مراسلو الجزيرة نت
القدس المحتلة – بعد موافقتها على معايير الجودة العالمية، حصلت كلية الطب في جامعة القدس الفلسطينية على الاعتماد العالمي من الفدرالية العالمية للتعليم الطبي (دبليو إف إم إي).
وتتضمن المعايير التي تضعها الفدرالية العالمية للاعتماد في الطب كلا من رسالة الجامعة والكلية وأهداف البرنامج التدريسي، كما تتطرق بعمق للخطة التدريسية ومخرجات التعلم، وما تحتاجه العملية التعليمية من بنية تحتية تشمل قاعات التدريس ومختبرات تعليمية وبحثية، إضافة إلى كفاءة الفريق التعليمي والسريري، والمرافق التي يتم تدريب الطلبة فيها.
والفدرالية العالمية للتعليم الطبي اتحاد عالمي يهدف إلى ضمان جودة التعليم الجامعي بكليات الطب، ومع حلول 2023 بات الحصول على اعترافها ضروريا بعد إعلان هيئة التعليم الأميركية أنه لن يتم الاعتراف بشهادة خريج كلية طب غير معتمدة من الفدرالية.
وفي تعقيبه على الاعتماد، قال رئيس جامعة القدس الدكتور عماد أبو كشك للجزيرة نت إنه بعد عام 2023 لا يمكن اعتماد خريجي كلية الطب من أي جامعة لاستكمال التحصيل العلمي دون الحصول على هذا الاعتماد الدولي.
اعتماد رغم الظروف
وأوضح أبو كشك أن الجامعة، التي يقع حرمها الرئيسي في بلدة أبو ديس شرقي المدينة، تقدمت منذ سنوات للحصول عليه، إلا أن الفريق المتخصص الذي كان يجب أن يزور الجامعة لمنحها الاعتماد لم يتمكن من ذلك إلا مؤخرا بسبب ظروف جائحة كورونا وبعدها الحرب على قطاع غزة.
“تمت زيارتنا مؤخرا وفحص الفريق كافة المعايير فحصا دقيقا بدءا من المناهج مرورا بالخدمات والقاعات والامتحانات الأميركية التي يتقدم لها طلبتنا وهم على مقاعد الدراسة في الجامعة”، أردف أبو كشك.
وأكد رئيس الجامعة أن الجهد “كان ضخما جدا للوصول لهذا الاعتماد بسبب المعايير المطلوبة له، ورغم أن معايير الجامعة معروفة فإنها سعت للحصول على هذا الاعتماد الدولي لأنه ينسحب على كليات الطب في كافة أنحاء العالم”.
وتركز عمادة كلية الطب في جامعة القدس -وفقا لعميدها الطبيب هاني عابدين- في إستراتيجيتها على توجيه الطلبة وتطوير مهاراتهم في استنباط المعلومة من خلال استحداث وسائل تعليمية تشجعهم على التعليم الذاتي والاستمرارية في التعلم.
منافسة دولية
وتهتم المعايير الدولية في الاعتماد على آليات التقييم لجميع المساقات على مدى سنوات الدراسة في الكلية، وقد عملت فرق الكلية على تطوير الآليات المتبعة للتقييم.
وتأسست كلية الطب البشري في جامعة القدس عام 1994، ويلتحق بها اليوم 2233 طالبا وطالبة من الضفة الغربية و القدس والداخل الفلسطيني.
ومؤخرا حصل أكثر من 15 طبيبا وطبيبة من خريجي تخصص الطب البشري في جامعة القدس الفلسطينية على مقاعد الإقامة في مختلف تخصصات الطب البشري بالولايات المتحدة الأميركية لعام 2024.
ومنذ تأسيس الجامعة عام 1978 وحتى الآن، تخرج فيها 45 ألفا و800 طالب وطالبة في مختلف التحصصات، ويدرس على مقاعدها الآن 12 ألفا و712 طالبا على يد 934 أكاديميا في 15 كلية.
ويأتي حصول الجامعة على الاعتماد في ظل ظروف صعبة وخاصة الحرب الإسرائيلية المدمرة والمستمرة على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، والتصعيد الإسرائيلي في الضفة الغربية بما فيها مدينة القدس.