لقرون، حُسد اليابانيون على متوسط عمرهم المتوقع الأطول من أي دولة أخرى في العالم تقريبًا. وينسب الفضل في طول العمر الياباني عادةً إلى نظامهم الغذائي القائم على النباتات والأسماك بشكل أساسي مع كميات قليلة من منتجات الألبان والفواكه. في الواقع، وفقًا للمجلة الطبية البريطانية، فإن الأشخاص الذين اتبعوا العادات الغذائية اليابانية لديهم مخاطر أقل للإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية وحتى الوفاة المبكرة. لا يختلف النظام الغذائي الياباني كثيرًا عن النظام الصيني حيث يحتوي كلاهما على أطعمة رئيسية متشابهة تتضمن الخضار المخلل أو المطبوخة والأرز. ولكن بما أن اليابان أرخبيل من الجزر وتحيط بها المياه من كل اتجاه، فإنهم يميلون إلى تناول المزيد من الأسماك في نظامهم الغذائي. اقرأ لتتعرف على المبدأ الأساسي للنظام الغذائي الياباني وعناصره التي يمكنك تطبيقها في المنزل.
القاعدة الذهبية في النظام الغذائي الياباني
يتبع اليابانيون قاعدة ذهبية واحدة عندما يتعلق الأمر بالطعام: “القليل أفضل”. تنص هذه العبارة الآسيوية القديمة على تحقيق أقصى قدر من النكهات واللذة التي منحتها لنا الطبيعة دون الاعتماد بشكل كبير على الكمية. تؤكد القاعدة الذهبية في النظام الغذائي الياباني أيضًا على موسمية المكونات.
إذ يعتقد اليابانيون أنه عندما تأكل ما هو وفير خلال وقت معين من العام، فإنك تُعظم من قيمة الطعام دون الإخلال بالتوازن الطبيعي. وفي حين تعد قلة الكمية أمرًا ضروريًا في النظام الغذائي الياباني، فإن التركيز على الموسمية يمكن أن يساعدك في إعادة توجيه منظورك إلى السمات الأخرى للطعام بخلاف الكمية البحتة.وبهذه الطريقة، يمكنك استخدام كل حواسك للحصول على أقصى استفادة من تجربة تناول الطعام.
4 أشياء لتطبيقها من المطبخ الياباني
تعزز تقاليد الثقافة اليابانية الأكل الصحي، ليس فقط من حيث اختيار الطعام، ولكن أيضًا من خلال تنشئة الشباب على السلوك الصحيح. في الواقع، تسترشد عادات الأكل لدى الأطفال اليابانيين بالقول المأثور “هارا هاتشي بو”، أو الأكل حتى تشبع بنسبة 80 بالمائة. إذا كنت تريد حياة مديدة كاليابانيين، فقد ترغب في تجربة تطبيق العناصر الأربعة التالية من المطبخ والنظام الغذائي الياباني الأصيل.
- قدم الطعام في حصص صغيرة
إذا كنت ترغب في مساعدة عائلتك على تناول الطعام كاليبانيين، فإن تقديم الطعام في حصص صغيرة يعد طريقة جيدة للبدء. بدلاً من طبق واحد كبير، يأكل اليابانيون من أطباق صغيرة مليئة بأنواع مختلفة من الأطباق. يشمل هذا عادةً وعاءًا واحدًا للأرز، وآخر لحساء ميسو، وبعضًا آخر لللحم أو السمك، ووعائين آخرين أو أكثر لأطباق الخضار. يتبع اليابانيون أيضًا هذا النوع من الحصص في ما يتعلق بالأطعمة الخفيفة (السناكس). لذا، إذا كنت ترغب في العيش لفترة أطول، فمارس “ضبط النفس المرن” الياباني، ولا تحرم نفسك من الحلويات تمامًا، بل تناولها في حصص أصغر.
- المزيد من الأسماك من فضلك!
