أثارت مشاهد نزوح عدد من سكان بيت لاهيا شمالي قطاع غزة، بعد مطالبة الاحتلال بضرورة إخلاء منازلهم، تفاعلا واسعا على منصات التواصل الاجتماعي، بسبب تمسك الأهالي بوطنهم وأقاربهم رغم قسوة مشاهد النزوح.
وكان جيش الاحتلال قد طالب -قبل يومين- أهالي بيت لاهيا بإخلاء 7 أحياء، قال إنها منطقة قتال خطيرة، بالتزامن مع قصف مدفعي إسرائيلي كثيف ومتواصل استهدف البلدة.
ويسكن بيت لاهيا -قبل الحرب- ما يزيد على 18 ألف فلسطيني وفق تقديرات أممية، في حين تتصاعد مخاوف من شن الاحتلال عملية عسكرية جديدة بالمنطقة، رغم إعلانه قبل أكثر من 3 أشهر إنهاء عملياته البرية المكثفة شمالي قطاع غزة.
ومن مشاهد نزوح مئات العائلات، برزت فتاة مع أقاربها إذ لم تجد غير البكاء للتعبير عن معاناتها، في وقت تداول رواد مواقع التواصل فيديو آخر لطفل أراد النزوح هربا من القصف، وهو يحمل أخاه الأصغر وعمره حوالي 30 شهرا حيث يجره في صندوق بلاستيكي.
بدورها قالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية إن الجيش يستعد لشن عمليات في موقعين بمنطقة بيت لاهيا في أعقاب إطلاق الصواريخ الأيام الأخيرة باتجاه سديروت وعسقلان وزيكيم.
قسوة وتحدٍ وصمود
ورصد برنامج “شبكات” -في حلقته بتاريخ (2024/4/25)- جانبا من تعليقات المغردين على مشاهد النزوح الجديدة في قطاع غزة، ومواصلة الاحتلال الضغط على المدنيين الفلسطينيين للشهر السابع تواليا.
وفي معرض تعليقها على المشاهد، تغنت دنيا بجمال القطاع ومناطقه، وقالت “أنتم الباقون وهم الزائلون.. الله على جمال مدن غزة، ولو بعد القصف، لكن ما تبقى يظهر بأن الأماكن كانت جميلة جدا”.
وبينما قالت نور إن “التاريخ يعيد نفسه لكن أكثر شراسة وقسوة” رأت أمل أنه “بعد هذه الحرب لن يكون هناك أطفال في غزة فقد كبروا قبل أوانهم وويل لإسرائيل من انتقامهم”.
بدورها بدت هبة الحايري في دهشة وذهول كبيرين، وتساءلت “لا أدري ما هو المؤلم أكثر، منظر النزوح، أم الغزّي المقعد، أم الكرسي المتهالك، أم الصغير الذي يدفعه، أم الفتاة الباكية، كيف لهذا المقطع أن يحمل كل هذا البؤس؟”.
أما أبو حمزة فقد وجه رسالة ثناء للغزيين وصمودهم بقوله “سلام لكم وسلام عليكم بما صبرتم وثبتّم في وجه أطغى الطغاة وأعتى المجرمين”.
تجدر الإشارة إلى وجود نحو مليوني نازح في القطاع منذ بدء الحرب الإسرائيلية، أي أن أكثر من 85% من سكانه نازحون يتركز معظمهم في مدينة رفح جنوبا، وسط تحذيرات أممية ودولية من اجتياح جيش الاحتلال لها.