تهدد قطر، الوسيط المهم بين حماس وإسرائيل، بالانسحاب من المفاوضات ما لم يوقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ما تعتبره الدوحة حملة تشهير ضدها. أصبح مصير الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة على المحك مع تصعيد قطر لنزاعها الدبلوماسي مع إسرائيل.
وفقا لفورين بوليسي، انتقد رئيس الوزراء الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني سوء استخدام عملية الوساطة من قبل نتنياهو، مما يشير إلى أن قطر قد تعيد النظر في مشاركتها. ويُنظر إلى هذه الخطوة على أنها محاولة للضغط على نتنياهو لتوضيح التزامه بمفاوضات الرهائن.
إن نفوذ قطر على حماس ينبع من سنوات من المساعدات والدعم، مما يجعلها ضرورية لعملية التفاوض. ومع ذلك، فقد أثيرت تساؤلات حول حياد قطر، حيث اتهمها البعض بالتحيز تجاه حماس. وعلى الرغم من الضغوط الحزبية من الولايات المتحدة، لم تقم قطر بطرد قادة حماس المقيمين في البلاد.
اقترح المشرعون الأمريكيون تشريعًا لمراجعة وضع قطر كحليف رئيسي من خارج الناتو إذا فشلت في التحرك ضد حماس. ومع ذلك، يرى البعض أن مثل هذه الإجراءات سابقة لأوانها وغير مبررة، مما يشير إلى أن صناع القرار في قطر قد لا يصطفون مع المشاعر المؤيدة لنتنياهو.
يدور الخلاف الأساسي بين قطر وإسرائيل حول مطلب حماس بوقف دائم لإطلاق النار. فبينما تصر إسرائيل على نزع سلاح حماس، ترى قطر ميزة في دعوة حماس إلى إنهاء الحرب. اختلاف وجهات النظر يعقد المفاوضات.
وتواجه قطر تحديات في الضغط على حماس بسبب محدودية توصيل المساعدات إلى غزة خلال الصراع. فزعيم حماس، يحيى السنوار، غير مستعد لتقديم تنازلات، بغض النظر عن الجهود الدبلوماسية التي تبذلها قطر.
ومع استمرار المفاوضات، تظل إسرائيل تركز على تأمين إطلاق سراح الرهائن والقضاء على حماس. حيث أن مصر وسيطًا رئيسيًا إذا فشلت جهود قطر.
تشكل المواجهة بين قطر وإسرائيل مخاطر على كلا الجانبين. وتخاطر قطر بالإضرار بعلاقاتها مع الولايات المتحدة إذا فشلت في تأمين إطلاق سراح الرهائن، في حين قد تخسر إسرائيل وسيطاً قيماً إذا انسحبت قطر من المفاوضات.