2/5/2024–|آخر تحديث: 2/5/202411:45 م (بتوقيت مكة المكرمة)
باريس– رفض معهد العلوم السياسية بباريس مطالب للطلاب المحتجين بتشكيل مجموعة عمل لمراجعة علاقات المعهد مع الجامعات الإسرائيلية، كما تدخلت عناصر الأمن، بعد ظهر اليوم الخميس، لإجلاء حوالي 50 ناشطا مؤيدا لفلسطين بالقوة، بعد أن نصبوا خياما في الساحة الخارجية لمبنى جامعة السوربون.
فبعد الوقفة الاحتجاجية التي نظمها طلاب معهد العلوم السياسية “سيانس بو” في باريس الأسبوع الماضي، التقت إدارة المؤسسة، اليوم الخميس، بالطلاب والأساتذة والموظفين في مناظرة “ديمقراطية” لمناقشة مطالبهم، في وقت تتأهب الحكومة لمواجهة عدوى الدعوات الداعمة لغزة في باقي الجامعات الفرنسية.
وخلص اللقاء، الذي استمر ساعتين على أمل وضع مخرج من الأزمة، بخلاف حاد بشأن الشراكات والعلاقات الأكاديمية مع الجامعات الإسرائيلية التي يصر المعهد على الاحتفاظ بها، مما دفع أحد طلاب لجنة فلسطين إلى إعلانه الإضراب عن الطعام.
نقاش عقيم
ورغم محاولة السلطة التنفيذية تجنب عدوى الاحتجاجات وتكرار السيناريو الذي يشهده العديد من الجامعات الأميركية حاليا، فإن وزيرة التعليم العالمي سيلفي ريتيليو دعت مديري الجامعات إلى التحرك ضد جميع التحركات الطلابية المناهضة للحرب على قطاع غزة.
وقالت ريتيليو “أطلب منكم استخدام أقصى حد من الصلاحيات التي يمنحها لكم قانون التعليم.. الرؤساء مسؤولون عن الحفاظ على النظام في حرم الجامعة، ولا يمكن للشرطة الدخول إلا بناء على طلب من إدارة الجامعة”.
وبينما يتشبث الطلاب بمطالبهم، المتمثلة في وقف أي تعاون مع المؤسسات التعليمية الإسرائيلية، أكدت الوزيرة أنه “من غير الوارد أن تتخذ الجامعات موقفا مؤسسيا لصالح هذا المطلب أو ذلك في الصراع الدائر بالشرق الأوسط”، مشيرة في الوقت ذاته إلى إمكانية إصدار “حظر مؤقت على وصول طالب يهدد طالبا آخر إلى المؤسسة”.
من جهة أخرى، أعلنت إدارة المعهد عن تعليق الإحالات إلى القسم التأديبي التي تمت ضد بعض الطلاب منذ 17 أبريل/نيسان الماضي، فيما وافق الطلاب على عدم تعطيل الدروس والامتحانات.
جدير بالذكر أن لمعهد العلوم السياسية في باريس روابط مع ما لا يقل عن 480 جامعة في العالم، ويضم 15 ألف طالب، نصفهم دوليون، موزعين على 7 فروع جامعية في البلاد.
قمع في السوربون
وكرد فعل لمخرجات هذا النقاش، اجتمع العشرات من الطلاب من جامعة السوربون العريقة للتظاهر سلميا، قبل أن تتدخل الشرطة وتحاصرهم لنحو ساعتين تقريبا.
وقال الطالب جوناثان “لقد حاولنا وضع الخيام، الاثنين الماضي، في الفناء الداخلي للجامعة، لكن تم إخلاء المكان وصادرت عناصر الشرطة هذه الخيام تطبيقا لأوامر رئاسة جامعة باريس، ثم أردنا فعل الأمر نفسه اليوم في الباحة الخارجية، لكن تمت مهاجمتنا بسرعة”.
وأضاف في حديث للجزيرة نت “تعرضنا للضرب بالهراوات والغاز المسيل للدموع، لإجبارنا على المغادرة، وأخذت الشرطة الخيام منا مرة أخرى، لكننا لم نستسلم بعد، وسننظم مظاهرة كبيرة تجمع كل طلاب العاصمة الفرنسية غدا الجمعة”.
وهو ما أكدته الطالبة عائشة، التي كانت من بين الطلاب الذين أجلتهم الشرطة خارج فناء الجامعة في المرتين الأولى والثانية، قائلة “إننا نتعرض لكل هذه الضغوطات الآن، لأن الحكومة تعي قوة وتأثير وعي الشباب بما يحدث في قطاع غزة وجرأته المتزايدة على التظاهر، والتعبير عن رفضه الكامل لموقف بلاده الداعم لدولة الاحتلال”.