كل منا مميز عن غيره بشيء مختلف، والدليل على هذا أن بصمة عين وصوت وأصبع كل إنسان منا لا تشبه الآخر .. قد نتشارك ونتشابه في بعض الصفات والسمات والتصرفات ولكن لا يوجد أحد نسخة طبق الأصل من الآخر .. رحلة اكتشاف الذات التي نقوم بها في الحياة أكثر شيء يبرز مواهبنا التي تميزنا عن غيرنا ، ومن ثم تأتي مرحلة بناء الذات كخطوة تالية.
رحلة اكتشاف الذات تعتبر مشوارنا الطويل الذي يأخذ من عمرنا ووقتنا لنتعرف فيه على السمات الإيجابية والمواهب الفطرية التي تميز شخصيتنا عن الآخرين .. هناك من يكتشف ذاته ويتعرف على تفاصيلها ويعرف مواهبه الفطرية المولود بها ، وهناك من يعيش طيلة عمره لا يكتشف ذاته ولا يعرف ما يميزه بين الناس .. من لا يكتشف ذاته يعرض نفسه لليأس والإحباط خاصة لو اضطر للتفاعل مع أشخاص آخرين مكتشفين لذاتهم ومواهبهم ، هنا يأتي شعور النقص وعدم الاستطاعة وهو شعور قاسي ولا يحب أي إنسان أن يتعرض له .. لذلك تعتبر خطوة اكتشاف الذات من أهم الأولويات التي يجب أن يسعى لها كل إنسان يريد النجاح والسعادة في حياته.
بعد مرحلة اكتشاف الذات تأتي مرحلة بناء الذات وهي المرحلة التي ينمي فيها الشخص مواهبه التي اكتشفها في ذاته ويصقلها ويعبر عنها بإبداع .. أقوى بناء للذات هو تحويل الموهبة من مجرد فطرة داخلنا مولودين بها لكيان واقعي ومصدر دخل ورزق يعبر عنا ..على سبيل المثال كالرسام الموهوب الذي يحول لوحاته الفنية وإبداعاته لمصدر دخل عن طريق تسويقها للغير حتى يشتهر بين الناس ويعرف بالرسام المبدع .. أن تبني ذاتك هو أن تصنع لنفسك كيان من مجرد شيء فطري اكتشفته في ذاتك لأنك ولدت به .. لا يوجد أحد غير موهوب ولا يوجد أحد غير قادر على إبراز موهبته .. الفكرة في القدرة على إكتشاف الذات والعمل على بناء كيان ذاتي قوي من خلالها.
ثق في ذاتك واعلم أنك مميز ومختلف عن غيرك، ولا تقارن نفسك بغيرك ليس لأنك الأفضل أو الأسواء ولكن لأن جميعنا كبشر متساوون في المعطيات الإلهية ولكن بصور مختلفة وبنسب متفاوتة، وكلنا نكمل نقص بعضنا البعض .. ما يوجد لدينا يكون ناقص عند غيرنا وما ينقص عندنا يكون موجود عند غيرنا .. لا تسمح للإحباط أن يأخذ مكانه في حياتك ويمنعك من اكتشاف ذاتك ولا تستسلم لليأس ولروح الفشل التي تجعلك تظن أنك لن تستطيع أن تبني ذاتك كما تحب .. كن ما تريده لأنك مختلف وكرمك الله برسالة مميزة.