21/4/2024–|آخر تحديث: 21/4/202406:17 م (بتوقيت مكة المكرمة)
قال أستاذ جراحة العظام بكلية طب القصر العيني في مصر أحمد عبد العزيز إن حجم المآسي في قطاع غزة لا تعكسه وسائل الإعلام، فلا توجد وسيلة متاحة الآن لرفع كميات ضخمة من ركام المباني، التي تحولت لمقابر جماعية لأسر بأكملها تحت أنقاضها.
وفي تصريحات خاصة للجزيرة نت، اليوم الأحد، ناشد عبد العزيز الجميع العمل على وقف الحرب بأي طريقة، وإعادة المنظومة الطبية بصورة تناسب حجم الكارثة الصحية الموجودة.
وانتشر على وسائل التواصل أن الدكتور عبد العزيز أغلق عيادته في مصر، وكان من أوائل الأطباء الذين تطوعوا في مهمات إنسانية ضمن الوفود الطبية التي تساعد في علاج مصابي غزة، عقب العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
“حاجة تفوق الخيال”
ومؤخرا، انتقل أستاذ جراحة العظام إلى شمال قطاع غزة، ووصف للجزيرة نت ما شاهده قائلا إن هناك دمارا شاملا وقع في القطاع، ومن النادر أن تجد بيتا قائما يصلح للسكن، فالناس بمئات الآلاف في تجمعات غير إنسانية، وأسر كثيرة يتم الفصل بينها بغطاء سرير مشدود على حبل، ولا يظلهم إلا السماء، ولا توجد مياه للشرب أو صرف صحي أو أي وسيلة إعاشة، ولا توفر غذاء منتظم، “إن حجم المآسي حاجة تفوق الخيال”.
وحتى الناس في الخيام يقول عنهم الطبيب المصري “ليس لهم مكان يرجعون إليه، وسيمكثون في هذا الوضع البائس، لأنه لا توجد أماكن حاليا صالحة للبناء نتيجة أكوام المخلفات والأنقاض التي يجب أن تزال أولا قبل بدء البناء وإعادة الإعمار”.
الوضع الصحي
وعن الوضع الصحي في القطاع، قال إن “الفرق الطبية تعاني من النقص الشديد، وتتناقص بسبب الاستشهاد والقبض على كثير منهم، والباقون يقومون بعمل رائع، لكنه غاية في الإرهاق وغاية في الإتقان، وعلى قدر الإمكانات المتاحة التي تتلاشى مع مرور الوقت، لأن المصابين فوق 70 ألف حالة، ومعظم هذه الحالات إصابات تصاحبها كسور وعضلات مكشوفة، والشرايين والأوتار مقطّعة”.
وأضاف الطبيب المصري أن “هؤلاء الناس يحتاجون الآن العلاج أولا، وسيحتاجون شهورا وربما سنين عدة من العلاج التكميلي حتى تنتهي المأساة التي يعيشونها”.
وتابع “وهناك طبعا الأمراض الطبيعية التي تنتشر في الزحام، غير الإصابات الكثيرة بين المدنيين من النساء والأطفال وكبار السن، ونوعية هذه الإصابات في الرأس والعينين والبطن وفي الصدر، وهناك بتر الأطراف، وكلها مناظر غاية في الألم”.
مناشدة وصمود
وناشد عبد العزيز -الذي تطوع لعلاج مصابي غزة منذ نوفمبر/تشرين الثاني الماضي- الجميع للعمل على وقف الحرب بأي طريقة، وإعادة المنظومة الطبية بصورة تناسب حجم الكارثة الصحية الموجودة، و”التكاتف الدولي لدعم إعادة الإعمار، وإزالة آثار العدوان، ورفع الركام، فغزة كلها مدمرة صحيا وأبنية”.
لكن أستاذ جراحة العظام في القصر العيني يصف الصمود الذي يبديه الغزيون في وجه آلة القتل الإسرائيلية بالقول إن “الشيء الذي لم ولن ينجح أحد في تدميره هو صمود هؤلاء الناس وصبرهم وشكرهم الله تعالى، وإصرارهم على البقاء في أرضهم”.
“ربنا يكون في عونهم ويقدر كل واحد على أن يقوم بدوره ولو كان بسيطا، فإنه بذلك يساعد المجموعة التي كُتب عليها أنها تبقى في رباط وصمود بهذا الشكل”.
هذا الدكتور اسمه أحمد عبدالعزيز، من أشهر أطباء العظام في مصر الحبيبة، حين اشتدت الحرب على غزة ترك عيادته المشهورة، وودع أهله وبلده وتوجه إلى غزة، وقام بإنجاز عشرات العمليات الدقيقة في وقت قياسي وأنقذ حياة العشرات !!
رغم خطورة الأوضاع عندنا إلا أنه لم يغادر غزة ولم يترك أهلها لحظة… pic.twitter.com/8lROPZcUa1— جهاد حلس، غزة (@Jhkhelles) April 18, 2024
والدكتور أحمد عبد العزيز أحد الاستشاريين الرائدين في مجال جراحة العظام بكلية طب القصر العيني في القاهرة، وذكرت مواقع تواصل أنه توجه إلى شمال غزة مع أول وفد طبي يستطيع الوصول إلى هناك منذ 195 يوما، وقال حينها “عمري 75 سنة، وجئت لأموت هنا مش باقي حاجة بعمري”.