21/4/2024–|آخر تحديث: 21/4/202409:07 م (بتوقيت مكة المكرمة)
شهد موقف رئيس مجلس النواب الأميركي مايك جونسون تغيّرا جذريا من معارض لمنح أوكرانيا حزمة مساعدات ضخمة إلى أبرز المؤيدين لها، إذ مررها النواب أمس السبت، مما أنهى حالة من الجمود استمرت أشهرا.
وعلى مدى أشهر، عرقل جونسون (52 عاما)، السياسي الجمهوري المحافظ، التصويت على مساعدات عسكرية ومالية طلبتها إدارة الرئيس الديمقراطي جو بايدن لدعم أوكرانيا في مواجهة الروسيا.
ولكن لهجته بدأت بالتبدل في الآونة الأخيرة، إلى أن أصبح الأسبوع الماضي من أبرز المدافعين عن الحزمة البالغة 61 مليار دولار، والتي تم تمريرها أمس.
ولقي إقرار الحزمة ترحيب كييف وحلفائها الغربيين الذين كان استمرار تعليق الدعم الأميركي يثير قلقهم حيال تبعاته السلبية على وضع القوات الأوكرانية في الميدان.
والاثنين الماضي، أعلن رئيس مجلس النواب الأميركي أن النواب سيصوتون على مشاريع قوانين منفصلة لتقديم مساعدات أميركية لأوكرانيا وإسرائيل وتايوان، وأنه سيدعمها.
تنازل واحد
وقدم جونسون تنازلا واحدا لصالح الرئيس السابق والزعيم الجمهوري دونالد ترامب الذي كان يشدد على ضرورة أن تكون المساعدات لأوكرانيا على شكل قروض، ولو جزئيا على الأقل.
وفي حين أصبح جزء من حزمة الدعم خاضعا للسداد، لكن هذا الدين يبقى قابلا للإلغاء، كما أن القيمة الإجمالية للحزمة هي بقدر ما كان بايدن طلبه.
وفي ديسمبر/كانون الأول الماضي، ومع قرب استنفاد كييف التمويل الأميركي السابق، زار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي واشنطن في محاولة للدفع نحو إقرار مساعدات إضافية، والتقى جونسون خلف أبواب مغلقة، وقال الأخير بعد اللقاء إن بايدن يطلب “مليارات الدولارات الإضافية من دون إشراف مناسب، ودون إستراتيجية حقيقية لتحقيق النصر”.
ومن ذاك، سعت شخصيات أميركية ودولية عدة من بينها وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون لمحاولة إقناع مايك جونسون بأهمية حزمة الدعم، مع التحذير من خطر سقوط أوكرانيا عسكريا في مواجهة روسيا ما لم يتم استئناف الدعم العسكري الأميركي لها.
أسباب التحول
قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة فرجينيا لاري ساباتو إن جونسون اقتنع تدريجيا بأن دعم الولايات المتحدة لأوكرانيا هو من ضمن مصالحها الذاتية، وأن الجمهوريين المتشددين المعارضين لذلك كانوا مخطئين.
وأضاف ساباتو أن رئيس مجلس النواب لم “يرغب في أن يكون سقوط أوكرانيا من مسؤوليته”.
وبعد إقرار حزمة المساعدات لأوكرانيا أمس، قال جونسون إنه يفضل “إرسال طلقات نارية إلى أوكرانيا عوضا عن إرسال شبان أميركيين”، مضيفا بتأثر أن ابنه سيلتحق بأكاديمية البحرية الأميركية.
والآن بعد إقرار المساعدات الكبيرة لكييف، يُخشى أن يكون مصيره كرئيس لمجلس نواب على المحك في أعقاب التصويت، إذ لم يتضح بعد ما إذا كان بعض النواب الجمهوريين اليمينيين الذين أطاحوا بسلفه كيفن مكارثي العام الماضي، يعتزمون العمل لإسقاطه أيضا.
بزوغ نجمه
وقبل نحو 6 أشهر، تعرّف الأميركيون إلى مايك جونسون، عندما أصبح السياسي المغمور رئيسا لمجلس النواب، والآن بعد إقرار حزمة المساعدات الكبيرة لكييف بات اسم هذا السياسي الجمهوري معروفا للقاصي والداني.
وكان لافتا صعود نجم مايك جونسون، المسيحي المحافظ ابن لويزيانا (جنوب)، والمعروف بنظارتيه وشعره المصفف.
وفي أكتوبر/تشرين الأول الماضي، انتخب جونسون رئيسا للمجلس حيث الغالبية للجمهوريين، خلفا لكيفن مكارثي الذي أطاح به انقلاب غير مسبوق من نواب حلفاء لترامب، يمثلون الجناح اليميني المتشدد في الحزب.
وطُرحت أسماء عدة في حينه لتولي رئاسة المجلس قبل استبعادها واحدا تلو الآخر. في نهاية المطاف، ظهر اسم جونسون غير المعروف من الجمهور الأميركي لينال موافقة ترامب، ويتم انتخابه رئيسا للمجلس، وبالتالي زعيما لغالبية جمهورية منقسمة على نفسها في مجلس النواب.