تشير زيادة استعدادات إسرائيل العسكرية إلى نيتها التوجه لعملية جديدة ستكون غالبا في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، حسبما يقول الخبير العسكري العقيد ركن حاتم الفلاحي.
ورغم تعدد الجبهات التي يمكن لإسرائيل الاشتباك فيها حاليا، ومن بينها لبنان أو سوريا أو إيران، فإن رفح قد تكون هي الخطوة المقبلة، حسبما أكد الفلاحي في تحليل للجزيرة.
جدير بالذكر أنه تم استدعاء لواءين من قوات الاحتياط وزيادة أعداد كتائب المدفعية وغرف العمليات المتنقلة، فضلا عن اعتماد الخطط الهجومية، وهو ما يشير إلى احتمال التوجه نحو عملية في رفح أو القاطع الأوسط في غزة، برأي الفلاحي.
وتتطلب أي عملية عسكرية واسعة تقدير موقف وتعبئة ودراسة أرض المعركة إلى جانب الإسناد الناري الكبير، إضافة إلى تحديد مناطق إيواء للمدنيين الموجودين في المكان، وكلها أمور أنهتها إسرائيل باستثناء توفير أماكن إيواء للنازحين، حسب الفلاحي الذي رجح أن يتم اتخاذ خطوات في هذا الشأن خلال الأيام المقبلة.
طبيعة العملية المحتملة
وعن طبيعة العملية المحتملة، قال الفلاحي إنها تحتاج إلى ترتيب مع الجانب المصري بشأن دخول القوات الإسرائيلية إلى محور فيلادلفيا الحدودي بين غزة وشبه جزيرة سيناء المصرية، مشيرا إلى أن هذا الترتيب لم يحدث حتى الآن بناء على الرفض المصري للعملية.
لذلك، فإن السؤال حاليا يتعلق بالطريقة التي ستدخل بها قوات الاحتلال بأسلحة ثقيلة إلى هذه المنطقة، وهو سؤال لا أحد يملك إجابة عنه سوى الجانب المصري، حسبما يقول الخبير العسكري.
وفي حال بدأت العملية فعليا -يضيف الفلاحي- فسوف تندفع القوات الإسرائيلية من شارع الرشيد، كما فعلت في توغلاتها السابقة لتطويق المنطقة، وإذا تم إجلاء المدنيين، فلن يكون أمامهم سوى خان يونس أو الحدود المصرية.
ومع مواصلة القاهرة رفض عبور الفلسطينيين حدودها ورفض الفلسطينيين مغادرة أراضيهم، فإن الواقع يفرض إيجاد حل لهؤلاء المدنيين قبل أي هجوم، حسب الفلاحي.
ومن الناحية العسكرية، فإن القاعدة تقتضي الهجوم من محاور متعددة حتى تتمكن القوات من رؤية الواقع على الأرض تجنبا للوقوع في مناطق ضعف، مما يعني أن أي هجوم سيكون واسعا ومن عدة جهات وبأسلحة مختلفة، برأي الفلاحي.
وفي ظل الظروف الأمنية والسياسية الراهنة، فإن جيش الاحتلال الإسرائيلي لن يكون قادرا على الذهاب لجبهة أخرى قبل إنهاء مهمته في رفح، خصوصا أنه لا يمتلك كثيرا من القوات لكي يقاتل على أكثر من جبهة في وقت واحد، حسب الخبير العسكري.