شهدت تل أبيب ليلة مشتعلة أمس، السبت 6 أبريل 2024، إذ تظاهر عشرات الآلاف من الإسرائيليين ضد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بعد مرور نصف عام على الحرب بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة.
ليلة ساخنة في تل أبيب
وقال المنظمون إن نحو 100 ألف شخص تجمعوا عند مفترق طرق في تل أبيب أعيد تسميته «ميدان الديمقراطية» منذ الاحتجاجات الحاشدة ضد التعديلات القضائية المثيرة للجدل العام الماضي.
وذكر مراسلو وكالة “فرانس برس” أن المتظاهرين هتفوا «الانتخابات الآن»، ودعوا إلى استقالة نتنياهو مع دخول الحرب في غزة شهرها السابع اليوم، الأحد.
كما نظمت مسيرات في مدن أخرى، حيث شارك زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد في واحدة في كفار سابا قبل مغادرته لإجراء محادثات في واشنطن.
وقال لابيد في التظاهرة «إنهم لم يتعلموا أي شيء، ولم يتغيروا»، مضيفا: «ما لم نرسلهم إلى بيوتهم، فإنهم لن يمنحوا هذا البلد فرصة للمضي قدما».
وأكدت وسائل إعلام إسرائيلية أن صدامات وقعت بين محتجين والشرطة في مسيرة تل أبيب، فيما أعلنت الشرطة أنها أوقفت متظاهرا، كما تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي فيديو لحادثة دهس لأحد المتظاهرين.
وانضمت إلى المتظاهرين في تل أبيب عائلات الرهائن في غزة وأنصارهم.
يذكر أن مباحثات الهدنة بين إسرائيل وحماس في غزة تُستأنف اليوم، الأحد 7 أبريل 2024، في القاهرة، مع تأكيد الحركة الفلسطينية تمسّكها بمطالبها لوقف الحرب التي دخلت شهرها السابع في القطاع المدمّر والمهدّد بالمجاعة.
ومع تصاعد الحصيلة البشرية والأزمة الانسانية وخطر المجاعة في القطاع الذي يقطنه 2.4 مليون نسمة، شددت واشنطن الداعمة لإسرائيل من لهجتها حيال مواقف تل أبيب هذا الأسبوع، كما أبلغ الرئيس الأمريكي جو بايدن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بضرورة حماية المدنيين والتوصل إلى “وقف فوري لإطلاق النار” يتيح الإفراج عن الرهائن المحتجزين في القطاع.
من جهته، قال مسئول كبير في الإدارة الأمريكية مساء أمس الأول، الجمعة، إن بايدن “كتب اليوم للرئيس المصري وأمير قطر بشأن وضع المحادثات وحضهما على الحصول على التزامات من حماس بالموافقة على اتفاق والالتزام به”، كما شدد على أن “وقف إطلاق النار كان ليتحقق في غزة فيما لو وافقت حماس ببساطة على الإفراج عن الفئة الأكثر ضعفا من الرهائن: المرضى والمصابون والمسنّون والشابات”.
وأفادت وسائل إعلام أمريكية بأن مدير وكالة الاستخبارات المركزية وليام بيرنز سيتوجه إلى القاهرة، حيث سيلتقي رئيس الموساد ديفيد برنيع، ورئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني ورئيس المخابرات العامة المصرية عباس كامل.
أما حركة حماس، فأعلنت في بيان أن وفداً برئاسة القيادي خليل الحية “سيتوجه الأحد إلى القاهرة استجابة لدعوة الأشقاء في مصر”.
وذكرت أن مطالبها لتحقيق الهدنة “تتمثل بوقف دائم لإطلاق النار، وانسحاب قوات الاحتلال من غزة، وعودة النازحين الى أماكن سكناهم وحرية حركة الناس وإغاثتهم وإيوائهم، وصفقة تبادل أسرى جادة”.
من جانبه، قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، والقيادي بحركة فتح، الدكتور أيمن الرقب، إن مصر بذلت جهدًا كبيرًا على أبعاد متعددة، مشيرًا إلى أن مصر اعتمدت منذ البداية سيناريو سرديا أصبح هو السرد الرئيسي للأحداث من وجهة نظر فلسطينية وعربية بشكل كامل حول أحداث 7 أكتوبر وما تبعها.
وأوضح الرقب، في تصريحات لـ “صدى البلد”، أن مصر تستضيف جولة جديدة من المفاوضات في اللحظات الأخيرة للوصول إلى هدنة لوقف إطلاق النار في غزة، مؤكدًا أن مصر واصلت جهودها لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة.
وأضاف أن معظم المساعدات التي وصلت إلى غزة جاءت من مصر لتخفيف معاناة السكان في القطاع، سواء عبر المعبر البري الوحيد معبر رفح، أو عبر عمليات الإنزال الجوي للمساعدات في شمال غزة، مؤكدًا أن الاحتلال الإسرائيلي يعترض على إدخال المساعدات بشكل كبير إلى القطاع عبر عمليات التفتيش الدقيق.