نقلت صحف عالمية عن مسؤول أممي عائد من قطاع غزة أنه شاهد مقابر جديدة تعج بجثث الأطفال في مدينة رفح، وقالت إن خلافا لا يزال قائما بين الولايات المتحدة وإسرائيل بشأن الهجوم المحتمل على المدينة الواقعة جنوبي القطاع لأسباب سياسية تخص كل طرف.
ففي مقال نشرته صحيفة “الغارديان” البريطانية، وصف المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) جيمس إلدر ما شاهده في غزة، وقال إنه رأى مقابر جديدة تمتلئ بالأطفال في مدينة رفح.
واكد إلدر أن المستشفى الأوروبي مكتظ بالأطفال المصابين بجروح خطيرة والذين يحتضرون، محذرا من أن أي هجوم عسكري على رفح “سيكون كارثيا”. وشدد على حاجة غزة إلى وقف فوري وطويل الأمد لإطلاق النار لأسباب إنسانية.
صراع على مصالح خاصة
أما “نيويورك تايمز” الأميركية، فقالت إن الولايات المتحدة وإسرائيل تتصارعان بشدة بشأن إنهاء الحرب، إذ تريد إدارة جو بايدن التركيز على وقف إطلاق النار وإعادة بناء قطاع غزة، في حين يدفع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو باتجاه الهجوم على رفح.
وقالت الصحيفة إن الفجوة بين واشنطن وتل أبيب آخذة في الاتساع في ظل ضغط الاعتبارات السياسية الداخلية المُلحة لكل من بايدن ونتنياهو.
وفي إسرائيل، قالت صحيفة “هآرتس” في افتتاحيتها إن على تل أبيب أن تختار بين الوزراء المتطرفين أو الرهائن (الأسرى)، مؤكدة أنه “إذا كان المجتمع الإسرائيلي يريد العيش، فعليه أن يعيد الناس من أمثال وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير إلى هامش المجتمع”.
وترى الصحيفة أن الطريقة الوحيدة للتغلب على قوة من يسعون لتخريب صفقة تبادل الأسرى هي “تفعيل المزيد من القوة الشعبية وزيادة الحضور الشعبي في الشوارع”.
كما نشرت “جيروزاليم بوست” نتائج استطلاع حديث أظهر أن 51% من ناخبي يمين الوسط واليمين في إسرائيل يؤيدون التوقيع على اتفاق لإطلاق سراح الأسرى المحتجزين لدى حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، حتى لو أدى ذلك إلى حلّ الحكومة والذهاب إلى انتخابات مبكرة.
احتجاج طلابي غير مسبوق
في غضون ذلك، لا يزال الحراك الطلابي في الولايات المتحدة حاضرا في الصحافة العالمية، حيث قالت “واشنطن بوست” إن الاحتجاجات الجامعية وصلت إلى مستويات جديدة في الولايات المتحدة التي تفتخر بحرية التعبير.
ووفقا للصحيفة، فقد استخدمت شرطة ولاية فلوريدا الغاز المدمع لتفريق مسيرات داخل الحرم الجامعي، كما أظهرت صور احتجاز الضباط أستاذا جامعيا وجبهته ملطخة بالدماء في ولاية ويسكونسن.
وفي صحيفة “فايننشال تايمز”، كتب جيمس بوليتي أن احتجاجات الحرم الجامعي “أصبحت عبئا سياسيا على جو بايدن والديمقراطيين، إذ تؤدي الاضطرابات إلى تفاقم الانقسامات داخل الحزب بشأن الصراع في غزة”.
وباتت الأحداث -وفق الكاتب- فرصة سانحة للجمهوريين في الحملات الانتخابية، إذ يروجون بأن الوضع في أميركا يخرج عن السيطرة في ظل قيادة بايدن.
وختاما، قال موقع “بوليتيكو” إن وسائل التواصل الاجتماعي أسهمت في تسريع وتيرة المظاهرات في الجامعات الأميركية بطريقة غير مسبوقة على مدى العقود الماضية.
ونقل الموقع عن نشطاء أن المنصات الرقمية مكّنتهم من التواصل مع أقرانهم خارج حدود الولايات بشكل أسرع عما كان عليه الحال في السابق، وأن الطلاب في جميع أنحاء البلاد يتحدثون مع بعضهم بعضا.