: دير رئيس الملائكة ميخائيل – ملبورن أستراليا، ودير القديسة حنة النمسا، ودير السيدة العذراء مريم والشهيدين مارجرجس وفيلوباتير مرقوريوس – ميسيساجا كندا.
فيما أوصت لجنة شئون المهجر بإنشاء مكتب في البطريركية لتنسيق خدمة رحلات للكنيسة الأم في مصر (مثل قوافل طبية –تعليمية- خدمية وغيرها، و بمناسبة الإحتفال بمرور ١٧٠٠ عامًا على المجمع المسكوني الأول في نيقيه (٣٢٥م) سوف يتم عمل سيمينار لاهوتي خلال عيد القديس أثناسيوس الرسولي (١٥ مايو ٢٠٢٥) بتنظيم إيبارشية لوس أنجلوس، يُقدم فيه أبحاثًا حول موضوع مجمع نيقيه المسكوني.
كذلك أوصت اللجنة الدائمة للمجمع المقدس بالقيام بدور المصالحة مع الكنيسة الإريترية وأبنائها في الداخل والخارج.