في اليوم الـ200 من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، واصلت قوات الاحتلال غاراتها على مناطق متفرقة من القطاع، وارتكبت 3 مجازر راح ضحيتها 32 شهيدا و59 مصابا خلال 24 ساعة.
وأعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة ارتفاع عدد الشهداء، نتيجة العدوان الإسرائيلي، إلى 34 ألفا و183، والجرحى إلى 77 ألفا و143 منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
كلمة أبو عبيدة
في اليوم الـ200 من العدوان على غزة، حصلت الجزيرة على كلمة مصورة لأبو عبيدة الناطق باسم كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) قال فيها إنه “بعد 200 يوم من معركة طوفان الأقصى لا يزال العدو المجرم يحاول لملمة صورته، لكنه لن يحصد سوى الخزي والهزيمة”.
وأضاف أبو عبيدة أن “العدو لن يحصد إلا الخزي والعار وإساءة الوجه، سواء بانكسار جيشه وفشله المدوي أمام بأس المقاومة، أو في صورته القذرة الوحشية التي تحطمت أمام العالم بأسره الذي عرف الاحتلال على حقيقته البشعة كما لا يعرفها من قبل”.
وتابع المتحدث باسم القسام “لا يزال الجيش الهمجي عالقا في رمال غزة بلا هدف ولا أفق ولا انتصار موهوم ولا تحرير لأسراه، ويستغل ورطته على الأرض في المزيد من الانتقام الهمجي العشوائي الذي لم يحقق يوما انتصارا لأي من الغزاة”.
ومضى أبو عبيدة قائلا “لن يكون هذا الجيش السادي ولا قيادته الفاشلة أوفر حظا من الغزاة القتلة عبر التاريخ، بل سيحصدون المزيد من الغضب وروح الانتقام والاستعداد لكنسهم ومواجهتهم في فلسطين وحولها، بل عبر العالم بأسره”.
وشدد على أن المقاومة ستظل راسخة في غزة رسوخ جبال فلسطين، وأن ضرباتها للعدو ستستمر وتتخذ أشكالا متجددة وتكتيكات متنوعة ومتناسبة طالما استمر العدوان، مضيفا “شاهد العالم طرفا من بأس مجاهدينا وضرباته الموجعة، ليس فقط أثناء وجود العدو في مناطق التوغل، بل أثناء انسحابه أو قبيل انسحابه”.
عمليات وقصف بغزة
قال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن إسرائيل أمرت -اليوم الثلاثاء- بعمليات إخلاء جديدة في منطقة بيت لاهيا بشمال قطاع غزة، واصفا إياها بأنها “منطقة قتال خطيرة”.
أفاد مراسل الجزيرة بأن غارات إسرائيلية كثيفة استهدفت مناطق عدة وسط قطاع غزة، وتزامن ذلك مع قصف مدفعي إسرائيلي استهدف جنوبي مدينة غزة، وقصف جوي إسرائيلي استهدف بيت لاهيا شمالي قطاع غزة، وغارة جوية استهدفت مخيم البريج وسط قطاع غزة.
وقال المراسل إن غارة جوية إسرائيلية استهدفت منطقة محيط وادي غزة شمال مخيم النصيرات وسط القطاع المحاصر.
وتعرّض المخيم لعمليات قصف جوي ومدفعي من قوات الاحتلال خلال عدوانها على القطاع بعد بدء “طوفان الأقصى” في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023. ودارت فيه اشتباكات عنيفة بين الاحتلال والمقاومة الفلسطينية، في ظل حصار مشدد عليه واستشهاد مواطنين كثر.
عمليات للمقاومة
قالت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي إن مقاتليها قصفوا برشقات صاروخية سديروت ونيرعام ومستوطنات غلاف غزة ردا على جرائم العدو الصهيوني.
كما أعلنت عن قصف مقر الفرقة 162 في جيش الاحتلال، وقالت إن مقاتليها قصفوا بقذائف الهاون تجمعا لقوات الاحتلال في موقع البيدر بشارع الرشيد غرب مدينة غزة.
وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية باعتراض 4 صواريخ في سماء مدينة سديروت بغلاف غزة الشمالي دون إصابات.
وأعلن الجيش الإسرائيلي -اليوم الثلاثاء- مقتل رائد احتياط من فرقة غزة خلال معركة شمالي قطاع غزة، مما يرفع حصيلة قتلاه منذ بداية العدوان إلى 606.
الجوع والدمار بغزة
قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا) إنه بعد 200 يوم من الحرب على غزة لحقت أضرار هائلة بالبنية التحتية الحيوية في القطاع وفقد أكثر من مليون شخص منازلهم ونزح 75% من السكان.
وأكدت الوكالة أن “الأمر سيستغرق سنوات لإزالة الحطام” الناتج عن القصف الإسرائيلي المستمر على القطاع، وشددت على أن “وقف إطلاق النار هو الأمل الوحيد المتبقي” لإنقاذ سكان القطاع.
ومن جهته، قال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إن مدن قطاع غزة تعرضت لدمار أكبر مما تعرضت له المدن الألمانية خلال الحرب العالمية الثانية.
وأكد أن أكثر من 60% من البنية التحتية في غزة تضررت، منها 35% دمرت بالكامل، وأشار إلى مقتل 249 من العاملين في المجال الإنساني منذ بداية العدوان الإسرائيلي على غزة.
وبدوره، قال المبعوث الأميركي للقضايا الإنسانية في الشرق الأوسط ديفيد ساترفيلد إن خطر المجاعة مرتفع للغاية في غزة، خصوصا في الشمال، وأكد أن على إسرائيل بذل كل ما في وسعها لتسهيل جهود تجنب المجاعة.
ودعا ساترفيلد إلى بذل المزيد من الجهد لضمان تحرك المساعدات الإنسانية بطريقة فعالة، وأشار -في حديث للصحفيين اليوم الثلاثاء- إلى أن إسرائيل اتخذت خطوات مهمة خلال الأسبوعين الماضيين في ما يتعلق بالمساعدات.
أعمق هجوم لحزب الله
شن حزب الله اللبناني، اليوم الثلاثاء، هجوما بالطائرات المسيرة على مواقع عسكرية إسرائيلية شمال مدينة عكا، وهي أبعد نقطة تصل إليها هجمات الحزب منذ بداية الحرب الإسرائيلية على غزة.
وقال حزب الله، في بيان، إنه شن بعد ظهر اليوم “هجوما جويا مركّبا بمسيرات إشغالية وأخرى انقضاضية استهدفت مقر قيادة لواء غولاني ومقر وحدة إيغوز 621 في ثكنة شراغا شمال مدينة عكا المحتلة، وأصابت أهدافها بدقة”.
وذكر الحزب أن الهجوم جاء إسنادا للمقاومة في غزة، و”ردا على العدوان الإسرائيلي على بلدة عدلون واغتيال أحد الإخوة المجاهدين”، وهو حسين علي عزقول، الذي نعاه الحزب في بيان سابق.
من جهته، قال الجيش الإسرائيلي إنه اعترض بنجاح هدفين جويين مشبوهين فوق المجال البحري شمال إسرائيل.
وكانت القناة الـ12 الإسرائيلية قالت إن الدفاعات الجوية اعترضت 3 أهداف جوية مشبوهة قبالة سواحل نهاريا وخليج حيفا في المنطقة الشمالية، وأضافت القناة أنه تم تفعيل صفارات الإنذار في البلدات الواقعة بين نهاريا وعكا، بعد الاشتباه بتسلل مسيرات إلى أجواء المنطقة.
احتجاجات الجامعات الأميركية
اعتقلت الشرطة الأميركية العشرات من المتظاهرين المؤيدين للقضية الفلسطينية في جامعتي نيويورك وييل، بينما أغلقت جامعة هارفارد يارد بواباتها وألغت الفصول الدراسية أمس الاثنين، حيث سعت بعض الجامعات الأميركية المرموقة لنزع فتيل التوترات في الحرم الجامعي بسبب العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وقامت الشرطة باعتقال أكثر من 100 متظاهر مؤيد للفلسطينيين كانوا قد اعتصموا في منطقة كولومبيا الخضراء، وظهرت مخيمات مماثلة بالجامعات في جميع أنحاء البلاد حيث تكافح المدارس لتحديد الخط الفاصل بين السماح بحرية التعبير وبين الحفاظ على حرم جامعي آمن وشامل.
