هل يجوز بداية صيام الست من شوال يوم جمعة، تبدأ الأيام البيض بعد انتهاء يوم العيد، ويستحب صيام الست البيض متفرقة طوال شهر شوال، وتعتبر مسألة بداية صيام الست من شوال بيوم جمعة محل اختلاف بين العلماء والفقهاء فهناك رأي يفتي أن صيام الجمعة منفردا مكروه، فمن يريد الصيام فيصوم يوما قبله ويوما بعده، وهذا عند الأئمة الحنابلة أما الائمة المالكية والحنفية فلا يكره صيام يوم الجمعة منفردا فهو يوم كسائر الأيام، وعلى هذا فإن صيام يوم الجمعة من صيام الست من شوال يجوز شرعا إن كان تتابعا ولو كان منفردا جائز مع الكراهية.
و هل يجوز بداية صيام الست من شوال يوم الجمعة استدل العلماء على رأي الإمام ابن قدامة الحنبلي في كتابه المغني الذي يقول فيه: ويكره إفراد يوم الجمعة بالصوم، إلا أن يوافق ذلك صوما كان يصومه، مثل من يصوم يوما ويفطر يوما فيوافق صومه يوم الجمعة، ومن عادته صوم أول يوم من الشهر، أو آخره، أو يوم نصفه ، ونحو ذلك .. وقال محمد بن عباد: سألت جابرًا، أنهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صوم يوم الجمعة ؟ قال : نعم متفق عليهما.
وهناك حديث آخر في بداية صيام الست من شوال يوم الجمعة عن جويرية بنت الحارث ، أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها يوم الجمعة، وهي صائمة، فقال: أصمت أمس قالت : لا قال : أتريدين أن تصومي غدا قالت : لا . قال : فأفطري . رواه البخاري.
صيام يوم الجمعة بنية الست من شوال
صيام يوم الجمعة بنية الست من شوال ، ويجوز للمسلم أن يصوم يوم الجمعة بنية صيام الست من شوال أو غيره من الصيام دون وجود حاجة إلى أن يصوم يوم قبله أو يوم بعده ما دام أن مقصده هو صيام الست من شوال لقوله صلى الله عليه وسلم: “ولا تخصوا يوم الجمعة بصيام من بين الأيام إلا أن يكون في صوم يصومه أحدكم” رواه مسلم وغيره.
والمعنى أنه يجوز التخصيص إذا لم يكن يوم الجمعة مقصوداً لكن هناك حديث آخر لا يصومن أحدكم يوم الجمعة إلا أن يصوم يوماً قبله أو يوماً بعده” فالظاهر أن الإفراد في هذا الحديث مفسر بالتخصيص في حديث آخر والله أعلم.
وعن صيام يوم الجمعة قيل لأبي عبد الله أحمد بن حنبل : صيام يوم الجمعة ؟ فذكر حديث النهي أن يفرد ، ثم قال : إلا أن يكون في صيام كان يصومه ، وأما أن يفرد فلا . قال : قلت : رجل كان يصوم يوما ويفطر يوما ، فوقع فطره يوم الخميس ، وصومه يوم الجمعة ، وفطره يوم السبت ، فصام الجمعة مفردا ؟ فقال : هذا الآن لم يتعمد صومه خاصة ، إنما كره أن يتعمد الجمعة . وقال أبو حنيفة ، ومالك : لا يكره إفراد الجمعة ; لأنه يوم ، فأشبه سائر الأيام . ولنا ما روى أبو هريرة ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : { لا يصومن أحدكم يوم الجمعة ، إلا يوما قبله أو بعده } .
حكم إفراد يوم الجمعة بالصيام
حكم إفراد يوم الجمعة بالصيام يقول في هذا الأمر عضو لجنة الفتوى بالأزهر الشريف أن يفرد المسلم صيام يوم الجمعة بالصيام مكروه عند جمهور العلماء ، التطوع بالصيام في يوم الجمعة منفردا عن بقية الأيام غير مستحب حتى ولو كان صيام الست من شوال على اعتبار ان صيام الست من شهر شوال هي من باب التطوع.
وعن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ” لا تختصوا ليلة الجمعة بقيام من بين الليالي ، ولا تخصوا يوم الجمعة بصيام من بين الأيام ، إلا أن يكون في صوم يصومه أحدكم” رواه مسلم .
