وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى تل أبيب لإجراء محادثات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ومسؤولين آخرين بعد زياراته للأردن والسعودية، وهي رحلته السابعة إلى المنطقة منذ بداية حرب إسرائيل المدمرة على قطاع غزة، منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي وتأتي ضمن مساعي التوصل إلى اتفاق هدنة وتبادل للأسرى.
وقبيل مغادرته العاصمة الأردنية عمان مساء أمس الثلاثاء دعا بلينكن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إلى قبول المقترح المطروح لوقف إطلاق النار وعدم التأجيل، مضيفا أن الحركة لن يكون لها عذر في عدم الموافقة على حد تعبيره. وأكد بلينكن في تصريحات لدى مغادرته الأردن إلى إسرائيل أن تركيز الولايات المتحدة حاليا هو على وقف إطلاق النار في قطاع غزة مع زيادة المساعدات الإنسانية.
وخلال لقائه مع بلينكن شدد ملك الأردن عبدالله الثاني على ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار في غزة، والتحرك لوقف الكارثة الإنسانية. وحذر الملك عبد الله الثاني حسب بيان الديوان الملكي من خطورة أي عملية عسكرية في رفح، منبها إلى أن ما وصفه بالآثار الكارثية للحرب على غزة قد تتسع لتشمل مناطق في الضفة الغربية والقدس، والمنطقة بأسرها.
في المقابل قالت الخارجية الأميركية إن بلينكن ناقش مع ملك الأردن الجهود الدبلوماسية لتحقيق سلام دائم في المنطقة بما في ذلك مسار دولة فلسطينية مستقلة مع ضمانات أمنية لإسرائيل.
كما بحث الجانبان الجهود المشتركة لتسريع تدفق مساعدات إضافية بشكل عاجل إلى غزة من الأردن عبر الطرق البرية.
وكان البيت الأبيض قال في وقت سابق المقترح الأخير لصفقة التبادل بين حركة حماس وإسرائيل يتضمن وقف القتال 6 أسابيع، وأوضح مستشار اتصالات الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي أن مقترح صفقة التبادل الموجود لدى حماس تم التفاوض عليه مع إسرائيل “بنوايا جيدة”. ودافع كيربي عن إسرائيل قائلا “لا يمكن أن يكون هناك شك في جدية الإسرائيليين في التفاوض على مقترح اتفاق الرهائن الجديد” مشيرا إلى أن رد حماس على المقترح ينبغي أن يكون بنعم.
جهود بايدن
وفي سياق الجهود الأميركية قال الرئيس جو بايدن إن واشنطن ستعمل مع مصر وقطر لضمان التنفيذ الكامل لشروط الصفقة المقترحة وبذل كل الجهود لضمان إطلاق سراح المحتجزين.
وأوضح بايدن أنه أجرى اتصالا مع كل من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني لمناقشة التوصل إلى اتفاق لإطلاق المحتجزين مع وقف إطلاق النار.
وأضاف الرئيس الأميركي أن “حركة حماس أصبحت الآن العقبة الوحيدة أمام التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار وإغاثة المدنيين في غزة”، حسب قوله.
وتزايدت التوقعات -الأيام القليلة الماضية- باحتمال اقتراب التوصل لاتفاق في أعقاب تجدد جهود الوساطة لاستئناف المفاوضات المتوقفة بين إسرائيل وحماس، ولكن لم تظهر حتى الآن مؤشرات تلاحظ على الاتفاق بشأن نقطة الخلاف الأساسية الكبرى بين الجانبين، وهي مطلب حماس بأن أي اتفاق يجب أن يضمن انسحاب القوات الإسرائيلية من غزة، ووقفا دائما للعدوان.
عائلات المحتجزين
في غضون ذلك طلبت عائلات الأسرى الإسرائيليين اجتماعا عاجلا مع نتنياهو للاطلاع على مستجدات المنحى الجديد لصفقة تبادل.
