بعد أكثر من رواية قدمها بشأن الحادثة، أكد جيش الاحتلال الإسرائيلي مقتل 3 من جنوده برصاص شرطي مصري، في حادثين منفصلين، فما الملابسات التي أحاطت بمقتل الجنود على الحدود مع مصر وكيف يُفهم تضارب الروايات في هذا الصدد؟
المحلل السياسي والعسكري المختص في شؤون الأمن القومي الإسرائيلي أمير أورين تحدث لبرنامج “ما وراء الخبر” (2023/6/3) عن تصوره للكيفية التي وقعت بها الحادثة، وقال إن مهربي مخدرات من صحراء سيناء المصرية حاولوا العبور إلى صحراء النقب في إسرائيل، وقامت الكتيبة الإسرائيلية بالتصدي لهم.
وأضاف أنه في الوقت ذاته بالتزامن مع ملاحقة الكتيبة الإسرائيلية المهربين، تعرض جنديان إسرائيليان لهجوم من شخص مجهول ولقيا حتفهما. و”خلال عملية مداهمة القاتل في الداخل الإسرائيلي، قام بقتل جندي ثالث”، مشيرا إلى أن أسباب الحادثة لا تزال قيد البحث من الطرفين المصري والإسرائيلي رغم تباين روايتيهما.
أما على الصعيد المصري، فاعتبر حسين هريدي -مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق- الرواية الإسرائيلية غير مقنعة وتحتاج إلى تدقيق، مؤكدا أن طبيعة الحدود الصحراوية تقع فيها مثل هذه الحوادث، وقال إن الجانب المصري يواصل دراسة الوضع وإجراء التحقيقات اللازمة، معتبرا أن إسرائيل تضخم من حجم الحادث وتصعد الحادثة بشكل لا يتناسب مع هذه الوقائع.
فشل أمني إسرائيلي
من جهته، اعتبر الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي أن إسرائيل في حالة انفجار شديد بسبب الفشل الأمني الكبير داخلها، مشددا على أن تل أبيب لا تتحمل وقوع خسائر بشرية بأي شكل من الأشكال، وأوضح أن الحادثة تؤكد فشل حكومة نتنياهو التي كانت تراهن على أن اتفاقيات السلام مع بعض الدول العربية ستجعل الشعوب أيضا تتبنى الموقف نفسه.
ووصف البرغوثي الشاب المصري بأنه شهيد ومقاوم، فهو إما قام بواجبه المهني بملاحقة مهربي المخدرات، وفقا للرواية المصرية، أو كان يدافع عن وطنه وبلده لمواجهة موقف عدواني وقع في تلك اللحظة، واعتبر ما حدث دليلا على أن الشعوب العربية لا تزال تضع القضية الفلسطينية في قمة أولوياتها وترفض أي تطبيع مع إسرائيل على حساب مصالح الشعب الفلسطيني.