وفي جامعة نيويورك، اتسع المعسكر الذي أقامه الطلاب الأربعاء الماضي ليصل إلى مئات المتظاهرين أمس. وقالت الجامعة إنها حذرت الحشد بضرورة المغادرة، ثم استدعت الشرطة بعد أن أصبح المشهد غير منظم. وقالت أيضا إنها علمت بتقارير عن “هتافات تخويف وعدة حوادث معادية للسامية”.
ونقلت شبكة “سي إن إن” -عن شرطة نيويورك- اعتقالها لطلاب وأعضاء بهيئة التدريس بجامعة نيويورك خلال مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين في الجامعة.
وقال زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد إن “ما يحدث في الجامعات الأميركية لا يغتفر وهو معاداة للسامية ودعم للإرهاب وحماس”، وأشار إلى أن الحكومة الإسرائيلية “لا يمكن أن تقف مكتوفة الأيدي بشأن ما يحدث بالجامعات الأميركية وعليها التدخل”.
تصريحات ومباحثات
وصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بـ”هتلر العصر”، مشبها إياه بالزعيم النازي الألماني أدولف هتلر، مؤكدا أن نتنياهو وحلفاءه “لن يفلتوا من العقاب”.
وتعهد أردوغان بـ”مواصلة كشف الحقائق والصدح علنا بجرائم القتل التي ترتكبها إسرائيل”، مؤكدا أن “هتلر العصر بنيامين نتنياهو وشركاءه في الجريمة لن يفلتوا من المساءلة”.
وفي إيران، نقلت وكالة الأنباء الرسمية عن الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي قوله إن شن إسرائيل هجوما على الأراضي الإيرانية سيحدث تغييرا كاملا في “الظروف”.
ونُقل عن رئيسي -الذي يزور باكستان- قوله اليوم الثلاثاء إن مثل هذا الهجوم يعني أن “الظروف ستتغير تماما ولن يتبقى شيء من الكيان الصهيوني”.
وفي قطر، قال المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد الأنصاري، اليوم الثلاثاء، إن الدوحة بحاجة إلى إعادة تقييم جهود الوساطة بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل في هذه المرحلة، مؤكدا التزام بلاده بجهود الوساطة وبالعمل لمنع مزيد من الانهيار الأمني بالمنطقة.
وأضاف الأنصاري -في مؤتمر صحفي- أن بلاده أبدت إحباطها من الهجوم المتكرر على جهود الوساطة خاصة الجهود المبذولة من قطر، موضحا أن وزراء في حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أدلوا بتصريحات سلبية عن الدور القطري.
وأكد أن الدوحة لا يمكنها القبول بأي تصريحات لا تتوافق مع حقيقة دورها في جهود الوساطة، مشددا على أنها لن تقبل استخدامها من أجل التموضع السياسي أو لأغراض انتخابية من أي طرف كان.
وأفاد المتحدث باسم الخارجية القطرية بأن الهجوم على الوسيط يظهر عدم الالتزام الجدي بالتوصل إلى اتفاق، كما يظهر غياب العزيمة بالعمل الإيجابي للتوصل إلى اتفاق، مشيرا إلى أن التحدي الأول أمام الوساطة هو أن تكون لدى الطرفين جدية ومرونة للتوصل لنتيجة.
وفي مصر، قال وزير الخارجية المصري سامح شكري، إن بلاده تنتظر مزيدا من الدعم الدولي لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).
وقال إن قطاع غزة أصبح غير قابل للعيش فيه، وإنه يجب دعم إقامة الدولة الفلسطينية لإنهاء الصراع في المنطقة.
