أجرى الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، اليوم الاثنين، محادثات مع رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف خلال زيارته العاصمة الباكستانية إسلام آباد لتعزيز التعاون التجاري والدبلوماسي بين البلدين، وفق بيانات رسمية.
وتشمل الزيارة العاصمة إسلام آباد ومدينة لاهور شرق البلاد، وكراتشي في الجنوب، على أن ينتقل رئيسي من باكستان إلى سريلانكا الأربعاء المقبل.
وتأتي زيارة رئيسي إلى إسلام آباد بعد توتر وضربات متبادلة عبر الحدود في يناير/كانون الثاني الماضي، على خلفية عمليات نفذتها جماعات مسلحة في المناطق الحدودية مع باكستان.
ففي ديسمبر/كانون الأول الماضي، أعلنت جماعة “جيش العدل”، وهي جماعة مناهضة لإيران داخل باكستان، مسؤوليتها عن هجوم استهدف مركزا للشرطة في منطقة راسك بإيران، مما أسفر عن مقتل 11 شرطيا إيرانيا.
وردا على ذلك الهجوم، قامت طهران بتنفيذ ضربات جوية وصاروخية في يناير/كانون الثاني الماضي، استهدفت مواقع تابعة لجماعة “جيش العدل” داخل الأراضي الباكستانية، معلنة أن الهدف كان “مجموعة إرهابية إيرانية”.
وأثارت هذه الضربات التوتر بين إيران وباكستان، حيث قامت باكستان بعد أيام بتنفيذ ضربات جوية استهدفت ما وصفتها “بملاذات إرهابية” في مناطق قرب حدودها داخل الأراضي الإيرانية.
وبعد مفاوضات استمرت لعدة أيام، توصل البلدان إلى اتفاقية لخفض التوتر بينهما، وتعهدا بعدم السماح “للإرهاب” بتهديد العلاقات بينهما.
العلاقات الثنائية
وقال مكتب رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف إن الثنائي تناقشا حول تعزيز العلاقات الثنائية، وتحديدا في مجال التجارة والاتصالات، واتفقا على أهمية الجهود المشتركة من قِبل البلدين لمكافحة الإرهاب.
ونشرت وزارة الخارجية الباكستانية أيضا صورا للدبلوماسي البارز إسحاق دار خلال لقائه برئيسي، مشيرة في بيان إلى أن “الثنائي ناقشا الأحداث الإقليمية والعالمية، وأكدا التزامهما بالسلام والحوار البناء”.
وخلال المؤتمر الصحفي، الذي عُقد في إسلام آباد اليوم، أكد الرئيس الإيراني أن علاقة إيران وباكستان الثنائية تاريخية وحضارية، و”هي الشيء الذي لن يستطيع أحد تدميره”، وفق تعبيره.
وأوضح رئيسي أن البلدين قررا تعزيز العلاقات الثنائية على المستوى السياسي والاقتصادي والثقافة وغيرها.
كما أشار إلى الموقف المشترك بين البلدين بشأن مسائل مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة والمخدرات التي تهدد البلدين والمنطقة.
وأضاف أن باكستان وإيران قد اتفقتا على زيادة حجم التجارة بينهما لتصل إلى 10 مليارات دولار أميركي.
ويذكر أن البلدين يبحثان منذ أعوام إنشاء خط أنابيب لنقل الغاز، وبدأ العمل في هذا المشروع، الذي تقدر كلفته بـ7.5 مليارات دولار، في مارس/آذار 2013.
لكن نقص الموارد المالية عرقل إكمال الجزء الخاص بباكستان من المشروع.
وفي فبراير/شباط الماضي، منحت إسلام آباد الضوء الأخضر لبدء إنشاء قسم أول بطول 80 كلم لتفادي دفع غرامات مقدّرة بمليارات الدولارات لطهران بسبب التأخر في إنجاز الأعمال، إلا أن واشنطن، التي تفرض عقوبات اقتصادية واسعة على طهران، كررت في مارس/آذار معارضتها هذا المشروع.
موقف إيران إزاء الحرب الإسرائيلية
وفيما يخص الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، قال رئيسي إن مجلس الأمن الدولي أثبت فشله في تحمل مسؤوليته إزاء العمل على إيقاف الحرب.
ومن جهته، أشاد شريف بالموقف الإيراني إزاء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، ووصفه بالقوي.
ودعا شريف لوقف الحرب الإسرائيلية على القطاع فورا، طالبا من الدول الإسلامية اتخاذ موقف موحد من أجل وضع حد للحرب.