1/5/2024–|آخر تحديث: 1/5/202410:58 م (بتوقيت مكة المكرمة)
قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن اليوم الأربعاء إنه أبلغ القادة الإسرائيليين بوضوح معارضة الولايات المتحدة هجوما بريا واسعا على مدينة رفح في جنوب قطاع غزة، مشيرا إلى أنه اقترح “حلولا أفضل” للتعامل مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
وأضاف بلينكن للصحفيين بعد محادثات مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ومسؤولين آخرين في إسرائيل “موقفنا واضح، لم يتغير ولن يتغير”.
واستدرك “لا يمكننا ولن ندعم عملية عسكرية كبيرة في رفح في غياب خطة فعالة للتأكد من عدم تعرض المدنيين للأذى، ولم نرَ مثل هذه الخطة”.
وبحسب بلينكن “هناك حلول أخرى وفي رأينا حلول أفضل للتعامل مع التحدي الحقيقي المستمر الذي تمثله حماس والذي لا يتطلب عملية عسكرية كبيرة” في رفح.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أكد مضيه في تهديداته المعلنة منذ أشهر باجتياح رفح رغم المخاوف الدولية على حياة نحو 1.5 مليون مدني باتوا يقيمون فيها -وفق الأمم المتحدة- بعدما نزح الجزء الأكبر منهم من شمال القطاع بسبب الحرب.
وامتنع بلينكن -الذي استغرقت محادثاته مع نتنياهو أكثر من ساعتين- عن التعليق على موقف رئيس الحكومة مما أبلغه به، لكنه أوضح أن واشنطن مستمرة في إثارة المخاوف من الهجوم.
نتنياهو رفض إنهاء الحرب
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مسؤولين إسرائيليين وأميركيين قولهم إن نتنياهو أبلغ بلينكن أنه لن يقبل باتفاق صفقة تبادل يتضمن إنهاء الحرب على غزة، وأنه في حال لم تتخلَ حماس عن هذا الشرط فلن يكون هناك اتفاق وستقوم إسرائيل باجتياح رفح.
وأكد نتنياهو خلال لقائه بلينكن اليوم الأربعاء في مدينة القدس أن العملية البرية التي يريد القيام بها في رفح ليست مرهونة بأي شيء آخر.
وقالت الخارجية الأميركية إن بلينكن ناقش مع نتنياهو في القدس الجهود الجارية للتوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة كجزء من صفقة الرهائن.
على حماس أن تقرر
وفي ما يتعلق بصفقة التبادل، قال بلينكن إن على حماس أن تقرر إذا ما كانت ستقبل بالاتفاق، فلا “وقت للتسويف ولا للتلاعب ولا وقت لمزيد من التأخير”، حسب تعبيره.
وأضاف -من ميناء أسدود الإسرائيلي- أن على حماس أن تقبل الصفقة إذا كانت تهتم بالفلسطينيين في غزة، مشيرا إلى أن إسرائيل قدمت تنازلات مهمة للتوصل إلى صفقة لإطلاق المحتجزين في غزة.
وقال إن حماس تتخذ قراراتها بنفسها، وإن التوصل إلى اتفاق من شأنه تحسين ظروف الفلسطينيين.
بدوره، قال البيت الأبيض إن الجهود الحالية يجب أن تنصب على إقناع حماس بقبول مقترح الرهائن، وهذا ما أوضحه بلينكن للشركاء.
جولة بغلاف غزة
وقد تفقّد بلينكن اليوم الأربعاء معبر كرم أبو سالم الذي يمر منه جانب من المساعدات إلى قطاع غزة، واستمع خلال الزيارة إلى مسؤولين إسرائيليين -بينهم وزير الدفاع يوآف غالانت- عما يصفونها بالجهود المبذولة لزيادة وتيرة إيصال المساعدات للقطاع الفلسطيني الذي يقع على بعد بضع مئات من الأمتار.
وألقى بلينكن أول نظرة له على القطاع عن قرب منذ اندلاع الحرب قبل ما يقارب 7 أشهر، وذلك بينما كان يتجول في مجمع عند المعبر الذي تحده جدران خرسانية سميكة حيث يتم تفتيش شاحنات المساعدات المتجهة إلى غزة، وهي عملية تقول جماعات إغاثة إنها تبطئ وصول المساعدات.
وأبلغ وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أن الجيش الإسرائيلي ملتزم بإعادة المحتجزين في قطاع غزة ومستعد لتنفيذ أي مهام عملياتية برفح جنوبي القطاع.
وتجول غالانت وبلينكن في مستوطنة نير عوز المحاذية لقطاع غزة، وتفقدا المنازل التي تضررت جراء هجوم حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، كما تفقدا معبر كرم أبو سالم للبضائع، وفق المصدر ذاته.
وأمس الثلاثاء، بدأ بلينكن زيارة إلى تل أبيب قادما من الأردن والسعودية، في سابع جولة بالمنطقة منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة.
وتأتي هذه الزيارة بالتزامن مع تقديم مصر مقترحا جديدا للهدنة وتبادل للأسرى بين إسرائيل وحركة حماس تدعمه واشنطن وتعتبره ذكيا للغاية، وتحاول الدفع نحو قبول الطرفين له.
وخلال الزيارة التقى بلينكن الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وزعيم المعارضة يائير لبيد ووزير الدفاع يوآف غالانت وممثلين عن أهالي الأسرى في غزة.
وتواصل إسرائيل حربها على القطاع رغم صدور قرار من مجلس الأمن بوقف القتال فورا، وكذلك رغم طلب محكمة العدل الدولية منها اتخاذ تدابير فورية لمنع وقوع إبادة جماعية، وتحسين الوضع الإنساني بغزة.