لا يزال الترقب والاستنفار على حاله في إسرائيل وإيران، رغم إعلان طهران انتهاء هجومها العسكري على تل أبيب بالمسيرات والصواريخ الباليستية، ردا على مهاجمة إسرائيل قنصليتها الدبلوماسية في سوريا.
وحسب مدير مكتب الجزيرة في فلسطين والأراضي المحتلة وليد العمري، لا يزال الجيش الإسرائيلي في حالة استنفار رغم تخفيف بعض الإجراءات التي أعلنت قبيل الرد الإيراني.
ونقل العمري عن مصادر مطلعة على المحادثة الهاتفية بين الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن سيد البيت الأبيض قال بوضوح -خلال المكالمة- إنه لن يكون بجانب تل أبيب في حال قررت الهجوم.
وأوضح العمري أن المواقف في مجلس الحرب الإسرائيلي تتوقف عند قراءتين، إحداها تقول إن إيران بهجومها المباشر على إسرائيل “كسرت الخطوط الحمراء المرسومة على مدار عقدين، وهو ما يستدعي ردا إسرائيليا”.
وأشار إلى أن القراءة الراجحة تقول إن طهران مُنيت بفشل إستراتيجي ذريع بعد تمكن الدفاعات الإسرائيلية وجيوش المنطقة من صد 99% من الهجمات الصاروخية الإيرانية.
لذلك، فإن على إسرائيل -حسب هذه القراءة- احتواء الموقف وترسيخ هذا التحالف وترميم التعاطف الذي فقدته بعد حربها على غزة، والتعامل وفق قواعد الاشتباك السابقة، كعمليات استخبارية في إيران، أو ضرب أهداف إيرانية في سوريا، وفق العمري.
“السيناريو رقم 2”
بدوره، قال مدير مكتب الجزيرة في طهران عبد القادر فايز إن إيران تترقب كل ما هو قادم من إسرائيل بحذر واستنفار، إضافة إلى حركة دبلوماسية نشطة لاحتواء ما حدث.
ونقل فايز عن مصدر، وصفه بالمطلع على نقاشات ما قبل الرد الإيراني وتفاصيله بدقة، أن القادة العسكريين الإيرانيين وضعوا على طاولة مجلس الأمن القومي الإيراني سيناريوهات مختلفة، لكن المرشد الإيراني علي خامنئي هو من طلب أن يكون الرد الإيراني انطلاقا من الأراضي الإيرانية، من أجل التحول من “الصبر الإستراتيجي” إلى مفهوم الردع لإسرائيل.
وأوضح أيضا -نقلا عن المصدر- أن إيران ليس لديها اطمئنان كبير، وأن إسرائيل لن تذهب للرد في الداخل الإيراني أو مساحات النفوذ الإيراني، “لذلك هناك استنفار عسكري قائم لكافة القطاعات العسكرية”.
وحسب المصدر نفسه، فإن إيران مستعدة للرد بمستوى ثان وغير تقليدي، إذ وضع الحرس الثوري الإيراني السيناريو رقم “2” في حال هاجمت إسرائيل إيران بشكل مباشر، واصفا هذا السيناريو بالخطير والمرعب.
وأكد أن حديث هذا المصدر يتقاطع مع تصريحات القيادة العسكرية للحرس الثوري مفادها أن الذهاب لاستهداف الداخل الإيراني سيقود إلى رد غير تقليدي، بعد انتهاء مرحلة الصبر الإستراتيجي ودخول مرحلة الصراع المباشر.
ولفت المصدر إلى أن إيران توقفت عند هذا السقف، ولكنها لا تنهي حالة الاستنفار وتسمح بتبادل الرسائل الدبلوماسية، مضيفا أن طهران تريد من واشنطن “ضبط عدادات إسرائيل في هذه المرحلة عند هذا السقف وعدم الذهاب لأي مغامرة إسرائيلية، وفق الرئيس الإيراني”.