وتظاهر العشرات من الإسرائيليين من أهالي الأسرى المحتجزين في غزة مساء الثلاثاء أمام مقر وزارة الدفاع في تل أبيب للمطالبة بإبرام صفقة تبادل لإطلاق سراح جميع الأسرى. ورفع المشاركون في التظاهرة صور الأسرى وشعارات تطالب بإعادة الأسرى إلى بيوتهم فورا.
وفي القدس المحتلة نظم عشرات الإسرائيليين مظاهرة احتجاجًا على تصريحات نتنياهو بشأن الإصرار على شن عملية برية في رفح وللمطالبة بالموافقة على صفقة تبادل للأسرى مع حركة حماس. ورفع المتظاهرون شعارات تطالب باستعادة الأسرى واستهجنوا إلغاء جلسة مجلس الحرب التي كانت مقررة لبحث مسار المفاوضات.
من جانبها، نشرت كتائب عز الدين القسام صورة اتهمت فيها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتعطيل مفاوضات صفقة تبادل الأسرى. ووجهت القسام رسالة في الصورة إلى أهالي الأسرى الإسرائيليين قالت فيها “بسبب المصالح السياسية لنتنياهو، ما زال أبناؤكم في الأسر”.
عملية رفح
وكان نتنياهو قال في وقت سابق أمس الثلاثاء إن إسرائيل لن تقبل بتسوية بخصوص رفح، وإن القوات الإسرائيلية ستدخلها سواء تم التوصل إلى وقف إطلاق النار وصفقة تبادل أو بدونها. وأوضح نتنياهو خلال اجتماع مع عدد من عائلات جنود إسرائيليين قتلوا في معارك غزة أنّ إسرائيل لن تقبل بالانسحاب المطلق من قطاع غزة.
وفي وقت سابق أمس الثلاثاء قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه لا تغيير في أهداف الحرب على قطاع غزة، وإن إسرائيل لن تقبل بتسوية بخصوص رفح، مؤكدا أن القوات الإسرائيلية ستدخلها سواء تم التوصل إلى وقف لإطلاق النار وصفقة تبادل أم لا.
وأكد نتنياهو -خلال لقائه ممثلين عن عائلات المحتجزين في غزة حسبما نقل عنه مكتبه- أن “فكرة أنّنا سنوقف الحرب قبل تحقيق جميع أهدافها ليست خيارا مطروحا. سندخل رفح وسنقضي على كتائب حماس هناك مع أو بدون اتفاق، من أجل تحقيق النصر الشامل”.
وأوضح أنّ احتمال التوصل إلى صفقة تبادل ضئيل، لأن حركة حماس ما زالت تتمسك بمواقفها، مشددا على أن إسرائيل لن تقبل بالانسحاب المطلق من قطاع غزة.
كما نُقل عن نتنياهو تأكيده بأنه تم البدء فعليا بإجلاء الفلسطينيين عن منطقة رفح جنوب قطاع غزة استعدادا لعملية قريبة هناك، وأن العملية تحظى بموافقة أعضاء مجلس الحرب.
وقد أنهى وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير اجتماعا بحسب طلبه مع نتنياهو على خلفية المفاوضات الجارية لإنجاز صفقة لتبادل الأسرى. وقال بن غفير عقب الاجتماع إنه تلقى وعدا من نتنياهو بدخول رفح وبعدم إنهاء الحرب أو إنجاز صفقة غير شرعية على حد تعبيره.
في المقابل قال الوزير بمجلس الحرب الإسرائيلي غادي آيزنكوت إن ثمة وزراء في الحكومة يمارسون ابتزازًا من خلال تهديدات سياسية وهذا خطير ويمس بأمن إسرائيل.
وأضاف آيزنكوت أنه سيكون شريكا في حكومة تتخذ قرارات بناء على مصالح إسرائيل القومية وليس على مصالح سياسية وفق تعبيره.