قالت صحف عالمية إن إسرائيل لم تلتزم بإدخال مزيد من المساعدات إلى قطاع غزة، مشيرة إلى أن العالم الذي سمح بوقوع الإبادة الجماعية في رواندا قبل 3 عقود يفعل الشيء نفسه اليوم في غزة.
فقد ذكرت “نيويورك تايمز” الأميركية أن مؤشرات التقدم في عملية إدخال المساعدات إلى غزة لا تزال قليلة، وقالت إن إسرائيل “لم تف بتعهداتها”، وإن طواقم الإغاثة والأمم المتحدة وعددا متزايدا من الحكومات يحمّلون تل أبيب مسؤولية تقييد وصول المساعدات.
وأشارت الصحيفة إلى أن الأمم المتحدة تقول إن مجاعة من صنع الإنسان تلوح في الأفق، وإن الوضع في شمال القطاع “تتوافر فيه فعليا معايير إعلان المجاعة”.
وفي “واشنطن بوست”، نشر آدم تيلر تحليلا قال فيه إن حرب إسرائيل في غزة “وصلت إلى نقطة انعطاف”، معتبرا أن حركة المقاومة الإسلامية حماس “ما زالت قادرة على الفعل في غزة”.
وأشار التحليل إلى أن أغلب قادة حماس ما زالوا طلقاء فيما اعترف الوزير في المجلس الحربي الإسرائيلي بيني غانتس بأن الحرب ستستغرق وقتا، وأن التلاميذ في المدارس المتوسطة حاليا سيأتيهم الدور كي يقاتلوا يوما ما في غزة.
لا نصر في الأفق
وفي إسرائيل، قالت الكاتب جدعون ليفي إنه “لا نصر ينتظر إسرائيل في عمليتها العسكرية المرتقبة بمدينة رفح جنوبي القطاع، وإنما ينتظرها فقط مزيد من الموت والدمار”، مضيفا أنه “لن يكون هناك انتصار في هذه الحرب وكنا نعلم ذلك منذ البداية”.
أما “يديعوت أحرونوت” فقالت إن استطلاعات الرأي الأخيرة التي أجريت في الولايات المتحدة وأوروبا أظهرت أن دعم إسرائيل تراجع بشكل كبير، ونقلت عن مسؤولين أن إصلاح الضرر التي طال سمعة تل أبيب وصورتها في الأشهر الأخيرة قد يتطلب عقودا.
بدوره، قال الرئيس السابق لجهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (الشاباك) عامي أيالون، إن إسرائيل بحاجة إلى تغيير نهجها وقياداتها الذين أخفقوا في تحقيق الأهداف السياسية للحرب.
وأكد أيالون في مقال نشرته مجلة “فورين أفيرز” الأميركية، أن على إسرائيل الآن أن تطلق مسارا دبلوماسيا جديدا يحيي الهدف الأساسي المتمثل في حل الدولتين، مشيرا إلى حاجتها لقيادة جديدة للقيام بهذه المهمة.
وفي موقع “ذا هيل”، قال جو باتشينو في مقال إن انتقادات الرئيس الأميركي جو بايدن لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لن تزحزح الأخير أبدا عن موقفه، مشيرا إلى أن نتنياهو يشعر بأن هذه الانتقادات تضمن له البقاء في السلطة.
وأضاف أن نتنياهو يرى أن على الإسرائيليين التيقن من أنه الوحيد القادر على إبقاء إسرائيل آمنة في المستقل.
وفي بريطانيا، قالت صحيفة “فايننشال تايمز”، إن الحرب الإسرائيلية أحالت عيد الفطر في غزة إلى مأتم بعدما سقط كثيرون من الأطفال، ونقلت عن سيدة تدعى “أم موسى” أن الصمت واليأس هنا بدلا من الضحك، وأن المجاعة حلت محل الكعك والحلويات.
وقالت السيدة الفلسطينية إن الشيء الوحيد الذي يمكن لسكان غزة الاحتفال به هو أنهم لا يزالون على قيد الحياة.
إخفاق عالمي
وختاما، قال الكاتب كريس ماكغريل في صحيفة “الغارديان”، إن العالم أخفق في منع الإبادة الجماعية في رواندا قبل 30 عاما وإنه يفعل الشيء نفسه اليوم في غزة.
وأكد الكاتب أن نفس الدول التي تعهدت بعدم السماح بتكرار ما حدث في رواندا منحت إسرائيل تصريحا مجانيا خلال 6 أشهر من الموت والدمار.
وختم بأن الهجوم على غزة “يأتي في سياق تعطش اليمين الإسرائيلي للاستيلاء على الأراضي الفلسطينية وتكريس التفوق اليهودي والفصل العنصري”.