وفي السياق أيضا، بحث وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي مع وفد أوروبي، الاثنين، سبل خفض التصعيد في المنطقة وتطورات الأوضاع في قطاع غزة.
اقتحامات للأقصى ومدن الضفة
اقتحمت مجموعة من المستوطنين بينهم عضو الكنيست السابق والحاخام المتطرف يهودا غليك بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي باحات المسجد الأقصى اليوم الثلاثاء بمناسبة عيد الفصح اليهودي، بعد دعوات من مؤسسات استيطانية لتكثيف الاقتحامات بأيام العيد.
وأكدت دائرة الأوقاف الإسلامية أن 219 مستوطنا ومتطرفا اقتحموا باحات المسجد الأقصى منذ صباح اليوم.
وعززت قوات الاحتلال من وجودها ودفعت بمئات من عناصرها إلى البلدة القديمة في القدس المحتلة لتأمين اقتحامات المتطرفين للمسجد الأقصى خلال عيد الفصح الذي يمتد لـ7 أيام.
من ناحية أخرى، اقتحمت القوات الإسرائيلية مدنا في الضفة من بينها مدينة نابلس ومدينة أريحا شرقي الضفة ودهمت منازل في مخيمي عقبة جبر وعين السلطان.
أفادت مصادر طبية فلسطينية باستشهاد فلسطيني برصاص الجيش الإسرائيلي في مدينة أريحا شرقي الضفة الغربية.
وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية باستشهاد 478 فلسطينيا في الضفة الغربية بينهم 122 طفلا و4 نساء وأكثر من 16 أسيرا منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وتشهد الضفة موجة توتر ومواجهات ميدانية بين الفلسطينيين وجيش الاحتلال، تتخللها عمليات دهم واعتقال للفلسطينيين، بالتزامن مع العدوان على قطاع غزة الذي خلّف عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى المدنيين معظمهم أطفال ونساء.
المقابر الجماعية بغزة
أفاد مراسل الجزيرة بارتفاع عدد جثامين الشهداء في المقبرة الجماعية بمستشفى ناصر في خان يونس إلى 310 بعد انتشال 35 جثمانا.
وفي وقت سابق، أشار الدفاع المدني إلى وجود 3 مقابر جماعية داخل أسوار مجمع ناصر وأن عدد الجثث التي تجري عمليات البحث عنها يقدر بالمئات.
واعتبرت وزارة الخارجية الأميركية أن التقارير عن المقابر الجماعية في غزة “مثيرة للقلق”، وأكدت أنها طلبت من إسرائيل “مزيدا من الوضوح والمعلومات” بشأن ذلك.
وقد وصفت الأمم المتحدة التقارير عن اكتشاف مقبرة جماعية في قطاع غزة بأنها “مثيرة للقلق للغاية”، ودعت إلى إجراء تحقيق “موثوق” في مواقع المقبرة.
وقال متحدث الأمين العام للأمم المتحدة إن هناك حاجة إلى وقف إطلاق النار “لرؤية نهاية لهذا الصراع” في قطاع غزة.
استعدادات لاجتياح رفح
قالت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية، الثلاثاء، إن الجيش الإسرائيلي يستعد لاجتياح مدينة رفح جنوبي قطاع غزة قريبا جدا.
ونقلت الهيئة عن مصدرين عسكريين إسرائيليين لم تسمهما، قولهما إن الجيش يستعد للعملية البرية في رفح قريبا جدا (دون تحديد)، تتضمن إخلاء أعداد كبيرة من السكان.
وعرضت الهيئة، صورا التقطت بالأقمار الصناعية، تظهر مدينة خيام بنيت خلال الأسابيع الأخيرة بين رفح وخان يونس.
بيد أن وزارة الخارجية الأميركية قالت إنه لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنيين، ولا تعرقل المساعدات، مشيرة إلى أنها تواصل توضيح ذلك لإسرائيل.
وأضافت لا نريد إجلاء الفلسطينيين من رفح إلا إذا كان ذلك للعودة إلى منازلهم، ولا نعتقد أن هناك أي طريقة فعالة لإجلاء 1.4 مليون فلسطيني من رفح.