وذكر ما قاله الإمام النووي في كتابه «المجموع شرح المهذب ج/6 ص/479»: قَالَ أَصْحَابُنَا (يعني الشافعية): يُكْرَهُ إفْرَادُ يَوْمِ الْجُمُعَةِ بِالصَّوْمِ فَإِنْ وَصَلَهُ بِصَوْمٍ قَبْلَهُ أَوْ بَعْدَهُ أَوْ وَافَقَ عَادَةً لَهُ بِأَنْ نَذَرَ صَوْمَ يَوْمِ شِفَاءِ مَرِيضِهِ، أَوْ قُدُومِ زَيْدٍ أَبَدًا، فَوَافَقَ الْجُمُعَةَ لَمْ يُكْرَهْ، وروى مسلم في صحيحه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لا تَخْتَصُّوا لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ بِقِيَامٍ مِنْ بَيْنِ اللَّيَالِي وَلَا تَخُصُّوا يَوْمَ الْجُمُعَةِ بِصِيَامٍ مِنْ بَيْنِ الْأَيَّامِ إِلا أَنْ يَكُونَ فِي صَوْمٍ يَصُومُهُ أَحَدُكُمْ»
دعاء يوم الجمعة
-اللهم اجعل غاية قصدي إليك ما أطلبه منك.. اللهم املأ قلبي بك فرحا، ولساني لك ذكرا، وجوارحي فيما يرضيك شغلا.
-اللهم امح عن قلبي كل ذكر إلا ذكرك، وكل حب إلا حبك، وكل ود إلا ودك، وكل إجلال إلا إجلالك، وكل تعظيم إلا تعظيمك، وكل رجاء إلا لك، وكل خوف إلا منك، وكل رغبة إلا إليك، وكل رهبة إلا لك، وكل سؤال إلا منك.
-اللهم اجعلني ممن لك يعطي ولك يمنع، وبك يستعين وإليك يلجأ، وبك يتعزز ولك يصبر، وبحكمك يرضى.. اللهم اجعلني ممن يقصد إليك قصد من لا رجوع له إلا إليك.
-اللهم اجعل رضائي بحكمك فيما ابتليتني في كل وقت متصلاً غير منفصل، واجعل صبري لك على طاعتك صبر من ليس له عن الصبر صبر إلا القيام بالصبر، واجعل تصبري عما يسخطك فيما نهيتني عنه تصبر من استغنى عن الصبر بقوة العصمة منك له.
-اللهم واجعلني ممن يستعين بك استعانة من استغنى بقوتك عن جميع خلقك.. اللهم واجعلني ممن يلجأ إليك لجوء من لا ملجأ له إلا إليك، واجعلني ممن يتعزى بعزائك، ويصبر لقضائك أبدا ما أبقيتني.
-اللهم افتح لى الليلة باب كل خير فتحته لأحد من خلقك وأوليائك وأهل طاعتك ولا تسده عنى، وأرزقنى من خزائن فضلك العظيم رزقا تغيثنى به من رزقك الطيب الحلال.
-اللهم ما قسمت فى هذه الليلة المباركة من خير وعافية وصحة وسلامة وسعة رزق فإجعل لى منه نصيبا، وما أنزلت فيها من سوء وبلاء وشر وفتن فإصرفه عنى وعن ذريتي وجميع المسلمين.
-اللهم ما كان فيها من ذكر وشكر فتقبله منى وأحسن قبوله، وما كان من تفريط وتقصير وتضييع فتجاوز عنى بسعة رحمتك يا أرحم الرحمين.
-اللهم لا تدع لنا يا ربنا في هذه الليلة العظيمة ذنبا إلا غفرته، ولا مريضا إلا شفيته، ولا ميتا إلا رحمته، ولا دعاء إلا إستجبته، ولا تائبا إلا قبلته، ولا عاريا إلا كسوته، ولا فقيرا إلا أغنيته، ولا مؤمنا إلا ثبته، ولا مؤمنا إلا ثبته، ولا مؤمنا إلا ثبته، ولا طالبا إلا وفقته، ولا عاصيا إلا هديته، ولا مظلوما إلا نصرته، ولا عدوا إلا كفيتنا شره، ولا حاجة من حوائج الدنيا والآخرة هي لك فيها رضا ولنا فيها صلاح إلا قضيتها ويسرتها برحمتك يا أرحم الراحمين، يا أرحم الراحمين، يا أرحم الراحمين.
يا قاضى الحاجات، يا قاضى الحاجات، يا قاضى الحاجات.
-اللهم يا فارج الهم، يا كاشف الغم، يا مجيب دعوة المضطرين لا يخفى عليك شيء من أمرنا، نسألك يا ربنا مسألة المساكين، ونبتهل إليك يا ربنا إبتهال الخاضع المذنب الذليل.
-اللهم ندعوك دعاء من خضعت لك رقبته، وذل لك جسمه، ورغم لك أنفه، وفاضت لك عيناه، يا من يجيب المضطر إذا دعاه، يا من يجيب المضطر إذا دعاه، يا من يجيب المضطر إذا دعاه، ويكشف السوء عمن ناداه.
-يا ربنا إجعل خير أعمارنا آخرها، وخير أعمالنا خواتيمها، وخير أيامنا يوم أن نلقاك، وإغننا بفضلك عمن سواك. اللهم أرزقنا شفاعة سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام، وأوردنا حوضه، وأسقنا من يده الشريفة شربة هنيئة لا نظمأ بعدها أبدا.
– اللهم اننا آمنا به ولم نره فلا تفرق بيننا وبينه حتى تدخلنا مدخله.