لاشك أنه مع انتصاف شهر ذي القعدة 1444هـ، والذي يمضي سريعًا كبقية الأزمنة المباركة ، وهذا يطرح السؤال عن متى تبدأ العشر من ذي الحجة 2023 ؟، وذلك لأن هذه الأيام العشر من ذي الحجة تعد من الأزمنة المباركة والتي يُستحب صيامها وتختم بأعظم الأيام وهو يوم عرفة ووقفة عيد الأضحى المبارك، من هنا يبحث الكثيرون عن متى تبدأ العشر من ذي الحجة 2023 ليستعدون فيها لأحد أعظم مواسم الخير وكذلك لأفراح العيد .
متى تبدأ العشر من ذي الحجة 2023
تحدد دار الإفتاء المصرية ، متى تبدأ العشر من ذي الحجة 2023 ؟، من خلال استطلاع هلال شهر ذي الحجة الهجري 1444هـ، والذي من المقرر أن يتم بعد غروب شمس يوم الأحد الموافق 29 من ذي القعدة لعام 1444هـ،و 18 من يونيه 2023م، أي بعد ما يقرب من أسبوعين ، فإذا كان الأحد آخر أيام ذي القعدة فإن غرة ذي الحجة تكون يوم الإثنين الموافق 19 يونيه ، وتوافق الحساب الفلكي، أما إذا لم يثبت رؤية هلال ذي الحجة، وكانت عدة ذي القعدة 30 يومًا فيكون الإثنين هو المتمم لشهر ذي القعدة، ويكون الثلاثاء الموافق 20 يونيه هو أول أيام ذي الحجة 1444هـ -2023 م.
وينبغي التنويه بأن دار الإفتاء هي المنوط بها تحديد متى تبدأ العشر من ذي الحجة 2023 في مصر ، ودخول الشهر يثبت كغيره من الشهور العربية القمرية برؤية الهلال، ويُستطلع بغروب شمس يوم التاسع والعشرين من شهر ذي القعدة الهجري، والذي يوافق يوم الأحد الموافق 18 يونيو لعام 2023م، فمن خلالها فقط سيتم التبين ما إذا كانت عدة ذي القعدة 29 يومًا أم 30 يومًا، حيث إن الاعتماد على الرؤية البصرية هو الأصل في الشرع، مع الاستئناس بالحساب الفلكي، فيؤخذ به في نفي إمكانية طلوع الهلال، ولا عبرة بدعوى الرؤية على خلافه، ولا يعتمد عليه في الإثبات أيضًا، حيث يؤخذ في إثبات طلوع الهلال بالرؤية البصرية عندما لا يمنعه الحساب الفلكي.
موعد العشر من ذي الحجة 2023 فلكيا
حددت الحسابات الفلكية موعد العشر من ذي الحجة 2023 م، حيث بدأ شهر ذو القعدة يوم الأحد الموافق 21 مايو 2023، والذي من المقرر أن تكون عدته (29 يومًا)، وبذلك يكون يوم الأحد (18 يونيه) هو آخر أيام شهر ذو القعدة، ويتم تحديد بدء شهر ذي الحجة 1444هـ، والذي يكون يوم الإثنين (19 يونيه) حيث يكون أول أيام ذو الحجة، وحيث إن عيد الأضحى يوافق العاشر من ذي الحجة 1444 بالتالي يكون موعد العيد الكبير 2023 الأربعاء الموافق 10 من ذي الحجة 1444هـ، و 28 يونيو 2023م، ويستمر لأربعة أيام أي حتى السبت 13 من ذي الحجة 1444هـ، و 1 يوليو 2023م.
فضل العشر من ذي الحجة
فُضِّلت الأيّام العَشر من ذي الحِجّة على غيرها من أيّام السنة من عدّة وجوهٍ، وبيان هذه الوجوه فيما يأتي:
أقسم الله -عزّ وجلّ- بها في القرآن الكريم، والله -تعالى- لا يُقسم إلّا بشيءٍ عظيمٍ؛ قال الله -تعالى-: (وَالْفَجْرِ*وَلَيَالٍ عَشْرٍ)، والمقصود بالليالي العَشر؛ العشر من ذي الحِجّة على الصحيح ممّا ورد عن المُفسِّرين والعلماء، و تشمل الأيّام العشر من ذي الحجّة أفضل الأيّام، مثل: يوم عرفة؛ وهو يوم الحَجّ الأكبر الذي تُغفَر فيه الذنوب والخطايا، وتُعتَق فيه الرِّقاب من النار، ومنها أيضاً يوم النَّحر؛ لقَوْل النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (إنَّ أعظمَ الأيَّامِ عندَ اللَّهِ تبارَكَ وتعالَى يومُ النَّحرِ ثمَّ يومُ القُرِّ).
و تُؤدّى فيها فريضة الحجّ التي تُعَدّ من أعظم الفرائض. شَهِدَ لها رسول الله -عليه الصلاة واسلام- بأنّها أعظم أيّام الدُّنيا؛ إذ قال: (ما مِن أيَّامٍ أعظَمُ عِندَ اللهِ ولا أحَبُّ إليه مِن العَمَلِ فيهنَّ مِن هذه الأيَّامِ العَشرِ، فأكثِروا فيهنَّ مِن التَّهليلِ والتَّكبيرِ والتَّحميدِ)، و تجتمع فيها أمّهات العبادت فيها؛ كما أخرج الإمام البخاريّ عن عبدالله بن عباس -رضي الله عنهما-: (ما العَمَلُ في أيَّامٍ أفْضَلَ منها في هذِه؟ قالوا: ولَا الجِهَادُ؟ قَالَ: ولَا الجِهَادُ، إلَّا رَجُلٌ خَرَجَ يُخَاطِرُ بنَفْسِهِ ومَالِهِ، فَلَمْ يَرْجِعْ بشيءٍ).
و تُعَدّ الأيّام العَشر من ذي الحِجّة الأيّامَ المعلومات الواردة في قَوْل الله -تعالى-: (وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّـهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ). فَضْل العمل في الأيّام العَشر من ذي الحِجّة وردت العديد من الأحاديث النبويّة التي تُبيّن فَضْل العمل في العَشر الأولى من ذي الحِجّة عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، ومنها: قَوْله: (ما العَمَلُ في أيَّامٍ أفْضَلَ منها في هذِه؟ قالوا: ولَا الجِهَادُ؟ قَالَ: ولَا الجِهَادُ، إلَّا رَجُلٌ خَرَجَ يُخَاطِرُ بنَفْسِهِ ومَالِهِ، فَلَمْ يَرْجِعْ بشيءٍ)؛إذ دلّ الحديث على أنّ العَشر من ذي الحِجّة أفضل أيّام السنة، وأنّ العمل الصالح فيها أحبّ إلى الله من العمل في غيرها من أيّام السنة، وقوله -صلّى الله عليه وسلّم- في حديثٍ آخر: (ما من عملٍ أزكى عند اللهِ ولا أعظمَ أجرًا من خيرٍ يعملُه في عَشرِ الأَضحى)، وقوله أيضاً: (ما مِن أيَّامٍ أعظَمُ عِندَ اللهِ ولا أحَبُّ إليه مِن العَمَلِ فيهنَّ مِن هذه الأيَّامِ العَشرِ، فأكثِروا فيهنَّ مِن التَّهليلِ والتَّكبيرِ والتَّحميدِ).