قال الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق عضو هيئة كبار العلماء، إن النبي صلى الله عليه وسلم يقول ” لو يعلم العباد ما في رمضان لتمنت أمتي أن تكون السنة كلها رمضان”، موضحا أن منظومة رمضان الظاهرية والإجرائية لصالح العبادة ولصالح شحن الإنسان للعبادة طوال العام.
وأوضح جمعة خلال إجابته عن سؤال “هل الطبيعي بعد رمضان أن تقل الطاقة الإيمانية” عبر صفحته الرسمية على فيسبوك:” القرآن له خصوصية مع الليل، قال تعالى ورتل القرآن ترتيلا .. وقال تعالى” إنا أنزلناه في ليلة مباركة”.. وقال تعالى” إنا أنزلناه في ليلة القدر” مشيرا إلى أن هناك سرا بين القرآن وعلاقته بالليل.
وأضاف أن رمضان جمع بين قوة الليل وقوة نزول القرآن، وأن القرآن ينبهنا أن هناك علاقة بين الاثنين ، مشيرا إلى أن هناك نفحات كثيرة في هذا الشهر تكريما لنزول القرآن .
وتابع: يجب أن نكون عقلاء من رمضان إلى رمضان في عملية شحن الطاقة الإيمانية، ونحاول استخلاص شيء من هذا الشهر ونطبقه في حياتنا بقدر ما نستطيع ، منوها إلى أن رمضان يدعونا إلى قلة الطعام وقلة المنام وقلة الكلام .
هل الفتور فى الطاعة بعد رمضان نقص؟.. سؤال أجاب عنه الدكتور على جمعة مفتي الجمهورية السابق وعضو كبار هيئة العلماء.
وقال جمعة إن الفتور ليس نقصًا، فالنبي صلى الله عليه وسلم لما اشتكى له الصحابة من هذا الحال قال ((لِكُلِّ عملٍ شِرَّةٌ، ولِكُلِّ شرَّةٍ فَترةٌ..))، والشرة هى أعلى منحى، أى تملك الإنسان حال وأصبح يسمع القرآن بطريقة معينة، فكل علو له فترة أى يفتر، وما سمى الإنسان إلا لنسيانه، لافتًا إلى أن طبيعة الإنسان انه نساي، ولذلك قال {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ}.
وأضاف: “الفتور فى الطاعة ليس نقصًا فهو أمر طبيعي، والإنسان فى نزول وطلوع فى الطاعة والعبادة كل مدة، ولكن ليس النزول معناه ان تترك الصلاة أو الصيام ولكن النزول معناه ان لا تصلى بعض السنن بعد الفرائض، او أن يقل استحضارك وخشوعك فى الصلاة، كمن يتوب ويقع فى الذنب بعد فترة فلا حرج وعليه ان يتوب مرة اخرى، قائلًا “اوعى تيأس أو تترك نفسك للشر أو للمعصية ولو اذنبت للمرة الألف توب واستغفر ربك”.
وأوضح أن أهل الله يقولون إن من شروط تمام التوبة نسيان الذنب واستعظامه ورد الحقوق لأصحابها والنية والعزم على ألا أعود لمثلها أبدًا.
علاج الفتور في العبادة
قال الدكتور على فخر، أمين الفتوى بدار الإفتاء، إن حالة من الخوف والقلق تنتاب كثيرين؛ بسبب أنهم يشعرون بفتور فى الطاعة بعد رمضان، مؤكدًا أنه أمر طبيعي؛ لأنهم عادوا إلى الحالة التى كانوا عليها قبل رمضان.
وأضاف “فخر”، خلال لقائه بأحد البرامج الفضائية فى إجابته عن سؤال «حكم من قلت طاعته بعد رمضان؟»، أن رسول الله “صلى الله عليه وسلم” كان يزيد من العبادة والطاعة فى شهر رمضان، وهذا يعني أن شهر رمضان كان له عبادة خاصة تزيد على بقية الأشهر، وعلى هذا فرسول الله “صلى الله عليه وسلم” كان يشد مئزره ويحيي الليل ويوقظ أهله، وذلك فى العشر الأواخر من رمضان، وبعد انتهاء العشر الأواخر يعود إلى الحال الذى كان عليه قبل رمضان.
وأشار إلى أن ما يشعر به البعض من الفتور في الطاعة بعد رمضان شعور طبيعي؛ لأنهم عادوا إلى ما كانوا عليه قبل رمضان ولكن ليس معنى ذلك أن نترك العبادة بعد نهاية شهر رمضان بل علينا أن نصطحب من الأعمال الفاضلة التي كنا نقوم بها طوال الشهر ونتعايش بها طوال العام، ونتذكر رمضان مثل صلاة القيام بعد العشاء، كذلك قراءة القرآن والتصدق؛ حتى نكون على هذه الطاعة طوال العام.