حثت بريطانيا وألمانيا إسرائيل على عدم الرد على الهجوم الإيراني الذي اعتبرت برلين أن إسرائيل حققت “نصرا دفاعيا خلاله” بينما دعت فرنسا لتجنب التصعيد في المنطقة. لكن إيران توعدت برد سريع وفوري حال تعرضها “لاعتداء إسرائيلي”.
ففي لندن، حث وزير الخارجية ديفيد كاميرون إسرائيل اليوم الاثنين على عدم الرد بعد هجوم شنته إيران بطائرات مسيرة وصواريخ، وقال إن خطوة طهران “فشلت بالكامل تقريبا “وإن التركيز يجب أن ينصب على التوصل لوقف لإطلاق النار في قطاع غزة.
وقال كاميرون في تصريحات تلفزيونية “إذا كنت في إسرائيل هذا الصباح فستفكر بشكل سليم بأن لديك الحق الكامل للرد على ذلك وهو حقهم بالفعل. لكن نحثهم على أنه لا ينبغي عليهم التصعيد”.
وتابع قائلا “شكل ذلك بعدة طرق هزيمة مزدوجة لإيران. الهجوم كان فاشلا بالكامل تقريبا وأظهروا للعالم أنهم أصحاب التأثير الشرير في المنطقة.. لذلك نأمل ألا يكون هناك رد انتقامي”.
من جانبها، جددت ألمانيا إدانتها للهجوم الإيراني على إسرائيل، ودعت طهران إلى الوقف الفوري لجميع ما وصفته بأعمال العنف ضدها. جاء ذلك في اتصال هاتفي بين وزيرة الخارجية أنالينا بيربوك، ونظيرها الإيراني حسين عبد اللهيان، وفق بيان نشرته الخارجية الألمانية مساء أمس.
وأكد البيان على إدانة برلين للهجوم الإيراني على إسرائيل بأشد العبارات، وأضاف أن بيربوك دعت أيضا إيران إلى الإفراج عن سفينة الشحن “MSC Aries” والإسهام في وقف التصعيد، كما أعربت عن تأييد بلادها لتوسيع العقوبات ضد إيران، وتضامنها الكامل مع إسرائيل.
من جهته، دعا المستشار الألماني أولاف شولتس إسرائيل إلى المساهمة في وقف التصعيد، وقال اليوم في شنغهاي إن الصد الناجح إلى حد كبير لحوالي 300 طائرة بدون طيار وصاروخ هو “نجاح ربما لا ينبغي إهداره” وأضاف “لذلك فإن نصيحتنا هي المساهمة في وقف التصعيد”.
كما حذر شولتس إيران مرة أخرى، مضيفا أن الهجوم الأول على الإطلاق على الأراضي الإسرائيلية كان بمثابة “تصعيد سيئ لم يكن ينبغي أن يحدث، ولا يمكن لإيران أن تستمر في التعامل مع هذا الأمر بهذه الطريقة”.
أمن المنطقة
وفي باريس، أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اليوم أن بلاده ستبذل كل ما بوسعها لتجنب المزيد من التصعيد في الصراع بين إسرائيل وإيران بالشرق الأوسط، مؤكدا أن طائرات فرنسية شاركت في اعتراض بعض الصواريخ والمسيّرات التي أطلقتها إيران نحو إسرائيل في أجواء الأردن.
وفي إطار المواقف العربية، اعتبر رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي أن إسرائيل تجر المنطقة إلى الحرب، ودعا المجتمع الدولي لوضع حد لذلك.
وقال خلال لقاء تشاوري مع عدد من الوزراء بالعاصمة بيروت “رغم تأكيدنا مرارا وتكرارا أننا لسنا دعاة حرب، إلا أن الاعتداءات الاسرائيلية لا يمكن السكوت عنها، ولا نقبل أن تستباح أجواؤنا”.
وتابع ميقاتي “هذه الاعتداءات نضعها برسم المجتمع الدولي، ونقدم دائما شكاوى إلى مجلس الأمن بهذا الصدد” وأكد أن إسرائيل تجر المنطقة إلى الحرب، وعلى المجتمع الدولي التنبه إلى هذا الأمر، ووضع حد لهذه الحرب.
وعن تحركات الحكومة، قال ميقاتي: من خلال الاتصالات التي نقوم بها، يتبين لنا أن للبنان أصدقاء في العالم يدافعون عنه، ويبذلون كل جهد للضغط على إسرائيل لوقف عدوانها ومنع توسع حدة المواجهات.
طهران تتوعد
على الجانب الآخر، قال وزير الخارجية الإيراني “في حال اعتداء الكيان الصهيوني، فإن رد الجمهورية الإسلامية الإيرانية سيكون فوريا وواسع النطاق وبأقصى حد”.
وبحث الوزير مع الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية جوزيف بوريل، أمس -خلال اتصال هاتفي- القضايا الإقليمية والدولية المهمة، وخاصة على القنصلية الإيرانية في دمشق فضلا عن الأزمة الإنسانية المستمرة في قطاع غزة.
وأشار عبد اللهيان إلى الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة واعتبرها “انتهاكا واضحا لاتفاقية فيينا وتجاوز الخط الأحمر للجمهورية الإسلامية الإيرانية”.
وأضاف” أمام التقاعس الدبلوماسي للأمم المتحدة ومجلس الأمن عن إصدار بيان واحد يدين هذا العمل، لم يكن أمام الجمهورية الإسلامية الإيرانية من خيار سوى معاقبة الكيان الصهيوني في إطار الدفاع المشروع”.
وفي تصريحات له أمس، قال مندوب إيران الدائم في الأمم المتحدة أمير سعيد إرافاني “إن إسرائيل تدرك ما سيكون رد طهران الثاني، محذرا تل أبيب من خطورة أي رد ضدها”.
وقال إرافاني في تصريح لقناة سكاي نيوز الأميركية، بعد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي، تعليقا على تصريحات إسرائيل بالرد على هجوم إيران “أعتقد أن هذا مجرد تهديد، كلام فارغ. إنهم يعلمون ردَّنا الثاني بالمثل. إنهم يدركون أن الرد التالي سيكون أشد حسمًا”.
وأعرب عن اعتقاده بأن “هناك نتائج وصلت الأطراف إليها” بهذا الشأن، مضيفا “على إسرائيل ألا ترد عسكريا”.
وكانت إيران قد ردَّت بهجمات صاروخية وطائرات بدون طيَار على استهداف القسم القنصلي في سفارتها بدمشق، مطلع أبريل/نيسان الجاري، أسفر عن مقتل 7 من عناصر الحرس الثوري بينهم الجنرال البارز محمد رضا زاهدي، ولم تعترف إسرائيل أو تنفي رسميًا مسؤوليتها عن هجوم دمشق.
ومساء أول أمس، أطلقت إيران نحو 350 صاروخا ومسيرة تجاه إسرائيل، زعمت إسرائيل أنها اعترضت 99% منها، بينما قالت طهران إن نصف الصواريخ أصابت أهدافها بنجاح.