قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن بلاده تبذل حاليا جهودا بشأن تبادل الأسرى بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل، معربا عن أمله النجاح في ذلك، في حين أكد نظيره الألماني فرانك فالتر شتاينماير على أهمية وقف الحرب في قطاع غزة وإطلاق حل سياسي للأزمة.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي مشترك للرئيسين أردوغان وشتاينماير، اليوم الأربعاء في العاصمة التركية أنقرة، في أعقاب مباحثات تناولت التطورات المهمة الجارية في الشرق الأوسط والأزمة الأوكرانية.
وقال أردوغان، في المؤتمر الصحفي، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو “يعرّض أمن منطقتنا كلها للخطر بما في ذلك مواطنوه من أجل إطالة حياته السياسية فقط”.
وأضاف أنه سيكثف جهوده لضمان وقف إطلاق النار في غزة، وتقديم المساعدات الإنسانية الكافية دون انقطاع إلى الشعب الفلسطيني، محذرا في الوقت ذاته من مساعي إسرائيل لحرف الانتباه عن “جرائمها ضد الإنسانية ومجازرها في غزة”.
واتهم أردوغان الغرب بالتغاضي عن معاناة السكان المدنيين في قطاع غزة، وقال إن غزة تم تسويتها بالأرض، “ويجب على أصدقائنا الألمان أن يروا المشهد المرير للأطفال والنساء والمسنين في غزة، فقد تم تدمير غزة وفلسطين بالكامل”.
وأضاف أن الغرب بأكمله يقف إلى جانب إسرائيل، مشيرا إلى أن “الأسلحة والذخائر والمركبات والمعدات التي تمتلكها كل من إسرائيل وغزة غير قابلة للمقارنة مطلقا”، مؤكدا أن غزة لا تتمتع بالإمكانات اللازمة لمواجهة “الهجمات الإسرائيلية الوحشية”.
وعن العلاقات التجارية والاقتصادية بين تركيا وإسرائيل، قال الرئيس أردوغان: “لم نعد نقيم علاقات تجارية مكثفة مع إسرائيل فقد انتهى الأمر”.
وقف الحرب
بدوره، قال رئيس ألمانيا إنه دون رؤية سياسية للفلسطينيين فإن إسرائيل لن تحظى بالأمن، كما أكد أنه يجب “وقف الحرب في قطاع غزة وتخفيف الوضع الإنساني الصعب فيه”.
وأكد شتاينماير أن التحديات الاقتصادية المشتركة تجبر برلين وأنقرة على تطوير العلاقات بينهما.
استئناف تمويل الأونروا
في الإطار ذاته، أعلنت وزارة الخارجية والتعاون الاقتصادي ووزارة التنمية الألمانيتان عزم برلين استئناف تعاونها مع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (الأونروا) في قطاع غزة قريبا.
وأشار بيان مشترك للوزارتين إلى أن احتياجات الأونروا المالية قصيرة المدى في غزة تتم تغطيتها حاليا من الأموال الموجودة.
وجاء في بيان الوزارتين “من خلال استئناف التعاون المُلح، فإننا ندعم دور الأونروا الحيوي والذي لا يمكن استبداله حاليا في إعاشة المواطنين في غزة، لأن منظمات الإغاثة الدولية الأخرى تعتمد أيضا حاليا على الهياكل التشغيلية للأونروا في غزة”.
وكانت ألمانيا جمّدت تعاونها مع الأونروا في قطاع غزة منذ نهاية يناير/كانون الثاني الماضي بعد مزاعم إسرائيلية بضلوع عدد من موظفي الوكالة في عملية طوفان الأقصى، وجاء إعلان استئناف تمويل الأونروا عقب تقرير مستقل خلص إلى أن إسرائيل لم تبرهن صحة تلك المزاعم.
والاثنين الماضي، نشرت وزيرة الخارجية الفرنسية السابقة كاثرين كولونا نتائج تحقيق أجرته حول ما إذا كان بعض موظفي الأونروا متورطين في هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 الذي نفذته المقاومة الفلسطينية على مستوطنات غلاف غزة، وخلص التحقيق إلى تأكيد حياد الوكالة، واستند إلى أن إسرائيل لم تدعم اتهاماتها بأن موظفين بالأونروا كانوا “عملاء لحماس” في غزة.
يُذكر أن 18 دولة والاتحاد الأوروبي علقت تمويلها للأونروا في 26 يناير/كانون الثاني على خلفية تلك المزاعم الإسرائيلية التي لم تثبت صحتها، مما دفع العديد من تلك الدول إلى مراجعة قراراتها في مارس/آذار والإفراج عن تمويلات الوكالة.