أكد الشيخ صفوت عمارة، من وعاظ الأزهر الشريف، أنَّ الاعتكاف هو المكوث في المسجد بنية مخصوصة للطاعة والتقرب إلى اللَّه تعالى، وحُكمه سُنة بإجماع أهل العلم، ويرى البعض أنه سُنة مؤكدة في العشر الأواخر من رمضان. ويكون واجبًا إذا كان منذورًا.
وقال «عمارة» خلال ندوة بمسجد سيدى قطب بمدينة كفرالشيخ، إنَّ الاعتكاف عبادة مخصوصة بالمسجد، ولا تصح في مكان غيره، وأجمع أهل العلم أن الاعتكاف لا يكون إلا في المسجد؛ بدليل قوله تعالى: {وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ} [البقرة: ١٨٧]؛ فلو جاز الاعتكاف شرعًا في غير المسجد لجاز في البيت وهو باطل بالإجماع.
وأوضح صفوت عمارة، أنَّ الاعتكاف عبادة نورانية روحية تخرج الإنسان من قساوة وضجيج الحياة إلى الراحة النفسية بالخلوة بالله تعالى، ولفت في حديثه إلى أنَّ الحكمة من مشروعيته هي التفرغ للعبادة وعُزلة مؤقتة عن أمور الحياة، وشواغل الدنيا، فقد يكون الاعتكاف فرصة ذهبية، للوقوف مع النفس ومحاسبتها لتصحيح ما فات، واستدراك ما هو آت، قبل فوات الأوان.
وأشار إلى حرص النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم، على عبادة الاعتكاف وخاصة في العشر الأواخر من رمضان؛ وقد التزم به حتى مات، حيث قالت السيدة عائشة رضي اللّه عنها: «كان النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاهُ اللَّهُ»، وفي ختام الخاطرة قدّم «عمارة» الشكر للشيخ طه المغازي إمام مسجد سيدى قطب، على حسن الاستقبال والترحيب.