ذكر تقرير نشرته صحيفة فزغلياد الروسية أن الأزمة الجديدة التي تشهدها كوسوفو تعتبر الأكبر والأخطر منذ سنوات عديدة، موضحا أن الاشتباكات بين الصرب وقوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) وخروج سلطات كوسوفو عن سيطرة الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، يسلط الضوء على مستقبل أوكرانيا.
وأوضحت الصحيفة في التقرير أن الأزمة -التي حدثت خلال الشهور الماضية- كانت متوقعة، وهدفها الأساسي السيطرة السياسية والشرطية على الجزء الشمالي المأهول بالصرب.
وأضافت أن موسكو وبلغراد تعتبران كوسوفو بأكملها أراضي صربية، وقد خلفت الاشتباكات مئات الضحايا والعشرات من الأعضاء الذين ينتمون إلى شرطة الناتو.
وحسب التقرير تمنع عناصر الشرطة الصربية المسؤولين من التوجه لأداء وظائفهم بعد فوزهم بالانتخابات التي قاطعها المرشحون والناخبون الصرب، ويطالبون بالحكم الذاتي وبإنشاء اتحاد بلديات صربية، ويؤكدون أن هذا المطلب وافقت عليه بريشتينا قانونيا قبل 10 سنوات.
ولا تعتبر الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي الفائزين بالانتخابات الأخيرة سلطات شرعية شمال كوسوفو، على حد تعبير فزغلياد.
وذكر التقرير أن بريشتينا تصر على تسليم “السلطة الشرعية لأصحابها” مخيرة معارضي هذا الرأي بين السجن أو التوجه إلى صربيا، وعلق على ذلك قائلا “في الحقيقة، يبدو هذا موقفا واضحا لأن المعركة القائمة من أجل السيطرة على شمال كوسوفو التي تخاطر بريشتينا بخسارتها إلى الأبد”.
اختبار
وأشار تقرير فزغلياد إلى أن الاشتباكات الحالية تعد بمثابة اختبار لمدى قوة وقدرة الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وحلف الناتو في السيطرة على الأطراف الموالية لهم.
ومن ثم فإن صورة بروكسل وواشنطن -باعتبارهما اللذين يحددان مجريات الأحداث- تغيرت بعد أن خرجت الجهات الموالية لهم عن الطريق المحدد.
وقال التقرير إن أوكرانيا قد تسير على خطى كوسوفو في المستقبل القريب، بالنظر إلى استماتة الغرب في تسليح القوميين الراديكاليين والمتحمسين الذين لا يمكن التوفيق بينهم، معتقدا أن هذه الأطراف في تبعية مالية إليه لدرجة لا تخول له الخروج عن السيطرة لاحقا.
وأوضح أنه على عكس ما يروّج له الغرب، لا تعتبر الوحدات الأوكرانية خاضعة تماما لسيطرة الغرب، بل تقوم العلاقات بينهما على المصلحة، وقد تتحول هذه الوحدات إلى تهديد محتمل لأوروبا، وهو ما أصبح عليه “ألبان كوسوفو” بكل أطيافهم سواء من السياسيين أو العسكريين.