3/5/2024–|آخر تحديث: 3/5/202411:39 م (بتوقيت مكة المكرمة)
نقلت وكالة رويترز عن مسؤول في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أن وفدا من الحركة سيزور القاهرة غدا السبت، وسط توقعات بأن الحركة ستبعث برد كتابي على مقترح إسرائيلي بشأن وقف إطلاق النار والإفراج عن الأسرى المحتجزين في غزة.
يأتي ذلك في حين نقل موقع أكسيوس عن مسؤولين أميركيين أن الرئيس جو بايدن يشارك شخصيا في جهود مكثفة للتوصل إلى صفقة تبادل ووقف إطلاق النار بغزة، ويَعتبر التوصل لصفقة جديدة “عنصرا حاسما ضمن إستراتيجية أوسع داخليا وخارجيا”.
وقالت حماس -في بيان لها- إن وفدا من الحركة سيتوجه إلى القاهرة السبت لاستكمال المباحثات في ضوء الاتصالات الأخيرة مع الوسطاء في مصر وقطر، مؤكدة على “الروح الإيجابية” التي تعاملت بها عند دراسة مقترح وقف إطلاق النار الأخير.
وأكدت أنها وقوى المقاومة “عازمون على إنضاج الاتفاق بما يحقق وقف العدوان وانسحاب الاحتلال وعودة النازحين”.
وكانت قناة القاهرة الإخبارية (المقربة من الحكومة)، قد ذكرت في وقت سابق -نقلا عن مصدر رفيع المستوى- أن مصر ستستقبل وفد حماس غدا لبحث تطورات محادثات اتفاق التبادل.
ويقول وسطاء إنهم يترقبون رد حماس على أحدث نسخة من مقترح لاتفاق يشمل وقفا لإطلاق النار والإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين في القطاع.
مدير “سي آي إيه”
وجاء حديث مسؤول حماس، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، اليوم بعدما أفاد مصدر أمني مصري و3 مصادر في مطار القاهرة الدولي بوصول مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي آي إيه) وليام بيرنز إلى العاصمة المصرية لحضور اجتماعات تتعلق بالصراع في غزة.
كما نقلت قناة القاهرة الإخبارية عن مصدر مصري رفيع لم تسمه، أن رئيس المخابرات العامة المصرية اللواء عباس كامل أجرى اتصالا هاتفيا برئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، بدون ذكر تفاصيل بشأن المحادثة الهاتفية.
وأضاف المصدر أن هناك تقدما إيجابيا في المفاوضات بشأن صفقة التبادل.
وكان هنية أعلن مساء الخميس أن وفدا من حماس سيزور مصر “في أقرب وقت”، لاستكمال المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل، وذلك خلال اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني.
وأكد هنية على الروح الإيجابية لدى الحركة في دراسة مقترح وقف إطلاق النار الذي تسلمته، مؤكدا أن الطرفين اتفقا على استكمال المباحثات، لإنضاج اتفاق بوساطة قطرية مصرية، بما يحقق مطالب الفلسطينيين ويوقف العدوان عليهم.
حماس تتهم
من ناحية أخرى، اتهمت حماس اليوم الجمعة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالسعي لعرقلة جهود التوصل إلى هدنة، وهو ما يثير شكوكا حول احتمال التوصل سريعا إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
وقال نتنياهو مجددا أمس الخميس: “سنفعل ما هو ضروري للانتصار والتغلب على عدونا، بما في ذلك في رفح”، بعدما توعد سابقا بشن هجوم بري “مع اتفاق أو بدونه”، في إشارة إلى الهدنة.
واعتبر عضو المكتب السياسي لحماس حسام بدران أن تصريحات نتنياهو عن مهاجمة رفح هدفها “إفشال أي إمكانية لعقد اتفاق”.
وأضاف أن رئيس الوزراء الإسرائيلي “غير معني بالوصول إلى اتفاق.. لذلك يقول كلاما في الإعلام لإفشال هذه الجهود المبذولة حاليا”.
وأشار بدران إلى أن مفاوضي حماس يناقشون حاليا العرض داخليا ومع فصائل فلسطينية أخرى قبل العودة إلى القاهرة حيث تجري المفاوضات عبر الوسطاء (قطر ومصر والولايات المتحدة).
وأكد أن الحركة متمسكة بمطالبها وأهمهما “وقف نهائي لإطلاق النار وانسحاب كامل وشامل لقوات الاحتلال من قطاع غزة”، وهو ما ترفضه إسرائيل.
فصائل المقاومة
على صعيد آخر، كررت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، المشاركة أيضا في قتال إسرائيل في غزة، اليوم الجمعة، مطالبَ فصائل المقاومة الفلسطينية التي تشمل وقفا دائما لإطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع وعودة جميع النازحين إلى منازلهم.
وقالت الجبهة في بيان: “هناك تنسيق كامل ومستمر وعلى الدوام بين كافة فصائل المقاومة، وهناك إجماع على مطالب المقاومة”، مؤكدة أنه لن يكون هناك أي تقدم في المفاوضات إلا برضوخ الاحتلال لمطالب المقاومة وشعبنا العادلة.
وأضافت: “الكرة الآن في ملعب رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، الذي ما زال يراوغ ويتعنت، ولا يريد الاستجابة لهذه المطالب لحسابات سياسية ضيقة”.
كما شددت على أن فصائل المقاومة “جاهزة للتعامل مع كافة الخيارات وأي تطورات ميدانية، ومواصلة الدفاع عن أبناء شعبنا، والتصدي لأي عدوان صهيوني، خاصة على مدينة رفح”، وفق تعبير البيان.
اتهامات بالمماطلة
يشار إلى أن نتنياهو يواجه اتهامات من داخل مجلس الحرب ومن المعارضة وعائلات الأسرى بتغليب مصالحه السياسية عبر المماطلة في إبرام صفقة لاستعادة الأسرى الإسرائيليين في غزة.
وتعثرت جهود سابقة للتوصل لوقف لإطلاق النار بسبب مطالبة حماس بتعهد إسرائيل بإنهاء الحرب، في حين تصر إسرائيل على أن الحرب ستستمر في نهاية المطاف وتهدد باجتياح مدينة رفح جنوبي القطاع، التي تؤوي نحو مليون نازح فلسطيني، وهو ما يثير قلق المجتمع الدولي بشأن مصيرهم.
لكن مساعي الوسطاء في قطر ومصر والولايات المتحدة لا تزال متواصلة من أجل إقناع الطرفين باتفاق يضمن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، تمهيدا لإنهاء الحرب على غزة التي تسببت في أزمة إنسانية وصحية غير مسبوقة وفي استشهاد أكثر من 34 ألف فلسطيني، أغلبهم من الأطفال والنساء، منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.