تساءل الكثيرون عن دعاء لتقوية الإرادة بعد انتهاء شهر رمضان، خاصة لمن يعانون ضعف الإرادة والكسل، وقد ثبت عن النبي- صلى الله عليه وسلم- دعاء لتقوية الإرادة ، حيث تحدث عنه الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، قائلا إن من المفاتيح التي يوصينا بها رسول الله لكي يستطيع الإنسان أن يستمر وأن ينشئ الهمة العالية عنده؛ ترديد هذا الدعاء (اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك).
دعاء لتقوية الإرادة بعد انتهاء شهر رمضان
وأضاف علي جمعة، في منشور على فيس بوك، أن هذا الدعاء والدوام عليه يجعلنا متصلين بالله تعالى، والدوام عليه يشعرنا بحمد الله سبحانه وتعالى وتذكر نعمه وفضله، وإذا ما دعونا به بعد السلام من الصلاة كأننا نلخص صلتنا بالله سبحانه وتعالى والتي مبناها قوله تعالى (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ).
وتابع: بعض الناس يعتقد أن العبادة في رمضان قاصرة على هذه الأيام ؛ بالرغم أن الله سبحانه وتعالى كما يقول بعض العارفين : قد أخفى ثمانية في ثمانية. ومن ضمنها واحدة فقط في رمضان والسبعة في خارج رمضان.
وأضاف: لقد أخفى ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان حتى يشوق الناس إلى العبادة ويدفعهم إلى أن يقوموا العشر كلها أو الوتر على الأقل إذا فاتهم شيء منها.
وأخفى اله اسمه الأعظم في أسمائه الحسنى؛ حتى يذكر الناس ويدعون الله- سبحانه وتعالى- بهذه الأسماء كلها.
وأخفى الله سبحانه ساعة الإجابة في الثلث الأخير من الليل.
وأخفى السبع المثاني في القرآن العظيم.
وأخفى الصلاة الوسطى في الصلوات كلها.
وأخفى ساعة الإجابة في يوم الجمعة.
وأخفى الكبائر في الذنوب بأسرها.
وأخفى الأولياء في عوام الناس حتى لا يحتقر أحدٌ أحد من الناس ويكون التسامح والرحمة والود ،ولا يتكبر بعبادة أو بغيرها لا بدنيا ولا بغير دنيا على خلق الله.
وبين: لو لاحظنا هذه الأشياء لا نجد إلا ليلة القدر وحدها هي التي تختص برمضان وسائر الأشياء التي شوقنا الله سبحانه وتعالى فيها بتلاوة القرآن، أو بإقامة الصلاة أو بالذكر، أو بغير ذلك من الدعاء والالتجاء إليه سبحانه وتعالى كلها في خارج رمضان.
وشدد: حقيقة ينبغي لكل مسلم أن يعلمها أن الله سبحانه وتعالى باقِ بعد رمضان، وأنه إذا فات رمضان فإن الله لا يفوت ولا يموت؛ فالله سبحانه وتعالى باقٍ مع المسلمين وعليهم أن يلجأوا إليه ؛ فهو سبحانه وتعالى الذي يقلب القلوب ،وندعوه سبحانه وتعالى أن يوفقنا إلى ما يحب ويرضى ،وأن يغيِّر حالنا إلى أحسن حال ،وأن يوفقنا أن نغير أنفسنا حتى يغير الله سبحانه وتعالى ما بنا.
وقد روى عن شداد بن أَوس – رضى الله عنه-قال: كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم- يعلمنا أن نقول: «اللَّهمَّ أنِّي أسألُكَ الثَّباتَ في الأمرِ والعزيمةَ في الرُّشدِ، وأسألُكَ شكرَ نعمتِكَ، وحسنَ عبادتكَ ، وأسألُكَ قلبًا خاشعًا سليمًا، وخلقًا مستقيمًا ولسانًا صادقًا ، وعملًا متقبلًا، وأسألُكَ من خيرِ ما تعلمُ ، وأعوذُ بكَ من شرِّ ما تعلمُ ، وأستغفرُكَ لما تعلمُ فإنَّكَ تعلمُ ولا أعلَمُ وأنتَ علَّامُ الغيوبِ»، ( جامع الترمذي).
دعاء لتقوية الإرادة بعد انتهاء شهر رمضان
اللهم إني أسألك خير المسألة وخير الدعاء وخير النجاح وخير العمل وخير الثواب وخير الحياة وخير الممات، وثبتني وثقل موازيني، وحقق إيماني، وارفع درجتي، وتقبل الخير وخواتمه وأوله وآخره وظاهره وباطنه والدرجات العلى من الجنة.
اللهم إني أسألك الطيبات، وفعل الخيرات، وترك المنكرات، وحب المساكين، وأن تتوب علي وتغفر لي وترحمني.
اللهم ارزقنا التوفيق، وزدنا علمًا وعملًا صالحًا، واجعلنا من المتقين المخلصين، اللهم إني توكلت عليك وسلمت أمري إليك، لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك.
اللهم افتح لنا خزائن رحمتك، اللهم رحمة لا تعذبنا بعدها في الدنيا والآخرة، وارزقنا من فضلك الواسع رزقًا حلالًا طيبًا، ولا تحوجنا ولا تفقرنا إلى أحد سواك، وزدنا لك شكرًا، وإليك فقرًا، وبك عمّن سواك غنىً وتعفّفًا.
اللهم سخر لي جميع خلقك كما سخرت البحر لسيدنا موسى -عليه السلام-، وألن لي قلوبهم كما ألنت الحديد لداود -عليه السلام-، فإنهم لا ينطقون إلا بإذنك، نواصيهم في قبضتك، وقلوبهم في يديك تصرفها كيف شئت، يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك، ياعلام الغيوب أطفأت غضبهم بلا إله إلا الله، واستجلبت محبتهم.
اللهم أعني ولا تعن علي، وانصرني ولا تنصر علي، وامكر لي ولا تمكر بي، واهدني ويسر الهدى لي، وانصرني على من بغى علي، رب اجعلني لك شكارًا، لك ذكارًا، لك مخبتًا إليك أوّاها منبيًا، رب تقبل توبتي، واغسل حوبتي، وأجب دعوتي، وثبّت حجتي، واهد قلبي، وسدد لساني، واسلل سخيمة صدري.
اللهم يا ذا الرحمة الواسعة، يا مطلعا على السرائر والضمائر والهواجس والخواطر، لا يعزب عنك شيء، أسألك فيضة من فيضان فضلك، وقبضة من نور سلطانك، وأنسًا وفرجًا من بحر كرمك، أنت بيدك الأمركله ومقاليد كل شيء، فهب لنا ما تقر به أعيننا، وتغنينا عن سؤال غيرك، فإنك واسع الكرم، كثير الجود، حسن الشيم، في بابك واقفون، ولجودك الواسع المعروف منتظرون يا كريم يا رحيم.
اللهم أسألك أن تيسر لي هذا الأمر وتجعل الخيرة في ذلك إنك على كل شي قدير.
اللهم إني توكلت عليكوسلمت أمري إليك، لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك. رب أدخلني مدخل صدق، وأخرجني مخرج صدق، واجعل لي من لدنك سلطانًا نصيرًا.
اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلا، وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلا، اللهم إني استودعتك أموري كلها، فوفقني لما تحبه وترضاه يا أكرم الأكرمين، اللهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل، فاطر السماوات والأرض، عالم الغيب والشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدني لما اختُلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم.