مع وصول الصراع بين إسرائيل وحماس في غزة إلى شهره السادس، ظهرت حالة من الجمود، الأمر الذي أثار تساؤلات حول تأثيره على المستقبل السياسي لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. وفي تحليل أجراه مؤخراً باراك رافيد نشرته أكسيوس، فإن الوضع في غزة لا يزال في طي النسيان، مع عدم وجود طريق واضح للحل.
قوبل رد نتنياهو الأولي على الهجوم الذي نفذته حماس في 7 أكتوبر بتعهدات بالانتقام، بما في ذلك خطط لاستهداف مدينة رفح. ومع ذلك، فإن الضغوط المتزايدة والتحديات اللوجستية أعاقت أي هجوم عسكري كبير، مما ترك إسرائيل تلجأ إلى غارات وضربات جوية متفرقة.
وعلى الرغم من الدعوات لوقف إطلاق النار من المسؤولين الأمريكيين والزعماء العالميين، إلا أن الصراع لا يزال مستمرا، حيث لم تظهر المفاوضات من أجل إطلاق سراح 134 رهينة تحتجزهم حماس تقدما يذكر. ويبدو خطاب نتنياهو عن “النصر الكامل” متفائلاً وسط الجمود المستمر.
يتعمق تحليل رافيد في التداعيات السياسية على نتنياهو، الذي شابت قيادته الجدل والدعوات للاستقالة. وفي حين أن الصراع المطول قد يؤخر الانتخابات المحتملة ويزود نتنياهو بشريان حياة سياسي، فإنه يعرض إدارته أيضًا للانتقادات بسبب تعاملها مع الأزمة.
ومن الجدير بالذكر أن إحجام نتنياهو عن الاعتراف بالإخفاقات التي أدت إلى تصعيد الصراع يعكس موقفه غير المستقر. ومع تحول المشاعر العامة ضده وضد حزب الليكود الذي يتزعمه، تبدو قبضة نتنياهو على السلطة ضعيفة.
علاوة على ذلك، يسلط رافيد الضوء على استخدام نتنياهو الاستراتيجي للصراع في غزة لصرف الانتباه عن التحديات الداخلية، مثل الاحتجاجات المتزايدة ومطالب الشركاء المتشددين. ويضيف التهديد الذي يلوح في الأفق بإصدار قانون يعفي الرجال المتدينين من الخدمة العسكرية طبقة أخرى من التعقيد إلى حسابات نتنياهو السياسية.
ومع استمرار الصراع في غزة، تتجه كل الأنظار نحو قدرة نتنياهو على التعامل مع الديناميكيات المعقدة للسياسة الإسرائيلية. ويظل من غير المؤكد ما إذا كان قادراً على الصمود في وجه العاصفة وإحكام قبضته على السلطة، ولكن هناك أمر واحد واضح: وهو أن الجمود في غزة له عواقب بعيدة المدى على المشهد السياسي في إسرائيل.