كما ذكرنا سابقًا، تعد اليابان موطنًا للعديد من محبي الأسماك بسبب موقعهم الجغرافي. وهذا أيضًا هو السبب في أن الأسماك هي أكثر الأطعمة الأساسية شيوعًا في المطبخ الياباني – وليس الأرز.
في الواقع ، تشير الإحصائيات إلى أن متوسط استهلاك الفرد الياباني من الأسماك يفوق 70 كيلوغرامًا سنويًا. إذا قمت بالحساب على أساس يومي، فإن اليابانيين يأكلون حوالي ربع كيلو من المأكولات البحرية كل يوم. ويشكل اليابانيون أيضًا 12 بالمائة من استهلاك الأسماك في جميع أنحاء العالم، حتى لو كانوا لا يشكلون سوى 2 بالمائة من سكان العالم. فلماذا يأكلون الكثير من الأسماك؟ بصرف النظر عن وفرتها في بلادهم، يستفيد اليابانيون أيضًا من الفوائد الصحية التي يمكن أن تجلبها الأسماك للإنسان. سواء كانت طازجة أو مدخنة أو معالجة أو مملحة، فإن الأسماك تحتوي على الكثير من الفيتامينات والمعادن. كما أنها غنية بأحماض أوميغا 3 الدهنية التي تساعد في الوقاية من العديد من أنواع السرطان. لذا تأكد من مراجعة مزودك المحلي لخدمة توصيل المواد الغذائية للمنازل للحصول على أجود خيارات المأكولات البحرية التي يقدمونها.
- حرارة أقل في تحضير الطعام للحصول على المزيد من العناصر الغذائية
هل تساءلت يومًا لماذا يوجد القليل جدًا من الأطعمة اليابانية المقلية؟ وفقًا لعلماء الغذاء، هذا لأن اليابانيين وجدوا أن طريقة تحضير الطعام يمكن أن تغير قيمته الغذائية. عندما يتعلق الأمر بتحضير الطعام، هناك ثلاث طرق تحظى بالشعبية في اليابان: الطهي بالبخار والغليان وتقديم الطعام نيئًا. ويلي ذلك السلق والشوي، بينما يُنظر إلى القلي والتحمير كأقل الطرق استخدامًا في تحضير الطعام.
إذا لاحظت، فإن العديد من الأطباق اليابانية الأكثر شعبية لا تُطهى في درجات حرارة عالية. وذلك لأن طرق الطهي التي تتضمن حرارة عالية مثل القلي تميل إلى تكسير العناصر الغذائية داخل الطعام. على سبيل المثال، يُعرف أن الأسماك الزيتية مثل سمك الإستور أو الأكاريل تحتوي على أحماض أوميغا 3 الدهنية وخاصة EPA و DHA. ولكن عندما تقرر قلي هذا النوع من السمك المغذي، فلن تحصل إلا على حوالي عُشر EPA و DHA الموجود في نسخة الساشيمي.
- الاستخدام المُتقن للتوابل المخمرة
يشتهر المطبخ الياباني الأصيل باستخدام التوابل المخمرة مثل الميسو وصلصة الصويا والميرين والساكى والخل. يمكن أن تساعد هذه التوابل في صنع أطباق شهية دون استخدام الكثير من السكر والملح. علاوة على ذلك، تدخل التوابل المخمرة مجموعة متنوعة من البكتيريا المفيدة إلى الجهاز الهضمي، مما يساعد على الحفاظ على التوازن في البكتيريا المعوية. إذا تواجدت سبينس في منطقتك، فتأكد من تصفح منتجات سبينس ماركت الشامل لمنتجاتها للحصول على الأنواع المختلفة من التوابل والمكونات المخمرة التي تقدمها.
استعد لتحقيق طول العمر
سواء كنت تبحث عن طول العمر أو ترغب ببساطة في تناول طعام لذيذ ومغذي، فجرّب اتباع الطريقة اليابانية في الأكل. من يدري؟ قد تتمكن من إثبات لنفسك أن العيش لفترة طويلة ممكن، حتى مع مجرد تغيير في نظامك الغذائي.