أجمع المشاركون في الجلسة الأولى من “حوارات مبتكرة” التي أقيمت ضمن فعاليات المؤتمر الدولي للنشر والصناعات الإبداعية، على أهمية القصة والسرد في العمل السينمائي. وذلك خلال الحوار الذي جاء بعنوان “أسرار صناعة السينما: العلاقة الديناميكية بين الأدب والتطويع السينمائي” وشارك فيه كل من الممثل أحمد حلمي والمخرج السينمائي مروان حامد والروائي وكاتب السيناريو أحمد مراد.
أدار الحوار عيسى المرزوقي مقدم برامج إخبارية ومذيع على سكاي نيوز عربية، واستهله أحمد حلمي بالحديث عن تعريب الأفلام. وقال: “لا أميل إلى تعريب الأفلام فهذا يدل على فقر في الأفكار، ولا يعني نجاح الفيلم في بلد معين نجاحه في بلد آخر، وإن حدث وتم تعريب العمل يجب أن يكون أفضل من العمل الأصلي”.
بدوره قال أحمد مراد: “إن الناس في العادة يعيشون القصة ومن الممكن أن يقدم منها سينما وأدب مثل قصص “ألف ليلة وليلة” التي أظهرتها خمس حضارات بأكثر من أسلوب.
وركز على استناد الكُتاب والمخرجين على التاريخ وبينَ: “أن الكاتب يستوحي وهناك ثقة بالتاريخ وكأنه حاضر الآن، مع العلم أن التاريخ قد يكون وجهة نظر”. ومن وحي تجربته أكد مراد على أن كتابة السيناريو تختلف عن كتابة الرواية.
وفي حديثه أكد أحمد حامد أن النجاح يبدأ من القصة وفسر: “إن فيلم الفيل الأزرق بكل أجزائه لا يعتمد على التقنيات والإبهار السينمائي بقدر اعتماده على القصة”. ومن ثم انتقل للحديث عن الإنتاج السينمائي التاريخي. وقال: “يتطلب منا العمل التاريخي إعادة بناء كل شيء من شوارع وملابس وفنون قتالية مع حرصنا على عدم الإفراط في المعلومات التاريخية للحفاظ على السرد”.
واستعرضت الجلسة الثالثة من جدول أعمال المؤتمر موضوع “تطور أذواق المستهلكين في عصر إنشاء المحتوى عبر المنصات المتعددة”، حيث شارك في الجلسة مازن حايك، مستشار إعلامي والمتحدث الرسمي والمدير السابق لمجموعة إم بي سي، ومعاذ شيخ الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة ستارز بلاي، وآشلي رايت نائبة الرئيس للتسويق والنمو لشركة OSN، الذين ناقشوا التحولات الجذرية التي طرأت على استهلاك المحتوى وميول المستهلكين، كما تطرقوا إلى كيفية تحقيق التوازن بين ما يطمح إليه المستهلك من محتوى متنوع وهادف.
وطرحت الإعلامية زينة صوفان، كبيرة مذيعي الأعمال في تلفزيون الشرق للأخبار، التي أدارت دفة الحوار، على المشاركين، عدة أسئلة حول تجارب شركاتهم مع المحتوى وميول المستهلكين، واستهل مازن الحايك حديثه بالتأكيد على جمالية وأهمية اللغة العربية، بمفهومها الشامل وبما تحتويه من عادات وتقاليد وقيم، مؤكدًا الاعتزاز بها إذ استطاعت المنافسة والدخول إلى الأسواق العالمية وإثبات حضورها في ظل تطور التقنيات المختلفة.
كما تطرق إلى التحديات التي رافقت عملية تطوير المحتوى عبر المنصات المتعددة وإيصالها إلى الجمهور، منوّها إلى أن المنصات التقليدية ولا سيما التلفزيون شهدت تراجعاً في الأداء وفقدت شعبيتها بين الجمهور، الذي هرب إلى منصات أخرى أصبحت تقدم له محتوى يلبي احتياجاته من حيث المضمون ومن حيث التفاعل.
بدوره تحدث معاذ الشيخ عن خصوصية منطقة الخليج العربي بالنظر إلى غيرها من المناطق الأخرى في العالم، فهي متعددة الجنسيات ومتنوعة الشرائح، ونحن بدورنا نحاول تقديم محتوى يناسب هذه البيئة وكافة الشرائح وأذواق المستهلكين بناء على دراسات معمقة. كما نوه إلى معضلة التمويل والتحديات التي يواجهونها في هذا الصدد، لافتاً إلى أهمية الشراكة مع الشركات والمؤسسات المختلفة، مشيراً إلى الشراكة مع اتصالات ودو الذي حقق فائدة كبيرة للشركة والمستهلك على حد سواء، كما تطرق إلى موضوع المواهب، مشيداً بتجربة مسلسل “كابوس” الذي تم إنتاجه في أبوظبي للفنان محمد رمضان، وحقق نجاحاً باهرا وعائدات كبيرة لم تحققها أعمال أنتجت في هوليوود.
وقالت آشلي رايت إن تحول شركات صناعة المحتوى من الإعلام إلى مجال التطبيقات ساهم في التطور بشكل كبير، وقد حصل هذا الانخراط والتحول في مرحلة ما بعد جائحة كورونا حيث أصبحت هنالك حاجة للخروج من وجهة النظر والصناعة التقليدية، ودفعت رغبة وميول المستهلكين إلى إنشاء محتوى أو برامج قصيرة إلى حدوث تحول إيجابي وانخراط مع المجتمع بشكل أكبر.